تعد مصر شريان الحياة لدول قارة إفريقيا حيث ساهم موقعها الجغرافي في العديد من خلق مشروعات ذات أهمية كبيرة تعمل علي ربط الدولة المصرية بدول القارة الإفريقية وكذا العديد من المشروعات التنموية، والتي من أبرزها قطاع شئون مياه النيل التي تندرج تحت برنامج تنمية البنية التحتية في إفريقيا، وعلي رأس تلك المشروع الربط الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط.
وسيساهم مشروع ربط بحيرة فيكتوريا بمياه البحر المتوسط سيساهم في عمل نهضة إقليمية لكل دول حوض النيل، كما أن المشروع سيكون له تأثيرا إيجابيا على حركة التجارة والصناعة والسياحة على طول الممر الملاحي لنهر النيل.
ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط
وتقع بحيرة فكتوريا في وسط القارة الإفريقية، وتطل عليها 3 دول إفريقية هي (أوغندا، وتنزانيا، وكينيا)، بمساحة تبلغ حوالي 69.490 كم2، وبطول 410 كم، وعرض 1.5 كم، حيث أن الربط المائي يأتي ضمن رؤية مشروع "قارة واحدة - نهر واحد - مستقبل مشترك"، وتم البدء في تنفيذه عبر تطوير قناطر أسيوط، وتقدر تكلفة تنفيذ المشروع بالكامل من 18 مليار دولار.
بحيرة فيكتوريا
ويتضمن مشروع ربط بحيرة فيكتوريا بإنشاء ممرات تنمية تشمل مجاري نهرية بنهر النيل وبحيرة فيكتوريا، وسكة حديد وطرق برية وشبكات للإنترنت ومراكز لوجستية وتنمية تجارية وسياحية بين دول حوض النيل، بالإضافة إلى تنشيط التجارة بين دول القارة، علي أن المتحكم الوحيد في تلك المشروع هي الدولة المصرية بالإتفاق مع باقي الدول الأفريقية.
منابع نهر النيل وبحيرة فيكتوريا
وقالت الدكتورة هدى الملاح، مدير المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى، إن الممر الملاحي التي تقوم مصر بإنشائه سيعمل علي ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط، لافة إلي أن بحيرة فيكتوريا هي ثاني أكبر بحيرة للمياه العذبة في العالم.
وتابعت هدى الملاح في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال" أن الممر التي تقرر مصر إنشاؤه سيجعل مصر مركز تجارة عالمي نتيجة لربط القارات بتلك البحيرة عن طريق ذلك الممر، كما أوضحت أن تلك البحيرة، بداية لنهر النيل وتعتبر منبعا أخر له مما ستعمل علي إعادة تحويل نهر النيل وتوجيهه لمصر والسودان ، حاملة رسالة جديدة لأثيوبيا فيما يخص سد النهضة.
وأشارت الملاح أن بحيرة فيكتوريا تطل حسب موقعها الجغرافي علي ثلاث دول في قارة أفريقيا وهي (كينياـ أوغنداـ تنزانيا) وعن طريق تلك الممر الملاحي سيعمل علي خلق تبادل تجاري جديد بين مصر وبين قارات العالم في العموم وبين دول أفريقيا علي وجه الخصوص.
بحيرة فيكتوريا أين تقع
وأوضحت خبير الاقتصاد أن الممر الملاحي الناشئ من بحيرة فيكتوريا سيربط بين البحيرات الاستوائية وشرق أفريقيا مع البحر المتوسط، ويبدأ من بحيرة فيكتوريا، ثم البحيرات الاستوائية بأوغندا، حتى حدود السودان وبحر الجبل، ثم منطقة السدود، ثم للنيل الأبيض، ويلتقى بنهر السوباط، ثم النيل الأزرق، ثم نهر عطبرة ثم وادى حلفا، ثم بحيرة ناصر بأسوان، حتى يمتد المشروع للبحر المتوسط، لافتتا أن بحيرة فيكتوريا والممر يعتبرا صفعة مؤلمة علي وجه آبي أحمد فيما يخص سد النهضة وعدم السماح له بالتحكم في حصة مصر من مياه نهر النيل.
وتابعت الملاح أن إنشاء تلك الممر يعتبر واحدا من المشاريع التي تعود علي مصر اقتصاديا وسياحيا،لافتتا أن الدول الحديثة الموجودة في قارة أفريقيا عن طريق تلك الممر الملاحي سيعمل علي التبادل التجاري وخلق فرص جديدة للتصدير والفضل في ذلك يرجع إلي إنشاء تلك الممر الملاحي الذي يساهم في تسهيل حركات التتنقل.
معلومات عن بحيرة فيكتوريا
كما نوهت أن من خلال ذلك الممر الملاحي يمكن إنشاء سكك حديد جديدة وغيرها من وسائل التنقل مما سيصبح تلك الممر موقعا استراتيجيا جديد يعود عل مصر بالإزدهار الإقتصادي،ومن المتوقع أن تتحول مصر لمركز تجارة عالمي والفضل في ذلك يرجع لقناة السويس و الممر الملاحي الجديد.
وأضافت أن الممر الملاحي الجديد لبحيرة فيكتوريا له عائد اقتصادي لمصر حيث تشهد حركة تطور جديدة ونهضة حديثة في أفريقيا و دولة السودان علي وجه الخصوص وذلك عن طريق السكك الحديدية الجديدة والطرق البرية المعلن عنها سابقا من قبل الحكومة المصرية، التي تسهم في نقل البضائع بشكل أسرع وأوفر من خلال مصر، كما له عائد سياحي لمصر حيث يعمل علي ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط مما يسهل حركة التنقل لأفريقيا.