السبت 20 ابريل 2024

الطائرات الورقية كابوس يؤرق الإسكندرية.. وخبير إدارة محلية: لعبة قاتلة

طائرة ورقية

محافظات16-6-2021 | 01:36

جميلة حسن

ما أن يهل فصل الصيف، حتى تشاهد الطائرات الورقية تحلق في سماء الإسكندرية، وهو الأمر الذي أصبح خطيرًا ولا بد من ردعه بحزم، حيث وقعت العديد من الحوادث في 2020، بسبب استخدام الطائرات الورقية.

ودفعت هذه الحوادث اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية لإصدار قرار رقم 496، والذي يقضي بحظر استخدام الطائرات الورقية على الكورنيش وتوقيع غرامة مالية لا تقل عن 300 جنيه ولا تزيد عن 1000 جنيه على المخالف أو الولي الطبيعي له في حال عدم تجاوزه الثامنة عشر عامًا.

ولم يكن هذا القرار هو الأول في حظر الطائرات الورقية، بل جرمتها القوانين سابقًا، ففي عام 1906 أصدرت الحكومة المصرية قانون يجرم عدد من الألعاب الشعبية، بما في ذلك الطائرات الورقية لما تسببه من حوادث.

وما أن يأتي فصل الصيف حتى تزيد المخاوف من وقوع حوادث بسبب استخدام الطائرات الورقية، لاسيما للأطفال.

يقول الدكتور حمدي عرفة، أستاذ الإدارة المحلية بالجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا، إن أول ظهور للطائرات الورقية كان في الصين منذ أكثر من 2400 عام حين قام مزارع صيني بربط قبعته بخيط لكي لا تطير، ثم ظهرت في اليابان في القرن الثالث عشر، وظهرت في أوروبا في نهاية القرن السابع عشر، وبعد ذلك بدأت تظهر في دول الجزيرة العربية، ثم في شمال أفريقيا.

وكانت تستخدم قديمًا في التجسس، وأيضًا صيد الأسماك، والأرصاد الجوية لقياس تغيرات درجة الحرارة.

وأضاف أن الطائرات الورقية ظاهرة عربية يصنعها الكبار لزيادة الدخل ويلعب بها الأطفال، ويستخدمها الأطفال من ساعة إلى ثلاث ساعات يوميًا، ويصل متوسط سعرها حاليًا إلى 8 دولار عربيًا، و399 دولار في الصين وأوروبا. 

وفي مصر يتراوح سعرها من 50 إلى 600 جنيه حسب الحجم والرسومات، فيما يبدأ ارتفاعها من 120 متر ويصل في المتوسط إلى 750 متر، وتستغرق صناعتها من 50 إلى 130 دقيقة، وارتفاعها يتراوح من 100 إلى 150 سم، ويستخدم البعض بلاستيك خشب ضعيف وجريد النخل.

وأوضح "عرفة" أن هناك زيادة في الطلب على الطائرات الورقية بسبب ارتفاع أسعار ألعاب الأطفال دوليًا، وتراجع الدعم الحكومي لصناعات الألعاب، حيث يصل حجم المستهدف والمتوقع من مبيعات الطائرات الورقية في مصر إلى 6 مليار جنيه، و42 مليار دولار في العالم العربي. 

وأشار "عرفة" إلى أنه مؤخرًا وقعت العديد من الحوادث في العالم العربي، وليست الإسكندرية وحدها، نتيجة اللعب بالطائرات الورقية، ومنها حوادث غرق أطفال في الترع والبحيرات، وسقوط من أعلى الأسطح، والصعق بالكهرباء من خلال تشابكها بالأعمدة، منوها بأن الأطفال في مصر وفلسطين وسوريا ولبنان والسودان يتصدرون المشهد.

وأكد "عرفة" أنه لابد من تنظيم صناعة الطائرات الورقية، وأيضًا تحديد استخدامها في أماكن معينة مثل النوادي ومراكز الشباب والحدائق، حيث يصنعها الأفراد ذاتيًا بدون أي ضوابط هندسية أو ضوابط للأمان، ويتم استخدامها في أماكن عامة مزدحمة غير آمنة وفوق الأسطح في المناطق العشوائية.

ولفت "عرفة" إلى أن هناك عدة جهات مسئولة عن تنظيم صناعة وشراء وبيع الطائرات الورقية وتحديد أماكن لاستخدامها، وهم المحافظين بحكم قانون المحليات، ووزارة الصناعة والتجارة للتفتيش على هذه الصناعات، ورؤساء الأحياء والمدن، بالتعاون مع شرطة المرافق لملاحقة الباعة الجائلين بدون ترخيص، والغرف التجارية، فالمسئولية مشتركة بين هذه الجهات.

وأضاف أن قرار حظر استخدامها لم يقلل من انتشارها في الأحياء الفقيرة، وهو الأمر الذي يحتاج لتدخل منظمات المجتمع المدني وجمعيات الطفل الأهلية لدعم الأطفال، ويبرز أيضًا دور الحكومة في تطوير مراكز ونوادي الشباب ودعم صناعة ألعاب الأطفال.