الخميس 18 ابريل 2024

«فيرمينا».. حُلم نورهان من الثمانينات حتى الألفية الثانية (فيديو وصور)

نورهان وجاليري فيرمنا

الهلال لايت 21-6-2021 | 15:43

كتب/ إسراء نوح - تصوير/ هالة يوسف

هناك أشياء لا تُنسى، مهما بلغ العمر منا، فهي تتناسب طرديًا مع أعمارنا، يزيد عمري يومًا، شهرًا أو سنة ويزيد معها حُلمي دهرًا، وهذا ما حدث بالفعل مع "نورهان ربيع" البالغة من العمر ثلاثة وعشرين عامًا، طالبة في كلية الآداب قسم الحضارة الأوروبية، والتي ساهمت دراستها في الحصول على ما تتمنى، صاحبة أشهر جاليري مُصَمم على الطراز الأوروبي القديم، والتي شكلت أحلامها منذ الصغر كيانها عند الكِبَر، فمنذ نعومة أظافرها وهى تعشق العرائس الكرتون التي ترتدي فساتين أميرات ديزني، وتجمع صورها من المجلات والاحتفاظ بها.

 

كانت بداية نورهان منذ خمس سنوات، عندما صممت فستانًا يشبه الأزياء الأوروبية القديمة، ولكن كان يحتاج  إلى إكسسوارات من نوع مختلف في تصميمها وشكلها عن الشكل المعتاد، وعندما حصلت عليها أخيرًا على أحد مواقع السوشيال ميديا، لم تمتلك القدرة على شرائها حينها لارتفاع سعرها، فقررت أن تصنعها بنفسها، وظلت لشهور تبحث عن المواد المستخدمة لصنع هذه السلسلة، وعندما انتهت من صنعها لاقت الكثير من الترحاب وكلمات الثناء من كل مَن يراها على الفيسبوك، وعند ارتدائها لها، ومن هنا لمع الحلُم في أعين نورهان والتطلع لصنع المزيد.

لم تكتفِ نورهان بهذا الحد، وأخذت إلى التطرق لتصميم تلك الفساتين المُتيمة بها من الطفولة، وكانت تضع لكل فستان لمستها الخاصة بها، مما تزيد من جماله وأناقته واختلافه وتميزه في عين كل رآءٍ، وذلك ما جعلها تزيد حُبًا وشغفًا لما تصنع يداها، فسافرت إلى ألمانيا وقامت بزيارة قصر كانت تحبه منذ زمن بعيد، وعند دخوله انبهرت بما يوجد داخله، وتمنت أن تعيش في حياة تشبه تلك الحيوات في ذلك الوقت، ومن هنا شاح طيف أمل جديد ولمعت عيناها مرة أخرى، وهي تتخيل نفسها تعيش بين أرجاء ذلك القصر في هذا العصر القديم، فقررت أن تحافظ على الأمل اللامع في عينها وبين شغاف قلبها، وفتحت جاليري يشبه إلى حد بعيد ذاك القصر، وأن يكون كل شيء في هذا المكان يشبهه كثيرًا من الانتيكات والفساتين والتصميمات، حتى نوع الموسيقى داخل الجاليري أيضًا، حرصت على أن يلائم أجواء تلك الحِقبة الزمنية.

لم تبالِ نورهان بالنقد الذي واجهته في البداية، عند ارتدائها لتلك الأزياء والذهاب بها إلى الجامعة أو التجول في الشوارع المصرية، بل ظلت محتفظة بالشعور المنبعث داخلها وهي ترتديها، عاقدة العزم على أن هناك من الفتيات من يشبهها في أحلامها وذوقها، وستقوم بالوصول إليهم ليروا ما تبذل فيه وقتها.

"فيرمينا" كان حلم نورهان الذي تحقق، والتي تتمنى أن تفتح فروعًا أخرى في كل مكان، وتملأ الكون بتصميماتها المبهجة التي نفضلها جميعًا، ليست نورهان وحدها، لأنها تأخذنا معها لزمن الرقي والرقة، البساطة، الجمال في الذوق والألفاظ، الملابس، الأغاني وكل شيء، كل هذا في آنٍ واحد، استطاعت نورهان أن تختزله بكل الحب لكي يصل لأرواحنا محملاً بالنظرات المندهشة من روعة ما ترى، وما تبعث في نفسك من شعور طيب عند الجلوس في ذلك المكان.

ووجهت نورهان االشكر لوالديها وزوجها على دعمها طوال الوقت، وعدم الوقوف أمام حُلمها، بل قاموا ومازالوا يقومون بتقديم المساعدة لها بشتى الطرق.

واختتمت كلامها قائلة: "كن نفسك دائمًا في كل شيء، عند قيامك بمشروعك، لا تتأثر بما تسمعه من كلام محبط، أفعل ما تحب ولا تهتم لما يُقال، وكلما اجتهدت في السعي حتمًا ستصل لما تتمنى".

ط