الجمعة 19 ابريل 2024

صدور العدد الـ 58 من مجلة الشارقة الثقافية

مجلة الشارقة الثقافية

ثقافة30-7-2021 | 16:39

عبد الله مسعد

صدر حديثا عدد شهر أغسطس من مجلة الشارقة الثقافية، التى تصدر عن دائرة الثقافة، وجاء فى الافتتاحية التى حملت عنوان "الجمهور الثقافى.. الرؤى والتحديات"، أن الجمهور الثقافى العربى برهن فى العقدين الماضيين أنه على قدر المسئولية والعطاء، وأثبت رغم الظروف القاسية والأوضاع النازفة، أنه حاضر وفاعل ومؤثر فى التحولات التى شهدتها المنطقة، فلم يتزحزح خطوة عن شغفه وحبه للقصيدة والرواية والعرض المسرحى واللوحة التشكيلية، وسائر الأصناف الإبداعية والفنية، مقاوماً كل أشكال التخلف والعنف والتأثيرات الراهنة بأبعادها المختلفة، بمزيد من الأمل والحضور والتعاون.

وأضافت: لايزال هذا الجمهور يكبر يوماً بعد يوم نتيجة ما يقدم له من فنون ومعارف وإبداعات ذات الأثر والأهمية، بفضل قادة مؤمنين بالثقافة كرافعة للنهضة ومفتاح لحل كل المشكلات والتحديات، ولايزال أيضاً متمسكاً بالموروثات التاريخية والحضارية التى أغنت الإنسانية بالعلم والفكر، كل ذلك أكسب الجمهور الثقافى قيمة ومكانة جعلته شاهداً ومشاركاً، قارئاً وكاتباً فى آن. 

بدوره تناول مدير التحرير نواف يونس، فى مقالته "فن القص فى الشعر العربى" قائلاً: يوجد إجماع علمى ثقافى على أن تراث أى أمة، هو منظومة القيم والآداب والفنون القولية والسمعية والبصرية، إلى جانب العادات والتقاليد والأعراف، التى تميز هذه الأمة عن غيرها من الأمم، برغم المعنويات الإنسانية المشتركة فيما بينها، وهذه المنظومة تنتقل عبر التاريخ من جيل إلى آخر، ليضيف كل منهم المعطيات والمتغيرات والتحولات، التى تحدث بمرور الزمان وتغير ملامح وشخصية المكان، وهو ما يتيح زيادة مساحة التأثر والتأثير والتفاعل والتبادل داخل هذه الأمة، وأيضاً مع منظومات إنسانية مشتركة لأمم أخرى، وهو ما يزيد حجم التراكم الثقافى والحضارى.

وفى تفاصيل العدد، ألقى يقظان مصطفى الضوء على العلم العربى وتأثيره فى النهضة الغربية منذ القرن الـ 16، وكتبت فيء ناصر عن الشرق الملهم إبداعياً وكيف أن بريطانيا تستعيد الاستشراق الفني، فيما تناول حسن بن محمد مدينة بابل التى تعد مهد الحضارة الإنسانية وقد توجت عاصمة للسياحة العربية  لسنة 2021م، وجال وليد رمضان فى ربوع مدينة عنابة كبرى مدن الجزائر التى أسسها الفينيقيون قبل الميلاد وهى تعتبر جوهرة الشرق الجزائري. 

أما فى باب أدب وأدباء، فتابع كل من عبدالعليم حريص ومختار السالم فعاليات ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، الذى احتفى بأدباء موريتانيا وكرم قامات ثقافية من جيل المؤسسين، وقدم رامى فارس أسعد مداخلة تناول فيها ثلاثية نجيب محفوظ ما بين العجائبية وتعددية الأصوات ورصد التاريخ، وكتبت ساجدة الموسوى عن القيثارة السومرية الشاعرة لميعة عباس عمارة التى تعد من رواد الشعر الحر فى العراق، وتوقف محمد سيد بركة عند رحلة ابن فضلان إلى بلاد البلغار وهى من أهم الرحلات الجغرافية المبصرة، وجالت بهيجة إدلبى بين المنجز النقدى والسردى للناقد الدكتور محمد برادة.

كما حاور خليل الجيزاوى الروائى الحسن محمد سعيد الذى أكد أن تكريمه فى ملتقى الشارقة توج مسيرته الإبداعية، فيما رصدت هناء عادل الحالة الاستثنائية التى شكلها رشيد بوجدرة فى الأدب الجزائرى، وكتبت زمزم السيد عن الكاتبة والإعلامية غادة الخورى التى مزجت بين الماضى والحاضر فى روايتها يوم نامت ليلى، وأشار أحمد أبوزيد إلى مناقب القلم ودوره علمياً ومعرفياً وكيف تغنى بفضله الأدباء والشعراء العرب، بينما تناول محمود خليل محمود سيرة الشاعر والأديب الموسوعى محمد عبدالمنعم خفاجى الذى لقبوه بـ جاحظ القرن العشرين، وحاور محمد هجرس القاص والناقد حسن الجوخ الذى أكد أن النقد لا يقل إبداعاً عن الأدب، وأجرى وحيد تاجا حواراً مع الروائى جلال برجس الذى فازت روايته "دفاتر الوراق" بالجائزة العالمية للرواية العربية البوكر هذا العام، وفى العدد أيضاً مقابلة مع الشاعر والصحافى إبراهيم المصرى الذى اعتبر أن المغامرة تظل سيدة المشهد الشعري، وقد أجرى الحوار أحمد اللاوندي، وإطلالة على تجليات الصورة المستعادة لدى الشاعر عبداللطيف الورارى بقلم إلياس الطريبق، وإضاءة على سيرة إبراهيم المويلحى صاحب كتاب (حديث عيسى بن هشام) الذى مثل حلقة وصل بين القديم والحديث، إضافة إلى لقاء مع القاصة ميرفت ياسين التى رأت أن الأدب مرآة العصر، كما حاورها عاطف عبدالمجيد، وإضاءة على سيرة الشاعر والناقد إزرا باوند من رواد مدرسة الشعر والنقد الحداثيين بقلم عمر إبراهيم محمد، فيما تناول الدكتور يحيى عمارة الأديب أمجد الطرابلسى مؤسس الدرس النقدى الأكاديمى الذى سعى إلى تأصيل نظرية شعرية عربية.

من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، وهي: التربية والتعليم فى مصر القديمة – بقلم الدكتور محمد صابر عرب، حول الرؤية الاستشراقية للوحات.. معرض (تل الحمراء) فى غرناطة – بقلم خوسيه ميغيل بويرتا، التجديد.. مشروع اجتماعى وثقافى – بقلم سلوى عباس، عن عصر نجيب محفوظ – بقلم مصطفى عبدالله، سردية تمثل الروح المصرية الأصيلة فى رواية (المغنى القديم) للكاتب نعيم صبرى – بقلم الدكتور اعتدال عثمان، رواية (سلطان الغيب) ذات قالب ملحمى درامى – بقلم انتصار عباس، الهوية الثقافية وتحديات العولمة – بقلم سوسن محمد كامل، بين الخوف والخيال فى الرواية العربية – بقلم نبيل سليمان، الصحافة وجدار النقد – بقلم الدكتور صالح هويدي، ملح الكتابة والتباساتها – بقلم صالح لبريني، الكورونا وجغرافيا الخوف فى يوميات التشكيلى محمد العامرى (أحلم بالرصيف) – بقلم الدكتور خلدون امنيعم، وجوه فى المكتبة – بقلم أنيسة عبود، تولستوى عرف المجد والشهرة ومحنة العدم – بقلم نجوى بركات، الأدباء يلتقون مصادفة – بقلم فوزى صالح، عزت الطيرى بين البوح الشعرى والحوار الداخلى – بقلم ناجى عبداللطيف، النوازع الإنسانية.. والإبداع – بقلم مفيد أحمد ديوب، مكونات الناقد الأدبى وتغيرات الرؤى وجماليات النصوص – بقلم الدكتور حاتم الصكر، التوقف عن الإبداع – بقلم سارة عدلي، الصوت فى التشكيل – بقلم نجوى المغربي، التجريب فى المسرح العربى – بقلم فرحان بلبل، أدب الطفل.. وسيلة قادرة على التغيير – بقلم رؤى جوني.

وفى باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: الشعر الإماراتى فى ضوء النقد الأدبى البيئى – بقلم أبرار الآغا، (حطب سراييفو) لسعيد خطيبى – بقلم أديب حسن، عصر الانبعاث وتاريخ الأمة العربية – بقلم ناديا عمر، رحلة على شاطئ ( مرفأ الحكايات) قصص من الوطن العربى – بقلم سريعة سليم حديد، تذوق الموسيقا العربية – بقلم نجلاء مأمون، الفكرة المسرحية فى (إمبراطور البلي) – بقلم مصطفى غنايم.

وأفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: حسين عبدالغنى إبراهيم (نوبة حراسة) قصة قصيرة، السرد والمجاز فى (نوبة حراسة) / نقد- بقلم الدكتور سمر روحى الفيصل، سما حسن (موت الرجل الضرير) قصة قصيرة، رفعت عطفة (شجرة الزيزفون) قصة مترجمة، مبارك أباعزى (هجرة) قصة قصيرة، محمد عباس داود (المطارد) قصة قصيرة، أحمد أحمد (الرجل الذى فى القمر) قصيدة مترجمة، إضافة إلى (أدبيات) من إعداد فواز الشعار.