الجمعة 19 ابريل 2024

الفارس النبيل يعيد تونس للتونسيين

مقالات26-7-2021 | 22:16

منذ 10 سنوات أطلق الإخوان كذبة لتثبيت موقعهم في الحكم واغتصاب تونس وهي "الانتقال الديمقراطي"، فحركة النهضة هي الذراع السياسية لتنظيم الإخوان، هي المتسبب الأول في حالة الانهيار الاقتصادي من خلال خطابها العنيف والتكفيري، ولم تصمد حكومة الاخوان أمام جائحة الفيروس التاجي وتسببه في حالة من الركود الاقتصادي، وقد أدت الأزمة إلى شبه كارثة اقتصادية هي أسواء ما شهدته تونس منذ الاستقلال في عام 1956، حيث شهدت تونس انخفاضًا في تصنيف ديونها السيادية ، فأصبحت الحكومة عاجزة أمام صعوبات الحصول على قروض لإخراج نفسها من الأزمة.

مما دعا الفارس النبيل الي أن يستجيب لصوت الشعب التونسي بعد ان تظاهر الآلاف من التونسيين في جميع أنحاء تونس، ويقيل رئيس الوزراء هشام المشيشي من منصبه، وتولى السلطة التنفيذية بمساعدة حكومة يرأسها رئيس جديد سيعينه وقام أيضا بحل البرلمان، وبرر الفارس النبيل ذلك وقال أنها تتماشى مع المادة 80 من الدستور، التي تمنح الرئيس صلاحيات واسعة في ظل ظروف استثنائية، وإنه لن يعلق الدستور وأن هذه ستكون إجراءات مؤقتة.

وفي يوم الأحد ٢٥ يوليو ٢٠٢١، خرج الشعب التونسي مرددين الدعوات إلى حل البرلمان خلال احتجاجات في الشوارع تكررت مرارا في الأشهر الأخيرة، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين في عدة نقاط، وعلي اثرها أطلقت الشرطة في العاصمة تونس الغاز المسيل للدموع واعتقلت عدة أشخاص.

وظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد تظهر بعض المتظاهرين وهم يقتحمون مكاتب حزب النهضة الاخواني، كان الحزب الإسلامي المعتدل اللاعب الأكثر أهمية في السياسة التونسية منذ ثورة 2011 في البلاد، وهي تمتلك عددًا كبيرًا من المقاعد في البرلمان ، الذي يسيطر عليه حزب النهضة الاخواني  وهو لا يحظى بشعبية بين العديد من شرائح السكان بسبب الممارسات الفاشية منذ توليه السلطة. 

وقد تحدٍ الشعب التونسي حظر التجول بسبب فيروس كورونا ، وخرج في مظاهرات حاشدة وهتف التونسيون وأضرموا النار ولوحوا بالأعلام في شوارع المدن في جميع أنحاء تونس بعد إعلان الرئيس المنتخب قيس سعيد هذه الاجراءات وقد أظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي العديد من الدبابة العسكرية تسير على طول الشريان المركزي بالعاصمة وسط تصفيق الجماهير وفرحة غامرة من الجماهير.

وظلت تونس عرضة للاضطرابات السياسية بعد عقد كامل من احداث الربيع العربي 2011  حيث سيطر حزب النهضة الاخواني على الحكم منذ ذلك الحين، وكان يحكم في ائتلاف وفي كثير من الأحيان تحدث مواجهة مفتوحة مع الفارس النبيل الرئيس المنتخب من الشعب مباشرة، وتعد هذه ثالث حكومة تتولى السلطة في أقل من عام وفي أزمة كبيرة دخل المعسكرين السياسيين الرئيسيين في مواجهة بسبب الانهيار الاقتصادي وفشل حكومة الاخوان في الخروج من الأزمة التي تسببت في الاحتجاجات، ففي فبراير الماضي رفض الفارس النبيل الموافقة على أعضاء مجلس الوزراء الجدد الممثلين لحركة النهضة الاخوانية مع العلم أن تونس تفتقر إلى وجود محكمة عليا كان يمكن أن تحل مثل هذا الصراع.

وأظهر التلفزيون الرسمي أن الفارس النبيل نزل من سيارة ولوح لأنصاره في شارع الحبيب بورقيبة ، الطريق الرئيسي في تونس العاصمة. كان يرتدي قناعا ويحيط به حراس ، وسار على طول الشارع المزدحم ، الذي كان مركز ثورة 2011، محذر الاخوان بقوله أريد أن أقول للذين يعتقدون اللجوء إلى السلاح ، وأيا كان فمن يطلق النار، فإن القوات المسلحة سوف تستجيب بوابل من الرصاص .

فبحلول صباح الإثنين ، كانت القوات التونسية قد انتشرت في القصر الحكومي في تونس العاصمة وحاصرت البرلمان، حيث منعت راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة الاخواني ورئيس البرلمان ولم يعين الفارس النبيل رئيسًا جديدًا للوزراءحتي الآن وقد تجمعت حشود متنافسة خارج البرلمان ، وغردت الجزيرة بأن قوات الأمن اقتحمت مكتبها في تونس، وقد نظم راشد الغنوشي رئيس البرلمان المنحل عضو جماعة الاخوان اعتصاما خارج مبنى البرلمان يوم الاثنين بعد أن منعه الجيش من الدخول، وجاءت هذه الخطوة بعد أن قال  الفارس النبيل يوم الأحد إنه سيتولى السلطة التنفيذية في البلاد بعد إقالة رئيس الوزراء.