الخميس 25 ابريل 2024

حواري مع شاب يحمل فكرًا متطرفًا


الشيخ أحمد تركي

مقالات30-7-2021 | 02:44

الشيخ أحمد تركي

لمحني شابٌ ذو لحية طويلة في العقد الثالث من عمره في بعض الأماكن، وأنا أستعد لركوب سيارتي، فبادرني، وكان هذا الحوار... 

هو: حضرتك الشيخ أحمد تركي؟

أنا: نعم أخي، أنا أحمد تركي وأي خدمة؟ 

هو: أنا خريج معهد إعداد الدعاة التابع لوزارة الأوقاف (يقصد المركز الثقافي) التابع للإدارة العامة للمراكز الثقافية بوزارة الأوقاف.

يقول: وأنا خريج معهد مسجد النور لم أحصل على الشهادة حتى الآن رغم أننى مؤلف كتب دينية ولي مؤلفات كثيرة!! 

انا: أذكر لي بعض مؤلفاتك؟

هو: ألفت كتابًا مهمًا عن العذر بالجهل؟!

أنا: تقصد أن المسلمين جميعًا في نظرك في شرك وكفر وأنت تعذرهم لأنهم لا يعرفون العلم الذي تدعي أنت وجماعتك أنه من لوازم الإيمان؟! وهذا اُسلوب من أساليب تجنيد الشباب لصالح فكرك وجماعتك وأفكارك!!،  من الذي أعطاك هذا الحق؟ وبأي حجة تفعل ذلك؟ 

هو: أنا لم أُكفر المسلمين إنما هناك الصوفية الذين يقعون في الشرك بدعاء الأولياء من دون الله؟!

أنا : ومن قال لك أن الصوفية تدعو الأولياء من دون الله وتعبدهم؟

إنهم يتوسلون لله تعالى بأعمالهم الصالحة!

مثل ما كان الصحابة يتوسلون برسول الله صلى الله عليه وسلم ،،،،، 

واضح يا أخي الكريم من خلال كلامك هوسك بتصنيف الناس وفق منظورك أنت، ثم تحكم عليهم بهذا التصور المريض!! 

اسمح لي أن أُريح قلبك في هذا الموضوع ،،، 

أقصد موضوع التوسل بأولياء الله.

الولي يا أخي هو عمل صالح وليس ذات الشخص المكون من جسدٍ ولحم وعظم ،، 

فعندما توسل المصريون بالأولياء لسان حالهم يقول مثلًا: يارب نتوسل إليك بالأعمال الصالحة التي فعلها سيدنا الحسين والسيدة نفيسة أن ترحمني وتغفر لي الخ الخ ،، 

وإن كانت المصطلحات مختلفة إلا أنك ينبغي أن تعرف ثقافة الناس، والله تعالى يحاسب الناس على نياتهم وليس على نيتك أنت !!

والحكم على الناس في عقائدهم لم يعطه الله تعالى لأحد.  حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحكم على المنافقين في حياته بالكفر رغم معرفته بهم واحدًا واحدًا،،،،، 

والحكم على الناس في عقيدتهم مسئولية القضاء بحيثيات شرعية ألا وهي الخروج من الإسلام من الطريق الذي قد دخلوا فيه.  يعني التصريح بالكفر بالله ورسوله ودين الاسلام.

والعقيدة حالُ بين الله والعبد ولا يجوز لأحد التدخل فيها ،،،، 

هو: لكن ابن تيمية قال كذا وكذا (ذكر نصوصًا لابن تيمية).

انا: يا أخى الكريم إن نبي الإسلام الذي أرسله الله تعالى رحمةً للعالمين هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وليس ابن تيمية!! 

وابن تيمية فقيه لم يفرق بين الشريعة والعقيدة فوقع في أخطاء كبيرة استغلتها الجماعات في ضرب المسلمين بأقواله واعتبروه نبى الاسلام!، وتركوا سنة رسول الله العملية. التى لم يكفر رسول الله فيها احدًا!

هو: نظر إلىّ باندهاش. 

وقال. وماذا تقول في علماء السلطان؟ 

أنا: فهمت خلفية سؤالك؟

للأسف حضرتك وقعت في خطأ شائع تلجأ إليه عناصر الجماعات عندما تعجز عن الرد بالحجة؟ فيتوجهون إلى الاتهام الشخصي المبطن والمعلب لمحاولة كسب موقف أثناء الحوار! وسأتجاوز ذلك وأعود بك إلى الحوار حول مفهوم مصطلح علماء السلطان.

يا أخى ليس عندنا سلطنة حتى يكون عندنا علماء سلطان!

إن مصر دولة قومية حديثة، هي وغيرها من الدول المتبقية من أمة الإسلام، ونحن الآن في منعطف أشبه ما يكون بمنعطف الأمة الإسلامية وقت هجوم التتار.

فإما أن تكون مع الحق وتقف مع بلدك مصر وهذا ما فعله الإمام العز بن عبدالسلام عندما جيّش الشعب المصري خلف سيف الدين قطز لهزيمة التتار، ولَم يتهمه أحد بأنه عالم سلطان!

أو أن تكون ضد مصر في وقت تكالب عليها كل أهل الشر!. وعندئذ ستكون جنديًا مخلصًا للأعداء باسم الله ورسوله دون أن تدرى،،

يا أخى لا تخش على الإسلام ما دامت مصر قائمة وقوية. إنما خوفك على الإسلام سيكون مشروعًا عندما تضيع مصر لا قدر الله، فلن تجد وقتها بلدًا أو بيتًا أو دينًا أو عرضًا.

هو: أرجوك يا شيخ: أريد التحدث معك كثيرًا أنا محتاجلك! 

أنا: تحت أمرك، هاتفني في أي وقت ولا سقف للأسئلة، المهم أن لا تدع علامة استفهام في داخلك في المجال الديني إلا وتحاول الارتواء بالإجابة الشافية.

ودعني وداع الحائر الذي وجد الأمان والبرهان. وانصرفت أنا بسعادة في قلبي تملأ جوانحي.

ثم وجدتني أسأل نفسي؟

ماذا فعلنا حتى نصل إلى كل الشباب الحائر بسبب تسميم فكره من قبل عناصر الجماعات؟

وهل هناك آلية تطبقها وزارة الأوقاف لمتابعة الدارسين في المراكز الثقافية ومعاهد إعداد الدعاة فكريًا؟ حتى نقضي على ظاهرة لجوء بعض عناصر الجماعات للدراسة في معاهدنا كمظلة لنشر فكره! وقد حدث ذلك كثيرًا!

أم تكتفي بالإجراءات الوظيفية المعروفة دون اعتبار لما سبق ذكره؟ 

وهل توجد خطة واستراتيجية لمحو الأثر السلبي الذي رسخته عشرات من معاهد إعداد الدعاة التابعة للجمعية الشرعية وأنصار السنة وجماعة الإخوان وتخرج منها عشرات الآلاف من الشباب في محافظات مصر؟ 

أرجوا من زملائى المسئولين بذل المزيد من الجهد لمعالجة هذه الثغرات واقعيًا.

والله المستعان.

Dr.Randa
Dr.Radwa