أثارت نتائج عدد من الدراسات الجديدة مخاوف بين الأطباء عن الآثار المعرفية طويلة المدى المحتملة لكوفيد-19 على بعض المرضى.

وذكرت قناة "إي بي سي نيوز" الأمريكية أن عدد من الدراسات الجديدة، التي قُدمت في المؤتمر الدولي لرابطة الزهايمر خلال إقامته هذا الأسبوع في دنفر، قد وجدت أن عدد من مرضى كوفيد-19 تعرضوا لـ"الضباب الدماغي" وبعض الإعاقات المعرفية الأخرى عقب أشهر من الشفاء. وهذه النتيجة تضيف لعدد من الأبحاث عن الأعراض طويلة المدى الواضحة لكوفيد-19 والتي من بينها الارتباك والنسيان وغيرها من العلامات المقلقة لفقدان الذاكرة.

وذكرت نائب رئيس العلاقات الطبية والعلمية برابطة الزهايمر، هيثير سنيدير، أن البحث يعرض البيانات الأولى من اتحاد دولي، بما في ذلك جمعية الزهايمر ويبحث في العواقب طويلة المدى لكوفيد-19 على الدماغ.

ولم يمضي وقت كافي للباحثين كي يعرفوا إن كانت الأعراض المقلقة تزول في النهاية. ولكنهم يشيرون إلى هذه الدراسات باعتبارها دليل متجدد للجميع، خاصة لكبار السن المعرضين لخطر أكبر من التراجع المعرفي، على أهمية الحصول على اللقاح.

ونقلت قناة "إي بي سي نيوز" عن رئيسة المكتب العملي في رابطة الزهايمر، ماريا كاريلو، قولها: "بينما نعمل معًا على مزيد من الفهم للآثار الممتدة لكوفيد-19 على الدماغ، فإن الرسالة الهامة للجميع هي لا تصابوا بكوفيد-19، والوسيلة الأفضل لفعل ذلك عن طريق الحصول على اللقاح".

ودرس باحثون في مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس الحواس الإدراكية والمرتبطة بالشمّ لحوالي 300 مسن من الأرجنتين الذين أصيبوا بكوفيد-19، ووجدوا أن 50% تعرضوا لمشكلات النسيان و25% لديهم مشكلات إضافية مع اللغة والخلل التنفيذي.

فيما ذكر مدير مركز بعد التعافي من كوفيد-19 في المدرسة الجامعية لستاتين إيلاند، توماس جوت، للقناة الأمريكية أن عدد كبير من المرضى في برنامج التعافي لكوفيد أظهروا علامات إدراكية وأعراض طويلة بعد مرور مرحلة الالتهاب من كوفيد، وقال: "عادة ما نرى العديد من المرضى الذين يعانون من مرض في الأنف والبلعوم يعودون إلينا بمزيد من العجز الإدراكي العصبي".

كما استعرض باحثون من جامعة فولوس باليونان، الوظائف الإدراكية والصحة العامة لما يصل لـ32 مريض كانت لديهم أعراض متوسطة إلى شديدة من الإصابة بكوفيد-19 بعد شهرين من دخولهم المشفى، ووجدوا أن أكثر من 50% من المرضى شهدوا تراجعًا إدراكيًا خاصة في الذاكرة قصيرة المدى. كما وجدوا أن ضعف درجات الذاكرة والتفكير مرتبطة بانخفاض مستويات الأكسجين أثناء اختبار المشي القصير.

ويقول توماس جوت: "كثير من التغيرات الإدراكية التي نراها تعكس في نواح كثيرة مرض الزهايمر واضطراب ما بعد الصدمة. وما أصبح أكثر وضوحًا هو أن شدة العدوى الحادة لا تتنبأ مباشرة بالتغيرات العصبية المعرفية بعد مرور المرحلة الخطرة. فلدينا العديد من المرضى الذين يعانون من عدوى خفيفة لكنهم تعرضوا بشدة لتغيرات في الذاكرة والسلوك".