السبت 20 ابريل 2024

ايفرجراند فيروس يدمر الاقتصاد العالمي.. وخبراء: على وشك تكرار الأزمة الاقتصادية 2008

ايفرجراند

اقتصاد23-9-2021 | 23:42

أنديانا خالد

أزمات متتالية توجها الصين للعالم، فلم ينتهي العالم من انتشار فيروس كورونا، لندخل في أزمة اقتصادية جديدة قد تؤثر على العالم بأكمله، وذلك بعد إعلان شركة ايفرجراند، التي لديها ديون مستحقة بقيمة 305 مليارات دولار، وبنهاية الأسبوع المقبل فأن الشركة لابد تسديد مبلغ  83.5 مليون دولار لسند دولاري و232 مليون يوان لسند محلي، إلا أنها تسعى لمد الفترة، وترتبط شركة ايفرجراند بـ 120 بنكاً داخل الصين، و129 مؤسسة مالية داخل بكين وخارجها.

وتسعى الصين إلا تصدر أزمة جديدة للعالم، والتدخل سريعا لحل كارثة ايفرجراند، من خلال إعلان أعلن بنك الشعب ضخ 90 مليار يوان 14 مليار دولار، وهي حزمة رفعت الحد الأقصى للسيولة قصيرة الأجل التي يضخها البنك في القطاع المصرفي إلى 10 مليارات يوان.

وللنجاة من الغرق، قالت الشركة، إنها تدرس بيع نصيبها في شركات تابعة مدرجة تعمل في مجال السيارات الكهربائية والخدمات العقارية، من بين أصول أخرى، وتحاول أن تجذب إليها مستثمرين جدداً وأن تجدد عمليات الاقتراض، كما طرحت خصماً كبيراً على أسعار أصولها العقارية بلغ 28% من أسعارها الأساسية، بدلا من الحصول على مستحقاتهم نقدا، بينما يصل الخصم على الوحدات المكتبية، إلى نحو 46% من سعر الوحدة، و52% للمحلات التجارية.

 عملاق العقارات الصيني

وحول تأثيرها على مصر، قال  الدكتور محمد راشد، المدرس بكلية السياسة والاقتصاد جامعة بني سويف، إن أزمة شركة ايفرجراند عملاق العقارات الصيني، ستلقى بظلالها علي أسواق المال العالمية وبالتبعية سيكون تأثيرها سلبيا علي أسواق الشرق الأوسط ومنها مصر من حيث تخارج الأجانب من الأسواق المالية والاتجاه نحو الاستثمار في الذهب في أوقات الأزمات.

وأضاف راشد في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن  تأثير هذه الشركة على البورصة المصرية سيكون أقل من غيرها بسبب تعرضها لموجات هبوط مؤخرا جراء الحديث عن تطبيق ضريبة الأرباح الرأسمالية علي أرباح البورصة.

 وأشار إلى أن هذه الأزمة ستعيد إلي الأذهان الأزمة المالية العالمية لعام 2008 حيث أن إفلاس الشركات العملاقة سيكون له تأثير سلبي علي محفظة القروض المتعثرة في البنوك وقد تؤدى إلى حدوث إعسار مالي لبعضها فى ظل التباطؤ الاقتصادي الذي يشهده الاقتصاد العالمي منذ تداعيات أزمة فيروس كورونا، مؤكدا أن أزمة ايفرجراند لن تكون الأخيرة وأنها بداية سلسلة من الافلاسات التى ستطال الشركات العاملة في القطاع العقاري.

وأوضح أن  هناك تداعيات أخري لهذه الأزمة علي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر لأسواق الشرق الأوسط حيث يتجه المستثمرون علي الأرجح للاستثمار في الذهب، مؤكدا أن تأثير هذه الأزمة محدود علي مصر فى ظل انخفاض درجات الاعتماد المتبادل بين مصر والأسواق الدولية.

إيفرجراند  بداية لمشكلة كبيرة

فيما قال الدكتور خالد الشافعي، رئيس مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إن أزمة ايفرجراند قد تكون بداية لمشكلة كبيرة تشابه المشكلة التي شهدها الاقتصاد العالمي خلال عامي 2007 و 2008 المعروفة بأزمة الرهن العقاري لكن الأوضاع قد تكون مختلفة بعض الشئ لأن الصين لن تترك الأمور تصل إلي هذا الحد، مشيرا إلى أن المديونيات تتجاوز 300 مليار دولار بسبب معضلة إعادة البيع وقد نجد تدخل قريب من بكين.

وأضاف الشافعي خلال تصريحات خاصة بوابة "دار الهلال"، أن الاقتصاد العالمي كله تضرر مع بداية ظهور أزمة ايفرجراند وذلك يظهر بوضوح على أداء كافة البورصات والأسهم القيادية سجلت تراجعات بالجملة نتيجة مخاوف من انتقال الآثار الجانبية إلى الشركات الأخرى والشركات المرتبطة.

وأشار إلى أن الشرق الاوسط ومصر ليس بعيدان عن الأزمة و شهدنا بعض الهبوط في مؤشرات البورصة المصرية نتيجة عمليات البيع بسبب المخاوف من تفاقم أزمة ايفرجراند والجميع في انتظار ما يمكن أن تسفر عن الأحداث في الفترة القادمة.

وأوضح أن اتوقع أن تتدخل الصين وبقوة لإنقاذ الموقف خاصة أن الشركة بها آلاف العاملين وتدخل في مئات المشروعات في بكين وهونج كونج ومقاطعات ضخمة وكبيرة وقد يكون التدخل عبر دعم مباشر لهذه الشركة لعدم تضرر القطاع المصرفي والقطاعات المرتبطة.

ونوه إلى أن الاقتصاد العالمي مرتبط بشكل وثيق واي أزمة ستؤثر على الجميع بما في ذلك الأسواق بالشرق الأوسط، وقد نلاحظ مع إغلاق البورصات العالمية غدا الجمعة بعض التطورات السلبية مع استمرار الأخبار السيئة الواردة بشأن الأزمة.

 أزمة إيفرجراند 

وتوقع محلل سوق المال، أحمد معطي، أن تمر أزمة إيفرجراند بدون أي مشاكل عالمية، مشيرا إلى أن الصين سوف تتدخل سريعا حتى لا توقع العالم في أزمة أخرى بعد انتشار فيروس كورونا "كوفيد 19"، وتداعياته التي تعاني منها دول العالم.

وأضاف معطي في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن أزمة إيفرجراند لن تكرر الأزمة الاقتصادية التي وقعت في 2008، وذلك يعود إلى أن "إيفرجراند" هي شركة واحدة عقارية، أما ما حدث في 2008 كان عدة شركات وتعرضوا لأزمة مالية كبيرة، مؤكدا أن الحكومة الصينية ستتدخل سريعا لحل هذه الأزمة.

وعن تأثر بورصات الخليج ومصر، أوضح أن بورصة مصر تأثرت بشكل قوي خلال الفترة الماضية نتيجة أزمة "إيفرجراند" وأيضا القرارات التي صدرت حول الضرائب، أما الخليج كان أقل تأثرا، مشيرا إلى أن المستثمر الأجنبي عندما يرى وجود أزمة مالية كبيرة، يضطر إلى بيع الأسهم لتوفير سيولة لديهم، تخوفا من أي معوقات تؤثر على استثماراته في المستقبل.