الخميس 25 ابريل 2024

«يا ريت »

مقالات20-10-2021 | 20:02

نعمل ما نحب كي نبدع فيه

الحقيقة يوجد فرق كبير جدا بين أنك تعمل أي عمل لمجرد إرضاء أهلك أو تأمين مصاريفك، وبين أنك تعمل عملا تحبه وتتقنه، فكلنا تضطرنا الظروف أحيانا لأن نقوم ببعض الأعمال حتى نضمن مستوى معيشة مناسب أو نحقق أحلام أهلنا فينا، والنتيجة أننا نعمل بلا روح، وغالبا لا نبدع فى هذا العمل ولا نصل لمكانة مرموقة فيه.


وعلى العكس تماما نجد أنفسنا فى منتهى السعادة عندما نمارس عمل نهواه ونتقنه، وكأننا وجدنا أنفسنا التي كنا دوما نبحث عنها، نجد أنفسنا ننجح ونتقدم ونبهر الآخرين بمنتهى السهولة.


فمشكلة معظم شبابنا اليوم أنهم يخضعون لرغبات الأهل وقرار مكتب التنسيق، مما يؤدي إلى أنهم يقومون بأعمال لا يحبونها ولا يشعرون بذاتهم وكيانهم فيها، فنجد مثلًا أطباء كثيرين غير ناجحين فى مهنة الطب، وبعضهم يمارس بعض المهن الأخرى كالتمثيل أو الكتابة أو غيرها، ولكنهم اضطروا لدراسة الطب لأن آباءهم أطباء ويرغبون أن يكون أبناءهم امتداد لهم. 


نجد مهندسين ومحاسبين.. إلخ، لا يمارسون مهنتهم وبعضهم يفتحون مشروعات خاصة بعيدة عن مجال دراستهم تمامًا.


وأعتقد أننا يجب أن نعيد النظر فى موضوع التنسيق، يجب أن يكون لهوايات الشباب العامل الأساسي فى اختيارهم للدراسة فى بعض الكليات وليس على أساس المجموع فقط، ويجب أيضا على الأهل أن يتركوا لأولادهم حرية الاختيار فى تحديد مجال دراستهم ومستقبلهم إذا رغبوا فى رؤية أولادهم ناجحين وسعداء، مع ضرورة معرفة هوايات أبنائهم منذ الصغر ودعم هذه المواهب وتنميتها.


ودعونا نضرب مثالا يحتذى به وهو النجم العالمي محمد صلاح، الفرعون المصري الذي وصل للعالمية فى مجال كرة القدم، فمن قرية مصرية بسيطه وشاب بسيط جدًا إلى الاحتراف بإنجلترا ونجم يُشار إليه بالبنان، ويقف فى استقباله ولي عهد إنجلترا وزوجته، والحقيقة لولا إيمان أهله بموهبته وسعيهم لما وصل لهذه المكانة، فموهبته وصلت به لأعلى درجات النجاح وجلبت له المال والشهرة وحب الناس . 


لذلك اتركوا أولادكم يحلمون ويصنعون مستقبلهم بأنفسهم ادعموا مواهبهم وساندوهم حتى يصلوا لأعلى مراتب النجاح، وتذكروا أنه ليست العبرة أن يصبح أولادكم أطباء ومهندسين ومحاسبين مثلكم، بل العبرة فى أن يكونوا أنفسهم وأن يحققوا ذاتهم ويشعرون بالرضا والسعادة، فأول درجه بسلم النجاح هو أن نعمل ما نحب ونتقنه.

 

Dr.Randa
Dr.Radwa