الجمعة 19 ابريل 2024

كنوز تاريخية.. «تل بسطة» مركز ديني مهم وإحدى عواصم مصر القديمة (صور)

تل بسطة

ثقافة2-8-2021 | 11:59

أبانوب أنور

تمتلك محافظة الشرقية العديد من المناطق الأثرية، وتعد إحدى أهم المحافظات في تاريخ مصر القديمة ، وتضم أكثر من100  موقع أثري، ويأتي على رأسها تل بسطة، وفيما يلي نتعرف معًا على هذه المدينة التاريخية البارزة .


تقع مدينة تل بسطة فى شرق الدلتا على الفرع الشرقى للنيل، على بعد حوالى عشرين كيلو مترًا من غرب مدخل وادى طميلات، وما زال هذا الموقع الذى نمت بالقرب منه مدينة الزقازيق عاصمة الإقليم يحتفظ باسمه القديم: تل بسطة، ويشتق هذا الاسم من الكلمة المصرية القديمة "بر- باستت"، وكانت المركز الرئيسي لعبادة "باستت"؛ وهي الإلهة القطة التي ارتبطت بخصوبة المرأة، ولعبت دوراً أساسيا في الحماية.

وتعد مدينة تل بسطة مركزاً دينياً هاماً وإحدى عواصم مصر القديمة، فكانت عاصمة الإقليم الثامن عشر لمصر السفلى في عصر الدولة الحديثة (حوالي 1550-1069 ق.م) وعاصمة البلاد خلال الأسرة الثانية والعشرين (945-715 ق.م( نظراً لموقعها على مدخل مصر الشرقي، فقد واجهت أفواج القادمين من الشرق عبر سيناء، وعاصرت العديد من الفاتحين والغزاة، وشرفت بأنها كانت معبراً ومقراً مؤقتاً للسيدة مريم العذراء والسيد المسيح عند قدومهما إلى مصر.


تضم المدينة عدد كبير من الآثار، منها معبد الملك "بيبي الأول" من عصر الأسرة السادسة من أندر المعابد في مصر، بالإضافة إلى تمثال "ميريت آمون"، والذي يُعرف باسم "تمثال الملك" ويعرفه الأجانب باسم تمثال "كارو ماما"، أكبر تمثال عثر عليه في الوجه البحري ككل، وطوله 9 أمتار، ووزنه 63 طن، مصنوع من حجر الجرانيت الوردي الأكثر صلابة، جاء عن طريق فرع النيل البوباسطي، من محاجر جبال السلسلة من أسوان، وتظهر خلاله الملكة ترتدي رداء حاجب طويل ضيق شفاف يظهر جسد الملكة الرشيق وتمسك بيديها اليمنى علامة "الميكس"، وبيدها اليسرى زهرة اللوتس، وهو تمثال ثلاثي.

تل بسطا لها تاريخ طويل من الحفائر التي قامت بها بعثات مصرية وأجنبية، حيث عمل إدوارد نافيل" في معبد باستت بين عامي 1887 و 1889 ميلاديًا، ثم استمرت أعمال الحفائر والتنقيب بقيادة "لبيب حبشي" ، والتي أسفرت عن اكتشاف معبد "ببي الأول" عام  1939ميلاديًا.

 كما تم اكتشاف قصر امنمحات الثالث من قبل بعثة المجلس الأعلى للآثار وجامعة الزقازيق بقيادة "شفيق فريد" في الستينيات، و"أحمد الصاوي" بعد حوالي عقد من الزمان، ثم "محمد الصاوي" بعد ذلك، و"إبراهيم بكر" في أواخر سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.