الإكثار من الأذكار بشكل عام، يعد كنزا للمسلم، فالأذكار الشرعية لها منزلة عالية في الدين، ويمكن القوم أنها من أسهل الطاعات وأفضلها، فالأذكار لا تحتاج إلى طهارة، أو دفع المال، وإنما فقط مجرد تحريك اللسان، واستشعار الذكر بالقلب.
ما هي الحوقلة؟
الحوقلة من الأذكار التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أمر أصحابه بقول لا حول ولا قوة إلا بالله، ولتلك الكلمات أثرها العظيم على النفس المسلمة، حيث تثبت معانيها القوية الإيمان والتقوي، بداخل النفس المسلمة.
وقال الصحابي، أبو ذر الغفاري، رضي الله عنه: "أمرني خليلي صلى الله عليه وسلم بسبع، أمرني بحب المساكين والدنُو منهم، وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأمرني أن أَصل الرحم وإن أدبرت، وأمرني أن لا أسأل أحدًا شيئًا، وأمرني أن أقول الحق وإن كان مرا، وأمرني ألا أخاف في اللَّه لومة لائم، وأمرني أن أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا باللَّه، فإنّهنّ من كنز تحت العرش" رواه أحمد.
وبالحديث عن معنى "لا حول ولا قوة إلاّ بالله"، فهي تعني لا تحول من حال إلى حال، ولا حصول قوة للعبد على القيام بأيِّ أمر من الأمور، إلاّ بعون الله وتوفيقه، مما يعني التبرؤ من الحول والقوة إلا بالله، ويسلم العبد بأنه لا حركة ولا استطاعة إلا بمشيئة الله، وهذا من تمام التوكل الذي يحبه الله عز وجل.
فضل الحوقلة
الحوقلة هي كنز المسلم كما ذكرنا، فبكل واحدة منها شجرة في الجنة، كما أنها باب من أبواب الجنة، يمكن للمسلم أن يدخل منه إذا أكثر من ذكرها، إذ حدّث معاذ بن جبل رضوان الله عليه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "ألا أدلك على باب من أبواب الجنة، قال: وما هو؟ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله" رواه الطبراني.
والإكثار من ذكر الحوقلة يكفر الذنوب، حيث قال عبد الله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "ما على الأرض أحد يقول: لا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كفرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر"، رواه الترمذي.