الخميس 18 ابريل 2024

3 أحداث ورسالة واحدة

مقالات22-5-2022 | 12:29

يوما بعد يوم تزداد حالة اليقين بأننا قادرون على تجاوز الأزمة الحالية التي تعصف بالعالم شرقا وغربا ولولا فضل من الله ثم ما أنجزناه كأمة من أجندة إصلاح قاسية اصطف فيها المصريون بيقين خلف قيادتهم لكانت أزمة اليوم التي فاجأت العالم بعد التحرك العسكري الروسي تجاه أوكرانيا أشد وطأة وأعمق أثرا وهي التداعيات التي مازالت اقتصادات كبرى تعانيها وتحاول تجاوزها والخروج منها بأقل الخسائر.

وخلال الأسبوع الماضي أحسنت الدولة بأن فتحت الملف على الرأي العام بثلاث مناسبات أظنها وضعت المصريين أمام تصور الأوضاع العالمية التي انعكست على حياتهم ما أسهم في قطع الطريق على منظري العالم الافتراضي الذين يملأون المساحات المتاحة من الوعي العام بالمغالطات دائما إما عن طريق سوء الفهم أو قلة المعلومة وإما عن ترصد وتربص مغرض كما يفعل أهل الشر ومن لف لفهم.

الحدث الأول هو مؤتمر رئيس الوزراء الذي قدم فيه شرحا لأبعاد الأزمة وتأثيرها على الأوضاع الداخلية وقد كانت فرصة مهمة لإطلاع الرأي العام على ما اتخذته وما ستتخذه الحكومة من تحرك لتخفيف اثر تلك الأزمة التي لا يعلم أحد سوى الله إلى أين تمضي ولا متى تتوقف حيث تأكد المواطن من أن الهدف الأكبر هو مساندته بأكبر إجراءات يمكن اتخاذها ومنها حجم الحزم التمويلية  التي تقدمها الدولة لتخفيف أسعار السلع بزيادة الأسعار والمعاشات من ناحية ومن ناحية أخرى العمل على استقرار مخزون استراتيجي آمن تمتد تغطيته 6 أشهر وتأكد أيضا أنه لا تراجع عن تنمية أو نكوص عن حماية اجتماعية أو تجميد لاستثمارات قائمة أو جديدة وخصصت من واقع وفورات وفوائض مالية امتلكتها نتيجة السياسات التي طبقت خلال السنوات السبع الماضية الدولة 130 مليار جنيه كفاتورة لتداعيات الأزمة وتأكد أن المشروعات القومية مستمرة بل ستطرح الدولة برنامجا لمزيد من مشاركة القطاع الخاص في إدارة الأصول باستهداف 10 مليارات دولار زيادة لرفع نسبة مشاركة القطاع الخاص في اجمالي الاستثمارات من 30% إلى 65%ورغم كل التحديات انخفضت معدلات البطالة والعجز وارتفعت الصادرات واستقر التصنيف الائتماني لمصر في إرهاصات واضحة على عبور آمن للأزمة الحالية بعون الله.

ثاني هذه الأحداث التي أسهمت في تقوية الوعي العام ورفع مناعته ضد فيروسات أهل الشر الفكرية هو مؤتمر طارق عامر محافظ البنك المركزي الذي قدم شرحا موجزا لمفهوم مرونة سعر الصرف ومدى أهمية ذلك في مواجهة تضخم عالمي يتزايد في كل دول العالم فقد بلغ في بريطانيا 10% في مستوى لم يبلغه  منذ 40 عاما كما تحدث الرئيس الأمريكي بايدن عن خروجه عن السيطرة في بلاده حيث واجه طارق عامر وبالأرقام موجات من التشكيك وبث الإحباط بدأتها دوائر الشر في المجتمع بغرض بث الإحباط وإظهار أننا أمام أزمة لا حل لها وأنها صنيعة سياسات خاطئة فقد استعرض أكثر من 21 مبادرة اتخذها المركزي منذ جائحة كورونا ومنها تخفيض سعر الفائدة للمقترضين وضخ أكثر من 600 مليار جنيه كزيادة في الائتمان بالقطاع الخاص والإجراءات التي اتخذت لتشجيع المواطنين على الادخار وهو ما عكسته ارقام عملاء شهادات الاستثمار الذين بلغوا 38 مليون مواطن وكيف امتدت الثقة في الاقتصاد المصري ومستقبله إلى الخارج حيث بلغت تحويلات المصريين 31 مليار دولار بعد أن كانت تبلغ متوسط 12 مليارا في السابق وتأكدت قدرة البنوك المصرية على تمويل مشروعات التنمية ما يؤكد على توافر السيولة اللازمة وأن كل ما كان يثيره أهل الشر من أزمة مجرد دعايات مغرضة.

الحدث الثالث هو افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي مشروع مستقبل مصر وهو أحد المشروعات المهمة على طريق حلم كبير وهو تحقيق الاكتفاء الذاتي الذي ظهرت أهميته خلال الأزمة العالمية الحالية ومن قبلها أزمة سلاسل التوريد التي على إثرها شهد عديد من الدول أسواقا بأرفف فارغة وهو ما لم تعرفه مصر في ذروة جائحة كورونا وأن تأكيد الرئيس السيسي دوما على ضرورة الوصول إلى الاكتفاء الذاتي ليس حديثا إنشائيا بل هو واقع نعيشه اليوم حيث يعد مشروع الدلتا الجديدة عنوانا بارزا على طريق تحقيق هذا الحلم حيث تبلغ المساحة للمرحلة الحالية مليون فدان منزرعة أو مستهدف زراعتها، في حين تبلغ المساحة المحصولية 1.6 مليون تنقسم إلى  30 % محاصيل استراتيجية و40% محاصيل بستانية وخضر و30 % محاصيل تصنيعية ما يسهم في تأمين وزيادة الإنتاج المحلي من المحاصيل الاستراتيجية لتعزيز الأمن الغذائي والعمل على خفض فجوة الإستيراد.

إن تتالي هذه الأحداث الثلاثة وتعاقبها يؤكد أن الدولة تملك رؤية متكاملة لمواجهة الأزمة الحالية أو لا قدر الله أي أزمات أخرى واردة  ولعل ما مرت به الحكومة من تداعيات جائحة كورونا كان بمثابة تدريب عملي للحكومة على التعامل السريع والمتكامل مع الأزمات وبقي لنا دور كمواطنين وهو أن نصم آذاننا عن دعايات أهل الشر الذين لا يألوننا إلا خبالا مستغرقين في أوهامهم بإمكانية إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ويوما بعد يوم سستآكل أوهامهم ولن يبقى لهم إلا الحسرة الندم على أنهم قرروا ذات يوم معاداة المصريين ومحاولة فرض أمر واقع عليهم.