قال رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس المهندس يحيى زكي، اليوم الاثنين، إن المنطقة الاقتصادية شهدت في 2021 إصدار العديد من القرارات التي ساهمت في إزالة كافة المعوقات أمام الاستثمار بالمنطقة، وخلق مزايا وحوافز استثمارية جديدة للمنطقة الاقتصادية.

وأضاف زكي - في تقديم لتقرير حصاد المنطقة الاقتصادية لقناة السويس عن 2021 - أنه على الرغم من عام الجائحة 2020 كان يمثل التحدي الأبرز أمام الاقتصاد العالمي؛ فإنه كان بمثابة الفرصة المواتية أمامنا في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لترتيب الأوراق وتفعيل السياسات التي تمكننا من تحقيق الاستفادة المثلى من المقومات والإمكانات العظيمة التي تمتلكها المنطقة.

وأشار إلى إصدار القواعد الخاصة للتصدير والاستيراد من وإلى المنطقة الاقتصادية، وقرارات إعفاء السلع والبضائع والخدمات بالمنطقة من ضريبة القيمة المضافة، ومنح تصريح إقامة للمستثمرين الأجانب لمدة 5 سنوات، وانضمام المنطقة لبرنامج دعم الصادرات المصري ورد الأعباء التصديرية وكذلك تعديل بعض بنود اللائحة التنفيذية لقانون المنطقة الاقتصادية.

وأوضح أنه اتساقًا مع رؤية مصر 2030 والاستراتيجيات القومية نحو توطين الصناعة في مختلف القطاعات، وإحلال الواردات، والتحول نحو الاقتصاد الأخضر، تم العمل على جذب الاستثمارات في قطاعات صناعية مستهدفة، وهو ما نجحنا بالفعل في تنفيذه فتم إنهاء التعاقد على مشروعات فعلية في مجال صناعة البتروكيماويات مثل مجمع البحر الأحمر للبتروكيماويات باستثمارات بلغت 10 مليارات دولار.

كما تم إنشاء مجمع صناعي متكامل لإنتاج الميثانول ومشتقاته بالعين السخنة ما يسهم في الاكتفاء الذاتي من تلك المنتجات وتحقيق فائض للتصدير يقلل بدوره فاتورة الاستيراد إيذانًا بتحول مصر لمركز إقليمي لتجارة وتداول البترول والغاز، فضلًا عن العمل على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لصناعة السيارات بهدف توطين تلك الصناعة والصناعات المغذية لها وتنمية الصادرات من السيارات بدلاً من الاكتفاء بالصناعات التجميعية فقط.

وقال: تزامنًا مع استضافة مصر لقمة المناخ COP27 في نوفمبر القادم تسابق المنطقة الاقتصادية لقناة السويس الزمن لعقد الشراكات والعقود الفعلية نحو توطين صناعة الهيدروجين الأخضر والذي يعد أحد روافد الاستثمار الأجنبي المباشر نظرًا لتزايد الطلب العالمي على الوقود منخفض الكربون لتقليل الانبعاثات الكربونية الخطيرة والتحول نحو الاقتصاد الأخضر، وهو التوجه الرئيسي حاليًا والملف الأبرز على أجندة الدولة المصرية.

وأصدرت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس اليوم تقريرها عن حصاد الإنجازات التي تمت خلال العام 2021، والذي كان بمثابة عام الحصاد لما قامت به الهيئة من ترتيب الأولويات ووضع الخطة الاستراتيجية لتنفيذ الأعمال والمشروعات وتوطين الصناعات فعليًا على أرض الواقع.

وأشار تقرير الحصاد إلى أهم القرارات والحوافز التي أطلقت خلال العام لتشجيع الاستثمار وكانت نتاج جهد وتنسيق وتعاون بين إدارة المنطقة الاقتصادية والوزارات المعنية وبمتابعة واهتمام من مجلس الوزراء المصري، بجانب مؤشرات الأداء للموانئ التابعة للمنطقة التي حققت مؤشرات مرتفعة في الصادرات والواردات بها.

مؤشرات مالية
وأشار التقرير إلى أن إيرادات الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس بلغت في نهاية السنة المالية 2020 /2021 حوالي 3.2 مليار جنيه بزيادة قدرها 467 مليون جنيه عن العام المالي الأسبق.

وارتفعت قيمة الأصول الثابتة بمبلغ 2.3 مليار جنيه؛ لتصبح 7.5 مليار جنيه، وترجع تلك الزيادة في الأصول إلى إنشاء العديد من مشروعات البنية التحتية منها محطة تحلية مياه البحر بالعين السخنة بقدرة 100 ألف م3/يوم، وإنشاء محطة محولات بميناء بورسعيد، والخط الناقل للمياه المحلاة بالمنطقة الصناعية بالسخنة.

أبرزالاستثمارات
ونجحت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس خلال 2021 في عقد العديد من الاتفاقيات الاستثمارية والشراكات الناجحة مع شركات دولية وعربية مايعزز نمو الاقتصاد المصري بشكل قوي.

فقد تطرق التقرير إلى العديد من اتفاقيات الاستثمار التي وقعت ومن بينها توقيع عقد تطوير ميناء العين السخنة، وذلك في إطار تحويل الميناء إلى أكبر ميناء محوري على البحر الأحمر والشرق الأوسط لخدمة حركة التجارة بين الشرق والغرب.

وفي نفس العام وباستثمارت 10 مليارات دولار تم توقيع عقد إنشاء أكبر مجمع لصناعات البتروكيماويات بالمنطقة الصناعية بالعين السخنة، بين شركتي التنمية الرئيسية للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس والبحر الأحمر للتكرير والبتروكيماويات في إطار خطة الدولة المصرية لسد احتياجات السوق المحلية من المنتجات البترولية والبتروكيماوية.

كما تم توقيع اتفاقية بين اقتصادية قناة السويس ومنطقة إقليم كاتوفيتسا البولندية لإنشاء منطقة صناعية بولندية في العين السخنة،وهي أول منطقة اقتصادية بولندية خارج حدود بلادها.

ووقعت المنطقة الاقتصادية مع شركة "مرسيدس – بنز" عقدًا بالأحرف الأولى لإنشاء مركز لوجيستي وإعادة التوزيع بالمنطقة الصناعية بالسخنة.

ما أعلنت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس عن نجاح المباحثات والمفاوضات مع الجانب الروسي بشأن توسيع نطاق المنطقة الصناعية الروسية داخل المنطقة الاقتصادية ليشمل شرق بورسعيد والعين السخنة، حيث تقام منطقة صناعية روسية على مساحة 500 ألف متر مربع بالسخنة كمرحلة أولى.

أشار تقرير الحصاد إلى وضع حجر الأساس لمشروع تصنيع وإنتاج أجهزة كهربائية بالمنطقة الصناعية الصينية بالسخنة، حيث تقيم شركة "ميديا إيجيبت" الصينية والتي تعمل في مجال صناعة الأجهزة الكهربائية مشروعها داخل منطقة "تيدا-مصر" باستثمارات 25 مليون دولار. 

كما تم توقيع عقد إنشاء محطة صب جاف للحبوب والغلال بشرق بورسعيد من قبل تحالف شركتي روتسكومودوتيسوروزا جرينز بتكلفة استثمارية 2.2 مليار جنيه، وتقام المحطة بطول 500 متر، ومساحة 267 ألف متر مربع، ويوفر المشروع نحو 400 فرصة عمل، ومن المتوقع أن يبلغ حجم تداول المحطة من 1.5 إلى 7.2 مليون طن سنويًا. 

كما فازت اقتصادية قناة السويس بمقعد عضوية اللجنة التوجيهية لمنظمة المناطق الاقتصادية الإفريقية وتم توقيع عقد إنشاء مجمع "العالمية للميثانول" بالسخنة باستثمارات 2.6 مليار دولار بين شركة التنمية الرئيسية وأبوقير للأسمدة وحلوان للأسمدة والأهلي كاپيتال للاستشارات المالية.

كما تم توقيع عقد تمويل مشترك طويل الأجل لصالح الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس مع 6 بنوك مصرية بقيمة 10 مليارات جنيه موجهة لاستكمال أعمال التطوير في البنية التحتية والمرافق في المناطق الصناعية والموانئ التابعة للمنطقة الاقتصادية.​