الخميس 18 ابريل 2024

«تطوير الريف» .. والقوى الناعمة المصرية

مقالات17-7-2021 | 20:45

مصر على موعد مع تاريخ جديد.. تُسطِّر خلاله أكبر عملية بناء وتنمية لم تشهدها من قبل.. فى زمن تتحول فيه الأحلام إلى واقع على الأرض، ينعم فيه المصريون بسُبُل الحياة الكريمة فى صياغة جديدة ورسم لمكونات الدولة المصرية.

يستحق بجدارة مشروع تطوير وتنمية الريف المصرى أن يكون عنوان وأيقونة «الجمهورية الجديدة».. التى بطلها وجُل أهدافها «بناء الإنسان المصري».. ويُجسِّد مشروع تنمية وتطوير الريف المصرى مدى الاهتمام الذى توليه «مصرــ السيسي» للإنسان المصرى بشكل غير مسبوق.

الحقيقة أن مشروع تطوير الريف المصرى الذى أطلقته مبادرة «حياة كريمة» هو بالفعل مشروع القرن الـ21.. فإذا تحدثنا عن مشروع قناة السويس فى القرن التاسع عشر.. والسد العالى فى القرن العشرين.. وهما مشروعان محددان بإطار جغرافي.. لكن مشروع تنمية وتطوير الريف المصرى يغطى 58٪ من سكان مصر، وهو المشروع الأكثر انتشاراً فى ربوع البلاد.. ليشمل 4500 قرية فى 175 مركزاً، وكذلك 28 ألف تابع.

مشروع تنمية وتطوير الريف المصرى لتغيير حياة أهالينا فى القرى إلى الأفضل، وتوفير الحياة الكريمة لأكثر من 58 مليون مواطن.. وهو ما يحقق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030.. وهو أيضاً يجسد رؤية الدولة المصرية فى الوصول إلى كل مواطنيها فى مختلف ربوع البلاد.

مشروع تطوير وتنمية الريف المصرى هو استجابة حقيقية لكل ما ينشده المواطن.. وأيضاً تنفيذ على أرض الواقع لأحلام طالت.. فمن عاش فى الريف يدرك كيف تم تهميش القرى المصرية والمراكز والمحافظات، وما شهدته من معاناة وتدنٍ فى الخدمات المقدمة للمواطن خلال العقود الماضية.. ومن هذا المنطلق يدرك المواطنون فى القرى المصرية قيمة ما يحققه الرئيس السيسى لأهالينا فى هذه المناطق لتغيير حياتهم جذرياً.. والأمر ليس مجرد مشروع إنسانى فحسب، ولكن أسلوب حياة مختلف تماماً، يجد فيه الإنسان المصرى كل ما يحتاجه ويوفر له الحياة الكريمة والسكن اللائق والأنشطة الإنسانية المختلفة سواء الرياضية أو الثقافية أو دعم الدولة للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وتوفير فرص العمل للشباب، والاهتمام بكل المجالات والقطاعات التى تمس حياة المواطنين من صحة وتعليم وزراعة ورى ورصف للطرق ومجمعات خدمية تضاهى مبانى الوزارات فى العاصمة الإدارية ومجمعات للخدمات الزراعية لمساعدة الفلاح وتقديم الدعم له وإيجاد الفرصة له لتسويق منتجاته وإدخال الغاز إلى القرى المصرية والتوسع فى مراكز الشباب وتطوير المنازل.

الأرقام تشير إلى أن مشروع تنمية وتطوير الريف ملحمة بناء وتعمير غير مسبوقة تنهى دون رجعة أزمات ومعاناة العقود الماضية وتخلص المواطن المصرى البسيط من تدنى الخدمات وتأخذ بيد الفئات الأكثر احتياجاً وتخلصهم من الفقر والعوز، فالدولة المصرية بكافة أجهزتها ومؤسساتها ووزاراتها والقطاع الخاص والجمعيات الأهلية فى حالة استنفار لتقديم ملحمة حضارية تليق بالدولة المصرية والجمهورية الجديدة، وقرية مصرية نموذجية، تتغير فيها معالم الحياة إلى الأفضل.

الدولة تستهدف توصيل الغاز إلى 4 ملايين وحدة سكنية فى 1143 قرية.. وأيضاً يحقق المشروع متطلبات التنمية الاقتصادية ويوفر فرص عمل للشباب.. وتوفير 14 ألف فصل دراسى جديد لإنهاء الفترات المسائية.. وأيضاً تخفيف كثافات الفصول وزيادة استيعاب رياض الأطفال.. وتطوير 120 ألف منزل، وتوفير أكثر من 360 ألف وحدة سكنية على نفس المسطح، بمعنى تعلية أدوار المنازل فى القرى بدلاً من دور واحد، يصبح ثلاثة أدوار، بما يضمن إيجاد بدائل للمواطن، حتى لا يلجأ إلى التعدى أو البناء على الأراضى الزراعية التى تشكل عماد الثروة الوطنية فى مجال الزراعة.

مشروع تطوير وتنمية الريف المصرى «مصرى 100٪» ويشمل جوانب الحياة الاقتصادية والعمرانية والاجتماعية وتزيد استثماراته على 700 مليار جنيه.

مشروع تنمية وتطوير الريف المصرى لا يغفل أو يتجاهل أى مجال يتعلق بالمواطن.. بل جاء نتاج دراسات وجلسات استماع مع المواطنين فى القرى للتعرف على مطالبهم.. وتجد أن الدولة حريصة على تأسيس قرية مصرية تتمتع بكافة الخدمات والاحتياجات وتأخذ بيد المواطن إلى حياة أفضل.. وتوفر له الحياة الكريمة.. فلا شيء يغيب عن المشروع سواء فى مجال توفير الكهرباء والغاز والاتصالات والرياضة والثقافة والحماية والتضامن الاجتماعي، وتوفير فرص العمل والزراعة والفلاح وتوفير المياه النقية وأيضاً تنفيذ مشروعات للصرف الصحى وتبطين الترع لتقليل تكلفة عمليات التطهير وضمان وصول المياه إلى نهايات الترع، وإنشاء المدارس الجديدة والمستشفيات المركزية ومراكز الشباب وتخصيص مليار ونصف المليار جنيه لدعم المشروعات متناهية الصغر، ورصف 14 ألف كيلو متر طرقاً داخلية فى القرى وتوفير وإتاحة القصور والمراكز الثقافية للتنفيس عن قدرات وطاقات الشباب والأطفال الإبداعية لبناء الوعى الحقيقى والارتقاء بالإنسان المصري.. بالفعل هى ملحمة بناء وتعمير وتغيير حياة المصريين إلى الأفضل، وتوفير الحياة الكريمة.

مَن يقرأ تفاصيل ومضمون المشروع العملاق الأكبر فى العالم، الذى أشادت به الأمم المتحدة واعتبرته واحداً من أفضل برامج التنمية المستدامة.. يجد أن الدولة لم تترك كبيرة أو صغيرة أو أى تفاصيل أو احتياجات أو خدمة إلا وضمنتها فى تنفيذ المشروع، ليجد المواطن نفسه أمام حياة جديدة ومختلفة لطالما حلم بها وفاقت أحلامه وخياله.. فربما كان يحلم بتوفير مياه نقية وكهرباء ومدارس.. كان ذلك جُل أحلامه ومراده.. لكن ما يحدث على أرض الريف المصرى هو حلم يتحقق الآن فى الواقع.

فى اعتقادى أن تطوير وتنمية الريف بهذا الشكل العصرى ليضاهى الريف فى أكبر دول العالم.. يجعلنا نمنح أولوية أولى لبناء إنسان ثقافياً وفكرياً وتوعوياً.. وهذا دور المؤسسات الثقافية والإعلامية والفكرية، ونحن بحاجة إلى محتوى ثقافى وفكرى وإعلامى جديد يتماشى مع بناء الإنسان فى مجال احتياجاته والخدمات المقدمة له، و أيضاً يتواكب مع أكبر عملية بناء وتنمية فى تاريخ الريف المصري.. مع الحفاظ على الهوية والشخصية المصرية، بحيث تواكب العصر، وتحتفظ بالأصالة المصرية والعادات والتقاليد، التى تجسد أسمى معانى الشرف والأخلاق والشهامة والولاء والانتماء.

الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء شرح باستفاضة مكونات أضخم وأكبر مشروع ربما على مستوى العالم، ولم يترك أى تفاصيل، بل أحاط الإعلام والمواطن بكل الحقائق والأرقام والمجالات والقطاعات، بما يجسد الرؤية الشاملة والتصور النهائى لتطوير الريف المصري.. لذلك فأنا أتحدث عن أبعاد أخرى لابد أن تؤديها المؤسسات الثقافية والإعلامية والفنون، فإذا كان مشروع القرن لتطوير وتنمية الريف المصري.. يفوق مشروع قناة السويس فى القرن التاسع عشر، والسد العالى فى القرن العشرين.. فلابد أن نكون أبناء هذا الجيل من المثقفين والإعلاميين والفنانين على قدر الحدث والمشروع غير المسبوق فى تاريخ مصر.. ونحن أمام مسئولية واختيار كبيرين.. فها هى الدولة المصرية تعود من جديد لأعظم الإنجازات.. والمشروعات العملاقة، ولابد أن يحظى مشروع القرن لتطوير وتنمية الريف المصرى بزخم إعلامى كبير وغير مسبوق أيضاً لتوثيق القرية المصرية وأحوالها ومكوناتها قبل التطوير وبعده.. وكيف كانت القرية المصرية قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي.. وكيف أصبحت فى عهده.. فقد تغنى الإعلام بمشروع السد العالى وهو يستحق. 

وكثرت الاحتفالات العالمية الصاخبة بإنجاز مشروع قناة السويس فى القرن الـ19.. وبما أن مشروع تطوير وتنمية الريف المصرى هو الأكثر والأضخم والذى سيغير حياة أكثر من 58 مليون مواطن مصري.. علينا أيضاً أن نوليه قدراً كبيراً من الاهتمام والزخم الإعلامى والثقافى والفني.. ونطلق العنان لاحتفالاتنا، ومن داخل القرى المصرية بإحياء ليالٍ ثقافية وتراثية وفنية.. وتواجد إعلامى مكثف يصطحب شباب ومفكرى ومثقفى مصر.. لتحول هذه  الملحمة لحدث عالمي.. وإنجاز مصرى قومى لم يشهده التاريخ من قبل.

أقول وأردد دائماً: إن ما يحدث على أرض مصر من ملحمة بناء وتعمير ومشروعات وإنجازات ومعجزات أكبر من طاقة أى إعلام، ويحتاج لإعلام دول وليس دولة.. ففى مصر كل يوم، بل على مدار الساعة إنجاز جديد.. ونشاط وحراك تنموى يإيقاع سريع.. وربما لا تتسع الصفحات والأوقات البرامجية للفضائيات والإذاعات لمواكبة أحداث ومجريات ونجاحات هذا الإيقاع السريع سواء على الصعيدين الداخلى والخارجي.. فالدولة المصرية فى حالة حركة أسرع من الصوت.. تواجه تحديات وتهديدات ومخاطر، وتعبر وتنتصر.. تستقبل وتلتقى زعماء وكبار المسئولين ورؤساء الدول فى العالم.. شريك أساسى وفاعل فى كافة الملفات.. بالإضافة إلى ملحمة الداخل وحركة البناء والتعمير والتطوير والإصلاح، وهى ملحمة غير مسبوقة.

الحقيقة أننا فى حاجة إلى استراتيجية عمل ثقافية وإعلامية وفنية للاحتفاء بالجمهورية الجديدة.. وتوثيق هذه المرحلة التاريخية، نحتاج أن نطلق العنان للفن والفنان والإبداع ليسجل هذه الإنجازات العملاقة وغير المسبوقة.. لا أدرى لماذا نقف مكتوفى الأيدى أمام هذه المعجزة إعلامياً وثقافياً وفنياً.. أين الأغانى التى تسجل وتعكس خصوصية هذه المرحلة وتفردها.. لماذا لا تُعقد الندوات والمنتديات الإعلامية لتتناول فلسفة بناء الدولة المصرية ومبادئ وقيم الجمهورية الجديدة.. والقاعدة الفكرية التى انطلقت منها.. والأسس والقيم التى بنيت عليها. 

ولماذا لا نجعل هذه الأجيال تحفظ عن ظهر قلب مبادئ الجمهورية الجديدة.. وكيف وصلنا إليها؟!.. لنسطر كفاحنا ونضالنا.. خاصة أنه قبل 8 سنوات كنا قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، وكنا على شفا الضياع.. وهو ما يثمن من عظمة ما وصلنا إليه من معجزة حقيقية بلا مواربة أو مبالغة.. فهى حقاً معجزة، فقد كنا شهود عيان على حال مصر قبل الرئيس السيسي.. وعشنا أياماً خالدة قاد فيها أكبر عملية إنقاذ وإنجاز وبناء فى تاريخ مصر.

لماذا لا يتحرك الفنانون.. ونقابة الموسيقيين.. واتحاد الكتاب ووزارة الثقافة ومعهم الإعلام.. ليجلس الجميع على طاولة واحدة لصياغة «إستراتيجية» شاملة تسطر وتحفر فى وجدان الأجيال الحالية والقادمة معنى وقيمة الملحمة المصرية فى بناء الدولة الحديثة.. وانطلاق الجمهورية الجديدة.

ما تحقق فى مصر خلال الـ7 سنوات الأخيرة توج بأضخم وأكبر مشروع قومى فى تاريخ مصر.. وأيضاً على مستوى العالم.. جاء نتاج عمل وتعب وكفاح ونضال وتضحيات انتشلت الوطن وأنقذته من الضياع.. وعبرت به إلى بر الأمن والأمان والاستقرار والتنمية والبناء.

نحتاج كتيبة من المثقفين والإعلاميين والمبدعين لتوثيق الملحمة المصرية،.. ومشروع تطوير الريف، وأن يكون لهذه المرحلة إبداعها الخاص وفنونها وغناؤها وإعلامها.

تحيا مصر