نعیش حالیا لحظة حرجة وحاسمة تتعلق بمصیر المجتمعات والمؤسسات وكمان الأسر والأفراد، فعدم القدرة على التنبؤ الدقیق بالأحداث القادمة وده بیشكل صعوبة حادة أمام متخذ القرار في التعامل مع الحدث خصوصا لو كان مسؤول عن ناس.
كتیر بتسأل ھو إزاي أعرف إن أنا ماشي طریق مظبوط في تعاملي مع الأزمات اللي بنعشھا في الأیام دي؟، طیب یترى ھل بلدي أو مؤسستي اللي بنتمي لیھا بتدیر الازمة مظبوط؟ بصراحة أنا مش ھجاوبك ولا ھقول رأي شخصي لكن مع نھایة قراءتك المقال أنت اللي تجاوب على السؤال ده بنفسك بعد لما نتعرف سوى على المنھج العلمي لعوامل النجاح في إدارة الأزمات.
عوامل النجاح في إدارة الأزمة هي:
إدراك أھمیة الوقت
إنشاء قاعدة معلومات
الاستعداد الدائم لمواجهة الأزمات
القدرة على حشد وتعبئة الموارد المتاحة
نظام اتصال يتميز بالكفاءة والفاعلية
١. إدراك أھمیة الوقت
إن عامل السرعة مطلوب لاستيعاب الأزمة والتفكير في البدائل واتخاذ القرارات المناسبة، والسرعة في تحريك فريق إدارة الأزمات والقيام بالعمليات الواجبة لاحتواء الأضرار أو الحد منها واستعادة النشاط
كلنا نرى في تأثر عامل الزمن في أزمة كورونا وإزي أي دولة بدأت في اتخاذ القرارات والتدابير ضد الأضرار الناجمة عن الأزمة كان التأثير أقل بكثير من نظائرھا اللي اتاخروا في اتخاذ التدابير اللازمة، ده بالنسبة للبعد المؤسسي.
طيب بالنسبة للفرد اللي من الیوم عارف قيمة الوقت وبحسن استغلاله في تتطور نفسه والتفكير في الفرص البدیلة ھو اللي ھیبقى جاهز بعد لما الأزمة تعدي ويكون قلل الخسائر استغلال الوقت إن كان في تطور ذاته أو البحث والتفكير عن فرص جديدة
٢.إنشاء قاعدة معلومات:
ان وجود قاعدة أساسیة للبیانات والمعلومات تتسم بالدقة والتصنیف الدقیق وسھولة الاستدعاء قد یساعد كثیرا في وضع أسس قویة لطرح البدائل والاختیار بینھا، عشان كده كل لما یكون عندي معلومات أقدر أخذ قرار سلیم بس لحظة خذ بالك من الـ infodemic
An excessive amount of information (informal) concerning a problem such that the solution is made more difficult
الوباء المعلوماتي وهو كمية زائدة من المعلومات غير الرسمية بشأن مشكلة تجعل الحل أكثر صعوبة لازم نعتمد على معلومات صحيحة من مصادر رسمية بعيد عن الشائعات لأن المعلومة ھي المدخلات الهامة اللي بعتمد علیھا في تحليل وضع قائم قبل أن نتخذ قرار فلو المدخلات غلط القرارات والنتائج وتبقى غير صحيحة طبعا.
٣. الاستعداد الدائم لمواجهة الأزمات
تطوير القدرات العملية لمنع أو مواجهة الأزمات، وذلك بمراجعة إجراءات الوقاية، ووضع الخطط وتدريب الأفراد على الأدوار المختلفة لهم أثناء مواجهة الأزمات، ملحوظة ودي لازم تبقى عملیة مستمرة مش مع الحدث فقط، فلازم تبقي الدائرة مستمرة (Plan - Do - Check - Act)
٤.القدرة على حشد وتعبئة الموارد المتاحة
شحذ واستنفار الطاقات من أجل مواجهة الأزمة والحفاظ على الحياة, وتجدر الإشارة إلى أن التحديات الخارجية التي تواجه المنظمات أو المجتمعات قد تلعب دوراً كبير في توحيد فئات المجتمع وبلورة ھویة واحدة له في مواجهة التھدید الخارجي.
وده اللي إحنا شایفینه في العالم ھذه الأيام من حدث باسم الھویة الإنسانية، ومقالات تتكتب وأبحاث بتنشر حاليا عن أھمیة العودة للنسق والنسيج المجتمعي المتكامل لا التفكير الفردي المادي
ولما بنقول موارد يعني موارد بشرية ومالية و زمنية لازم نشجع على حشدها لمواجهه الخطر واستخدامه بكفاءة دون هدر
٥. نظام اتصال قائم على الكفاءة والفاعلية
إن اتصالات الأزمة تلعب دورا بالغ الأھمیة في سرعة وتدفق المعلومات والآراء داخل المنظمة وبين المنظمة والعالم الخارجي، وبقدر سرعة ووفرة المعلومات بقدر نجاح الإدارة في حشد وتعبئة الموارد وشحذ طاقات أفراد المنظمة، ومواجهة الشائعات.
بهذه المعايير الخمسة تقدر تقيم أنت فين من إدارة الازمة بس متنساش لما الأزمة تعدي في نشاط لازم نعملها بعدها على طول وكلنا لينا دور فیھا وھي إننا نحتوي الأضرار ونشتغل جامد جدا عشان نعيد نشاط فردى والمجتمعي لطبيعة زي ما كان ما قبل الأزمة وده محتاج شغل ومجهود وأھم حاجة التعلم من الأزمة دروس تخلینا دايما جاھزین لإدارة الأزمات المشابه، دايما لازم نسعى إلي أن نكون لبنة إیجابیة تساعد على المرور من المحن وبناء.