الجمعة 19 ابريل 2024

التحكيم وسنينه

مقالات19-5-2022 | 13:35

 لا شك أن  التحكيم يئن من وطأة الأخطاء وكثرتها، وبات المتابعون للمنافسات الكروية يصبون جام غضبهم لما وصل إليه حال ومستوى التحكيم المصرى فى الفترة الأخيرة، وأصبح لا يسر عدوا ولا حبيبا.

فمنذ بداية الموسم ونحن نتابع أخطاءً تحكيمية سافرة وجسيمة لكثير من الحكام بما فيهم الدوليين.. وإذا كنا نقبل بالأخطاء البشرية الإجبارية التى تواكب حكام مصر كمعظم حكام العالم فإننا لا نغض الطرف عن الأخطاء المتعمدة والمغرضة والتى ملئت السمع و البصر هذه الأيام، وخاصة فى وجود الفار الذى من المفترض أن يقلل نسبة الأخطاء الى أقصى الدرجات ويساعد الحكام على تحقيق العدالة المطلوبة لكافة الفرق.

غير أن التضارب الواضح مؤخرًا فى كثير من القرارات المؤثرة  فى نتائج المباريات، كما حدث فى مباراتى القطبين أمام كل من طلاائع الجيش والبنك الأهلى ومن قبلهم الاتحاد وفيوتشر، وأيضا المصرى وسموحة وهناك سقطات أخرى عديدة، الأمر الذى يؤكد بأن هناك خلل واضح وقلة خبره فى التعامل مع هذه التقنية الحديثة مما يستوجب التدريب المستمر فى كيفية الاستفادة الكبرى من ميزة وفوائد التكنولوجيا الحديثة فى المباريات.

"الفار" الذى يستخدم فى معظم الدوريات الأوروبية ونحن ما زلنا نحبو كالبط، ونتخبط  فى التعامل معها بشكل بدائى، وإذا كان هذا هو حال ومستوى الحكام المحليين والدوليين، والمنافسات لم تدخل بعد فى الأدوار الحساسة وما زلنا فى بداية الدور الثانى،  كذلك والمدرجات شبه خاوية رغم قرار عودتها وزيادة نسبة الحضور مؤخرًا  لخمسة آلاف مشجع، لكن الحضور لم يرتق بعد لهذه النسبة الضئيلة، فكيف سيكون حالهم عندما تكتمل الحلقة المفقودة فى المنظومة الرياضية، وتزخر المدرجات بالجماهير؟

وحتى لا ينفرط عقد التحكيم المصرى، ورغم اعتراف كثير من خبراء التحكيم عبر وسائل الإعلام ببعض الأخطاء التحكيمية وتضرر كثير من الأندية منها،  إلا أننى  أعتقد أن مساندة لجنة الحكام برئاسة الكابتن عصام عبد الفتاح فى هذا التوقيت أمر واجب وحتمى بعدما تعالت الحناجر وبدأت الأندية الكبيرة تعتمد ابتزازا فكريا وضغوطا كبيرة على اللجنة، وأصبح قضاة الملاعب فى ورطة وموقف لا يحسدون عليه.

نتمنى توفير الإستقرار والحماية اللازمة خلال الفترة القادمة من ناحية، ولكن لابد من اللجنة الموقرة أن تتوخى الحذر من الوقوع فى مثل هذه الأخطاء مجددًا، وأن تعترف بكل وضوح ودون خجل بأن هناك أزمة فى التحكيم وهذا هو بداية الإصلاح.. وليس أمامنا إلا أن ندعو لحكامنا بالثبات والقوة والتطوير فى الأداء ونناشد المتضررين فى الأندية بالتحمل.. وإنا لمنتظرون!