السبت 20 ابريل 2024

أبو تمام أشهر من كتب عن الصداقة

أبو تمام

ثقافة30-7-2021 | 13:35

أبانوب أنور

أبو تمام هو حبيب بن أوس الطائي صليبية، وهو المولود في قرية تُسمى جاسم في عام 190 هجريًا، وقد تعددت الروايات التي وردت في تاريخ ولادته، رعرع أبو تمام في الشام وتلقى علومه فيها، وتردد على حلقات العلم في مساجد مدينة دمشق، حيث تفقه في علوم الدين واللغة والشعر فيها، وهو الأمر الذي لربما كان مسؤولاً عن تحول مهنته من حياكة الثياب إلى كتابة الشعر، وهو من أشهر الشعراء الذين كتبوا عن الصداقة

 

وفي اليوم العالمي للصداقة نعرض لكم أبرز ما كتبه أبو تمام عن الصداقة ..

 

 

وقال أبو تمام عن الصداقة :

 

هيَ فُرْقَة من صَاحبٍ لكَ ماجِدِ   ...  فغدا إذابة ُ كلَّ دمعًٍ جامدِ

فافْزَعْ إلى ذخْر الشُّؤونِ وغَرْبِه   ...  فالدَّمْعُ يُذْهبُ بَعْضَ جَهْد الجَاهدِ

وإذا فَقَدْتَ أخاً ولَمْ تَفْقِدْ لَهُ   ...  دَمْعا ولاصَبْراً فَلَسْتَ بفاقد

أعليَّ يا بنَ الجهمْ إنكَ دفتَ لي   ...  سما وخمرا في الزلالِ الباردِ

لاتَبْعَدَنْ أَبَدا ولا تَبْعُدْ فما   ...  أخلاقك الخضرُ الربا بأباعدِ

إنْ يكدِ مطرفُ الإخاءَ فإننا  ...  نغْدُو وَنَسْري في إِخَاءٍ تَالدِ

أوْ يختلفْ ماءُ الوصالِ فماؤنا   ...  عذبٌ تحدرَ من غمامٍ واحدِ

أو يفْتَرقْ نَسَبٌ يُؤَلف بَيْننا   ...  أدبٌ أقمناهُ مقامَ الوالدِ

 

وعن الاشتياق للأصدقاء قال :

 

طوتني المنايا يومَ ألهو بلذة  ...  وقد غابَ عني أَحمدُ ومُحَمَّدُ!

جَزَى اللّهُ أَيَّامَ الفِرَاقِ مَلامَة  ...  كما ليسَ يَوْمٌ في التَّفَرُّق يُحْمَدُ

إِذَا ما انقَضَى يومٌ بِشَوْقٍ مُبَرحٍ   ...  أتى باشتياقٍ فادحٍ بعدهُ غدُ

فلم يبق مني طولُ شوقي إليهم  ...   سوى حسراتٍ في الحشا تترددُ

خليليَّ ما أرتعتُ طرفي ببهجة  ...   وما انبسَطتْ مني إِلى لذَّة يَدُ

و لا استحدثت نفسي خليلا مجددا  ...  فيُذْهِلُنِي عنه الخَليلُ المُجَدَّدُ

و لا حلتُ عن عهدي الذي قد عهدتم   ...  فيديو ما على العهدِ الذي كنتُ أعهدُ

فإنْ تَخْتلُوا دُوني بِأُنْسٍ ولَذَّة  ...  فإِني بِطُولِ البَث والشَّوْقِ مُفْرَدُ

 

 

وفي رثاء لصديقه قال:

 

وقلتُ أخي ، قالوا أخٌ ذو قرابة ؟  ...  فقلتُ ولكنَّ الشُّكولَ أقارِبُ

نسيبي في عزمٍ رأي ومذهب  ...  وإنْ باعدتْنا في الأصولِ المناسبُ

كأَنْ لَمْ يَقُلْ يَوْما كأَنَّ فَتَنْثَنِي  ...  إلى قولِهِ الأسماعُ وهي رواغبُ

ولم يصدعِ النادي بلفظة فيصل  ...   سِنَانَيّة  في صَفْحَتَيْها التَّجارِبُ

ولَمْ أَتَسقَّطْ رَيْبَ دَهْرِي بِرَأيِهِ  ...  فَلَمْ يَجتِمعْ لي رأيُهُ والنَّوائِبُ

مضى صاحبي واستخلفَ البثَّ والأسى  ...  عليّ فلا من ذا وهذاك صاحب

عبجتُ لصبري بعده وهوَ ميت  ...  وقد كنت أبكي دما  وهو غائِبُ

على أنَّها الأيامُ قد صرنَ كلَّها   ...  عجائبَ حتى ليسَ فيها عجائبُ !