الخميس 18 ابريل 2024

أحمد ناجي قمحة: مصر استعادت ريادتها من خلال مؤسسات الدولة العميقة.. وزيارة مدبولي تدعم استقرار ليبيا (خاص)

أحمد ناجي قمحة.

أخبار20-4-2021 | 21:51

أشرف سلام

عُقدت، مساء اليوم الثلاثاء، في العاصمة الليبية طرابلس، مباحثات موسعة ترأسها رئيسا الحكومة المصرية الدكتور مصطفى مدبولي، وحكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، بحضور الوفدين الوزاريين وعدد من كبار المسئولين في البلدين.

وعن أهمية زيارة رئيس الوزارء المصري إلى ليبيا في هذا التوقيت، قال الكاتب الصحفي أحمد ناجي قمحة، رئيس تحرير مجلة السياسة الدولة، في تصريحات خاصة لبوابة «دار الهلال»: "إن زيارة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إلى ليبيا في هذا التوقيت تأتي في إطار دعم واهتمام مصر لاستقرار ليبيا، ولمساندة حكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبدالحميد الدبيبة".

وتابع «قمحة»: "زيارة مدبولي في هذا التوقيت إلى ليبيا تأتي بعد انتخاب حكومة الوحدة الوطنية الليبية، والتي تدعمها مصر لتسوية الأزمة الليبية سلميًا، ودعم استقرار وتنمية ليبيا".

 

وأكّد رئيس تحرير مجلة السياسة الدولة أن الدولة المصرية تدعم الأمن والاستقرار في ليبيا، وتدرك جيدًا أن استقرار ليبيا يصب في مصلحة الأمن القومي المصري، واستقرار الداخل المصري ودعم جهود التنمية الاقتصادية في البلدين.

 

وأشار أحمد ناجي قمحة إلى أن مصر تلعب دورًا محوريًا من خلال مؤسساتها في المنطقة، وتقود الجهود الرامية إلى الاستقرار في ليبيا، لافتًا إلى اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بدعم ليبيا، ودور مصر الكبير في الوصول إلى استقرار نسبي في ليبيا.

 

وقال «قمحة»: "مصر تركت دورها الريادي في المنطقة عقب 25 يناير 2011، ونجحت منذ 2014 في استعادة دورها الدولي والإقليمي والحفاظ على أمنها القومي وخاصة في ملف مياه النيل، وهذا النجاح جاء بعد استعادة الدولة المصرية العميقة لمؤسساتها".

 

ولفت أحمد ناجي قمحة إلى أن مصر لها ثقل إقليمي ودولي ودور فعال في محاربة الإرهاب، مؤكدًا أن هذا يأتي من خلال تعاون الأجهزة الأمنية والمعلوماتية مع وزارة الخارجية المصرية في سبيل حفاظ مصر على ريادتها الإقليمية، واستقرارها الداخلي.

 

وقال «قمحة» إن الرئيس عبدالفتاح السيسي يدرك أهمية استقرار ليبيا، واتخذ خطوات كثيرة للحفاظ على وحدة الأراضي الليبية ومقدرات الشعب الليبي، مؤكدًا أن مصر لن تترك ليبيا فريسة للإرهاب.

وكان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أعرب خلال لقاء الدبيبة، عن سعادته والوفد الوزاري رفيع المستوى المرافق له، عن تواجدهم اليوم على أرض ليبيا الشقيقة، كما نقل تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وتمنياته للأشقاء في ليبيا؛ حكومة وشعبا بالتوفيق في هذه الفترة الفارقة من تاريخ ليبيا الشقيقة.

وأشار رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه نقل رسالة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة تؤكد فحواها دعم مصر؛ قيادة وحكومة وشعباً، للدولة الليبية خلال هذه المرحلة المهمة، وحرصها على دعم ومساندة كافة المؤسسات الليبية في تحقيق المصالحة الوطنية والوصول إلى وحدة الأراضي الليبية بالكامل وتحقيق التنمية والرخاء للشعب الليبي.

 

وفي ذات السياق، أكد عبدالحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية على أن حكومته تعمل خلال هذه المرحلة على إعادة ليبيا إلى مرحلة الاستقرار، التي ستستعيد بها مكانتها الإقليمية والدولية، وستنتهي بإجراء انتخابات وطنية نزيهة تتميز بالشفافية التامة، تبدأ معها مرحلة تنمية حقيقية، مشيرا إلى أن أحد أهم الإيجابيات التي أتت مع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الليبية، هو أن ليبيا بدأت في استعادة علاقاتها الطبيعية مع الدول الشقيقة والصديقة.

وأضاف: إننا ندرك يقينا أن انتهاء حالة الانقسام والنزاع في ليبيا سيسهم بشكل كبير في استقرار المحيط العربي والإفريقي، وفي هذا الصدد نُثمن، بشكل كبير، الدور المصري في تعزيز ودعم الحوار السياسي، وإيجاد حل شامل للأزمة الليبية، ونتطلع إلى أن تستمر مصر في دورها الحالي مع باقي دول المنطقة؛ للمساعدة على تحقيق استقرار ليبيا وأمنها، في الحاضر والمستقبل؛ لأن هذا يوفر مجالات واسعة للتعاون المشترك بين بلدينا وشعبينا الشقيقين، في إطار دورنا في إرساء وتعزيز قواعد العمل المشترك البناء الذي يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين، فلدى البلدين خبرات كبيرة للتعاون المشترك في مجالات متعددة، منها تنمية الموارد البشرية، والتجارة، والبناء، والاستثمار، والخدمات؛ بما يعود بالنفع على الجميع.

وأشار رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية إلى أنه ستتم ترجمة نتائج هذا الاجتماع إلى خطوات فعلية تتضمن توقيع عدد من الاتفاقيات، تشمل ثلاث اتفاقيات في مجال الكهرباء، وثلاث اتفاقيات في مجال الاتصالات والتعاون التقني والفني، واتفاقية واحدة في كل من مجالات: الصحة والقوى العاملة والبنية التحتية والنقل والاستثمار، موضحا أن هذه الاتفاقيات ستؤذن ببدء مرحلة جديدة من الشراكة بين البلدين، وإلى جانب هذه الاتفاقيات نحتاج إلى تعزيز العمل الدبلوماسي بين البلدين من خلال إعادة افتتاح السفارة المصرية في طرابلس، وإعادة الرحلات المباشرة بين المطارات الليبية والقاهرة؛ لكي يتمكن الطلاب ورجال الأعمال وجميع المواطنين من البلدين من التنقل بسهولة ويسر.