الخميس 25 ابريل 2024

مجددون في الإسلام.. الشيخ عبد الرحمن بيصار.. المتعمق في الفلسفة الإسلامية

الشيخ عبد الرحمن بيصار

ثقافة18-4-2021 | 14:58

أحمد البيطار

 تُسلط بوابة "دار الهلال" طوال أيام شهر رمضان المبارك الضوء علي المجددون في الإسلام، وهو المصطلح الذي جاء في حديث النبي محمد، "إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يُجدد لها دينها"، أي يعلمهم دينهم. وفي هذا الصدد نواصل تقديم سلسلة حلقات "مجددون في الاسلام"، وهي لشخصيات كان لها نبوغ وتفوق علمي في أمور الدين والدعوة وجهود إصلاحية مؤثرة.

الإمام الشيخ عبد الرحمن بيصار، الذي تخصص في الفلسفة الإسلامية بدراسته لها دراسة عميقة، جعلته يُرسي قواعد هذا المنهج الفلسفي في الأزهر ومكنته بالنهوض بأعرق المؤسسات الدينية في العالم، فقد قام الإمام بيصار بالتعمق في الدراسة والبحث في وجوه الخلاف بين الفلاسفة وعلماء الكلام والصوفية.

ولد الإمام الشيخ محمد عبد الرحمن بيصار، عام 1910م، في مركز فوة بمحافظة كفر الشيخ، أتم حفظه للقرآن الكريم، تلقي تعليمه في معهد دسوق الأزهري، ثم أكمل دراسته الثانوية بمعهد طنطا، وثم معهد الاسكندرية. انضم إلي كلية أصول الدين، وتخرج فيها بتفوق عام 1949م، وتم تعيينه بالكلية مدرسًا.

سافر إلي انجلترا في بعثة تعليمية، بعد أن اختاره الأزهر ليكون من ضمنها، تعلم من خلال تنقله بين الجامعات هناك، حتي استقر في كلية الآداب جامعة أدنبره، وحصل علي الدكتواره بتفوق، ثم عاد إلي مصر يعمل أستاذًا في كلية أصول الدين الذي تخرج فيها.

عُين الشيخ عبد الرحمن بيصار، في عام 1955، مديرًا للمركز الثقافي الإسلامي، وظل يديره لمدة 4 سنوات، عاد إلي مصر وفي عام 1963 اختاره الأزهر رئيساً لبعثته التعليمية في ليبيا فواصل مجهوداته في نشر الدعوة الإسلامية هناك.

تتلمذ الشيخ عبد الرحمن بيصار علي يد علماء الأزهر الشريف من ضمنهم الإمام الشيخ محمد عبده الذي تولى مفتي الديار المصرية، والشيخ عبد الحليم محمود في الفترة بين 1973 إلي 1978.

تم إختيار الشيخ عبد الرحمن بيصار ليتولى منصب الإمام الأكبر بمشيخة الأزهر، بقرار جمهوري صدر عام عام 1979، وقد حقق خلال فترة ولايته للأزهر عددًا من الإصلاحات، منها تطوير قانون الأزهر، ودعمه للعلماء لتعلم اللغات الأجنبية لنشر ثقافة الإسلام حول العالم.

حصل الإمام بيصار علي العديد من الأوسمة والتكريمات من الدولة، فحصل علي أعلي الأوسمة في مصر وهي قلادة الجمهورية قبل وفاته، كما منحته جامعة ماليزا الدكتوراه الفرخية عام 1981.

قام الشيخ عبد الرحمن بتأليف عددًا من المؤلفات التي تخصصت في الفلسفة الإسلامية، من أبرزها، " العقيدة والأخلاق في الفلسفة الإسلامية"، "الوجود والخلود في فلسفة ابن رشد"، كما كانت له دراسة في أوجه الخلاف بين الفلاسفة وعلماء الكلام والصوفية، وكانت نتيجة هذة الدراسة إنه لابد أن يكون هناك ضوابط في الحرية الفكرية في شئون العقيدة التي منحها الاسلام للمسلمين، وهي الالتزام بالنصوص القرآنية التي تحس الإنسان على التأمل في ملكوت السماء والأرض، وتعظيم شأن العلماء لأن الإسلام اعترف بفضل العلم والعلماء، الرد علي المنحرفين عن الإسلام بمنطق عقلي رشيد.

توفي الإمام الشيخ عبد الرحمن بيصار، في مارس عام 1982، وشًيعت له جنازة رسمية، ودُفن في مقابرالمجاروين.

Dr.Randa
Dr.Radwa