الخميس 25 ابريل 2024

قمة فيشجراد ورؤية مصرية لحقوق الإنسان

مقالات17-10-2021 | 13:12

حملت كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسى في قمة فيشجراد المنعقدة في النصف الأول من أكتوبر الجارى (2021) بالعاصمة المجرية بوادبست، رؤية مصرية جلية في مجال حقوق الانسان، إذ أكد الرئيس في بداية كلمته على ضرورة تغيير نظرة الدول الأوروبية إلى ما يحدث في مصر لتتسق هذه النظرة مع الواقع الراهن، فقد أشار إلى ذلك بأنه "على أصدقائنا الأوروبيين تفهم حقيقة ما يحدث في مصر، نحن قيادة تحترم شعبها وتحبه وتسعى من أجل تقدمه".

هذه هي الحقيقة التي يجب ان يفهمها الجميع وليس فقط الأوروبيون، أن مصر بها قيادة وطنية جاءت بإرادة شعبية، تعمل هذه القيادة انطلاقا من البحث عن مصلحة هذا الشعب وتحقيق تطلعاته وطموحاته، وأنه لا مجال للمزايدة على ما تقوم به هذه القيادة في تحمل مسئولية أكثر من مائة مليون مواطن، وهو ما أكده الرئيس بشكل صريح حينما أضاف في كلمته أننا: "لا نحتاج إلى أحد يقول لنا معايير حقوق الإنسان عندكم فيها تجاوز.. لا.. أنا مسئول عن 100 مليون نفس والحفاظ عليهم.. وهذا أمر ليس باليسير.. المجر فيها 10 مليون مواطن.. هولندا فيها 40 مليون مواطن ومصر فيها 100 مليون"، فمثل هذه المقارنة البسيطة توضح حجم المسئولية وضخامتها وكيفية العمل على تحملها في ظل موارد محدودة وتحديات متعاظمة وتهديدات متزايدة، ورغم ذلك نجحت الدولة المصرية على مدار السبع سنوات الأخيرة في تحقيق إنجازات غير مسبوقة ونجاحات متعددة، اثبتت كما أشار الرئيس أن الدولة توفر حياة كريمة لمواطنيها.

 

ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل كانت رسائل الرئيس خلال القمة أيضا مؤكد على أن التحديات غير قاصرة على الداخل المصري فقط، بل تستضيف مصر ما يزيد عن ستة ملايين لاجئ افريقى فقط إلى جانب اللاجئين من مناطق الصراع في المنطقة العربية، وهو ما رفضه الرئيس في ان يطلق على هؤلاء لفظ اللاجئين وإنما استخدم مصطلحا يعبر عن الإنسانية في سياسة مصر وهو الضيوف، فأكد على أن مصر تُكرم الضيف من خلال توفير كل سبل المعيشة لجميع الضيوف المقيمين على أراضيها، مؤكدا أيضا على أنه لا يوجد مركب واحد هجرة غير شرعية خرج من مصر.

ما نود أن نؤكد عليه هو أن الملف الحقوقى المصرى يجب ان يتم وضعه في صورته الصحيحة ومكانته اللائقة بانجازاته ونجاحاته بعيدا عن الخطابات المسيسة والاجندات المستترة التي تهدف إلى تعطيل ما تحقق تحت حجج واهية وادعاءات باطلة.

 

مصر بما حققته على مدار السنوات السبع الماضية تمثل نموذجا لبناء الدول ما بعد الإرهاب الذى حاول أن يفكك مؤسساتها ويهدم بيوتها ويشرد شعبها، فكانت ثورة الثلاثين من يونيو 2013 المنقذ للدولة المصرية والعبور بها إلى بر الأمان مع تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى السلطة في يونيو 2014، متخذا الواقع تحديا لإرادة شعب قدم التضحيات من أجل رفاهيته وكرامته، وقد استعادها اليوم بعد سبع سنوات من العمل والتضحية لبناء وطن يليق بنا جميعا.

Dr.Randa
Dr.Radwa