الجمعة 19 ابريل 2024

فتّش عن المرأة.. ماذا لو لم تكن مي عمر في حياة المخرج محمد سامي؟

مي عمر ومحمد سامي

فن17-5-2021 | 19:34

فوزية عبيد

ارتبط اسم المخرج محمد سامي خلال السنوات الأخيرة بزوجته الفنانة مي عمر، واتهمه البعض بأنه "بيعمل مسلسلات لمراته"، وبدأت الانتقادات توجه للمخرج، حتى كشفت مصادر أن السبب الرئيسي في إيقاف الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية العمل معه، هو زيادة مشاهد زوجته على حساب نجوم آخرين في مسلسل نسل الأغراب.

 ويبقى السؤال "ماذا لو لم تكن مي عمر في حياة محمد سامي؟"، هذا ما نجيب عنه في التقرير التالي:

محمد سامي قبل مي عمر 

بدأ محمد سامي عمله كمخرج للكليبات، والتي لاقت نجاحا كبيرًا؛ وأبرزها "80 مليون إحساس"، و"أنت تاني"، للفنانة هيفاء وهبي.

واتجه محمد سامي للعمل في الإخراج السينمائي والتليفزيوني؛ وأخرج العديد من المسلسلات منها آدم ومع سبق الإصرار، كما أخرج فيلم عمر وسلمى 3، وحققت جميعًا نجاحًا كبيرًا.

محمد سامي يصنع نجومية مي عمر

ساعد محمد سامي، مي عمر في الظهور على الشاشة للمرة الأولى من خلال مسلسل "حكاية حياة"، وهو من إخراج الأول، وقدمت فيه دور "ولاء"، ثم رشح "سامي" زوجته للعمل في مسلسل "كلام على ورق" مع هيفاء وهبي.

وبدأ أول تعاون بين محمد سامي ومي عمر في مسلسل "الأسطورة" عام 2016، وهنا بدأت شهرة مي، وتفاعل الجمهور مع شخصية "شهد" التي قدمتها في المسلسل.

وقدمت مي دور البطولة في مسلسل ولد الغلابة، مع الفنان أحمد السقا في رمضان 2019، وهو من إخراج محمد سامي أيضًا، ولاقى المسلسل انتقادات كثيرة بسبب اللهجة المستخدمة والتي تختلف عن اللهجة الصعيدية، وكذلك الأماكن التي تم تصوير المسلسل بها.

وتخلى محمد سامي عن مي عمر في رمضان 2020، عندما قدم مسلسل البرنس؛ من إخراجه وتأليفه وحقق المسلسل نجاحًا كبيرًا، وقال الناقد طارق الشناوي في تصريحات صحفية إن محمد سامي كاتب جيد، وما يميز شخصيات البرنس التي صاغها أنها عادة ما تكون حادة، وتصل الدراما في أعماله إلى قمة الذروة.

وأشرف محمد سامي على إخراج مسلسل لؤلؤ بطولة مي عمر، وقال في تصريحات تليفزيونية: "حطيت خبرتي في المسلسل وكنت بعمل كل حاجة"، والمسلسل من تأليف محمد مهران، وإخراج محمد عبد السلام، ويتكون من 40 حلقة، وحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا وقت عرضه.

واستنكر النقاد النجاح الجماهيري للمسلسل، وقال البعض إن محمد سامي استخدم لجانا إلكترونية للعمل على إنجاح المسلسل.

نسل الأغراب.. القاضية ممكن  

ويعتبر مسلسل نسل الأغراب من تأليف وإخراج محمد سامي وبطولة مي عمر، القشة التي قسمت ظهر البعير؛ فحرص "سامي"، وفقا لما أكده النقاد على زيادة مشاهد زوجته في المسلسل على حساب نجمي العمل أحمد السقا وأمير كرارة، وعلى حساب العمل نفسه، فضلا عن السلوكيات المتبعة داخل المسلسل والتي رفضها الجمهور الصعيدي، وكذلك الصورة التي ظهرت بها مي طول المسلسل "على سنجة عشرة"، وفقا لوصف النقاد؛ ما دفع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لوقف العمل مع سامي.

ماجدة موريس: محمد سامي مخرج معارك 

ومن جانبها، قالت الناقدة الفنية ماجدة موريس، إن محمد سامي يجيد صناعة المواقف التي تحتوي على الإثارة والتشويق مثل الخناقات والمعارك، ويتغاضى أو لا يدري كيفية بناء إعداد الشخصية الدرامية، والبناء الدرامي للمسلسل، وكذلك الانتقال من مرحلة لأخرى؛ وهذا ما شاهدناه في نسل الأغراب؛ فبعد 20 حلقة الأحداث كما هي لا تتغير، بالقياس على ذلك كل أعمال محمد سامي تخلو من الرسائل والوصول إلى نتائج نخرج بها من العمل.

وأشارت في تصريح خاص لـ"دار الهلال" إلى أن النص هو ما يقود المخرج وفريق العمل؛ لكن مع محمد سامي يحدث العكس، وهذا سبب المشكلات.

ورأت الناقدة الفنية، أن مي عمر وجه جميل وأحيانا تكون جيدة عندما تعمل مع مخرجين آخرين غير محمد سامي مثلما حدث العام الماضي في مسلسل "الفتوة"، وقدرة مخرجه "حسين المنباوي" على توجيهها بشكل جيد. 

حنان شومان: إصرار محمد سامي على فرض مي عمر دمره

وقالت حنان شومان الناقدة الفنية، إن محمد سامي منذ بداياته مخرج موهوب ويجنح للجماهيرية الشعبية، وأسوأ ما أصابه مؤخرا هو الإصرار على كتابة السيناريو، ليس بالضرورة أن ينجح كل مخرج في التأليف لأنه موهبة؛ فالتأليف أضر به كمخرج، كما أن محاولته لفرض زوجته وتصميمه على تصدرها للمشهد على حساب العمل أثر عليه كثيرا، معلقة: "الفن مفيهوش واسطة"، مشيرة إلى أن مي عمر ممثلة ضعيفة للغاية، وإذا أرادت الاستمرار في المجال فعليها دخول العمل الفني بخطواته الطبيعية تحصل على ورش وتدريبات مثلما يفعل الجميع.

وأشارت الناقدة الفنية في تصريح لـ" دار الهلال" إلى أن محمد سامي حقق نجاحا كبيرا في أعماله كمخرج فقط بعيدا عن التأليف، مؤكدة أن المآخذ عليها لا تذكر مقارنة بـ"نسل الأغراب" الذي وجهت له الانتقادات منذ الحلقات الأولى؛ فلا يوجد قصة ولا أداء، فضلا عن السلوكيات التي لا تمت للصعيد بصلة.

محمد الزلباني: "سامي" نجح جماهيريًا وفشل فنيًا

وقال الكاتب الصحفي والناقد الفني محمد الزلباني، إن مي عمر ممثلة متواضعة للغاية، ولا يوجد لديها أدنى معرفة بالتجسيد وأبعاد الشخصية التي يقدمها الممثل؛ فهي لا تفعل ذلك مطلقا وهذا ليس تقصيرا وإنما ضعف إمكانيات، ولا نستطيع أن ننسبها لجيل معين، وتنسب فقط إلى زوجها محمد سامي وتجاربه، وأي محلل فني عند تحليل ما بعد الألفية سيقف عند مي عمر ويحتار يضعها في أي جيل فهي خارج التصنيف.

وأشار "الزلباني"، في تصريح لـ"دار الهلال" إلى أن بداية محمد سامي كمخرج كليبات تليق به تماما، وهذا ليس تقليلا منه، فهو برع في هذا المجال الذي لا يحتاج إلى تقنيات عالية مثل السينما والدراما (كادرات وصور وخلفيات)، مشيرا إلى أنه ليس لديه أي موهبة إخراجية، كما أنه حاول في الكليبات الخروج من معاني الأغنية لشيء مختلف تماما؛ فأخرج كليب لهيفاء وهبي كلماته عاطفية بسيطة وعمله في إطار فرعوني لا يليق بزمن الكليب.  

وأوضح أن تجربته كمخرج كليبات رغم نجاحه فيها إذا وضعت تحت المعايير النقدية يفشل فيها؛ فالكليب عبارة عن تصوير لمعاني الأغنية نفسها.

وأكد الناقد الفني، أن مسلسل آدم، وهو بداية الأعمال الدرامية لمحمد سامي، نجح نجاحا جماهيريا كبيرا، معلقًا: "محمد بيعرف يسوق لنفسه لكن هل يستحق المسلسل هذا النجاح الجماهيري على المستوى الفني، عندنا أزمة في إن ما ينجح جماهيريا ليس بالضرورة أن يكون فوق النقد، ونقيس على ذلك جميع أعمال محمد سامي".

وأضاف أن محمد سامي حقق نجاحا مهولا في الأسطورة والبرنس ونسل الأغراب، والنجاح الجماهيري ليس معيارا لجودة العمل، متمنيا أن يستفيد سامي من فترة إيقافه ويراجع نفسه ويدرس إخراج بشكل قوي ويتابع "الناس شغاله ازاي"، لافتا أن شكل الصورة الدرامية تغير عند الجميع باستثناء "سامي"، متابعا: "عنده قصور كبير في فهم تقنيات العمل الفني مثل توظيف الديكور والإضاءة والموسيقى التصويرية التي يفرط في استخدامها كنوع من اللعب على عواطف المشاهد، وهو متأثر جدا بالماضي؛ ففي مسلسل آدم استعان بياسر عبد الرحمن لعمل موسيقى تصويرية ما ساهم في نجاح المسلسل؛ فلابد أن يكون على دراية بكيفية توظيف هذه العوامل وليس الإفراط فيها".

وعن نجاح أعمال محمد سامي جماهيريا، أكد أنه يعتمد على "الشعبوية" في أعماله "بيعمل خلطة تعجب الجمهور وهي الخلط بين الخير والشر فيقدم صورة الرجل الخير تماما والشرير تماما وهذا غير موجود على أرض الواقع، مفيش ملاك تام ولا شرير تام ومع الوقت هيتراجع عن هذه الفكرة ويكون مسارا للسخرية".

وأشار "الزلباني" إلى أن مسلسل لؤلؤ، والذي كان سامي مشرفا على كتابته وإخراجه كان انتشاره شيئًا مريبا لأن المسلسل بطله «مش نجم كي» ينتشر هذا الانتشار، ما دفع البعض إلى الترويج بأن محمد سامي يمتلك لجانا إلكترونية ساعدت على انتشار المسلسل.