السبت 20 ابريل 2024

عادل إمام الأبهة.. "صاحب العظمة كلها"

مقالات17-5-2022 | 02:18

التقيت عادل إمام.. زعيم دولة الكوميديا وفارس فرسان التمثيل في مصر، فعلى المستوى الإنساني تجد فيه روح الإنسان المصري، بقلبه النابض وضحكته الصافية، وحسه النبيل.

وعلى المستوى الفني تدرك أن سر نجاحه يكمن في بساطته ووعيه ، فهو  بسيط ، بساطة الكلمة في رقتها وعذوبتها، ومثقف ثقافة الملم بكل قضايا بلده، كما انه يتمتع بخفة ظل ومرح شديد ، وذكاء حاد ، تحيط بها هيبة وجلال العظماء.

صحيح لم يكن عادل إمام زعيما للكوميديا وإماما للموهوبين من فراغ، فهو يمتلك موهبة خلاقة، لا تحتاج لما يجدد طاقتها، لأنها لا تضعف ولا تنطفئ، فهو وإن كان علامة من علامات السينما، فهو أيضا أسطورة المسرح الأكثر وقوفا في العالم على خشبته والأهم حضورا أمام جمهوره.

 ولعل سر هذا التوهج يتمثل في أنه يستمد تألقه من روافد فنية متنوعة، ويعيد ترتيبها مع كل عمل يقدمه، حيث يبتعد دائما عن النمطية، ويفاجئ الجمهور بفن "فريش" خارج إطار الممكن وحدود الأداء التمثيلي المألوف .

كل ذلك من خلال كاركترات مدهشة مثل "المتسول والهلفوت والحريف والمنسي"  ويغلفها بشخصيته الفنية المتفردة ليظل متألقا دائما.

أما عن عادل إمام الممثل فهو فارس الكوميديا المتحركة المتجددة الرافضة للصور التقليدية الثابتة، فهو يجيد رسم ملامح وجهه وحركات جسمه، تبعا لتغير جمل الحوار، وأبعاد الموقف التمثيلي، بمعنى أنه لا يعتمد على رافد واحد من مصادر  الإضحاك، بل تتفجر الكوميديا لديه من خلال الموقف والحركة والإيفيه بل أن إيفيهاته لا يتجاوزها الزمن لكن تظل حاضرة وبراقة.

وهذا ما جعله مختلفا عن سابقيه حيث يمسك بكل روافد الإضحاك في تنوعها واختلافها بينما يظل كل منهم أسير ملمح واحد يجيده ولا يحيد عنه.

ويظل ابتعاد الزعيم عن الفن خسارة كبيرة لا يمكن تعويضها ، فبدونه وكأننا نقدم فنا بلا روح.

عادل إمام تحول كفنان إلى بطل شعبي يلتقي مع جمهوره على أرض انفعالية واحدة، يهتفون له في صالات العرض، وفي مواقع التصوير، وأنا أيضا أهتف معهم، فليس أجمل من أن نقول له في عيد ميلاده..

كل عام وأنت الأصيل الجميل.

كل عام وأنت زعيم دولة التمثيل.

كل عام وأنت الفنان.. الأبهة.. صاحب العظمة كلها.