الأربعاء 24 ابريل 2024

حلم‭ ‬الشعوب

مقالات9-10-2021 | 21:25

ماذا‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يقرر‭ ‬الرئيس‭ ‬محمد‭ ‬أنورالسادات‭ ‬الاتجاه‭ ‬نحو‭ ‬السلام‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬وهو‭ ‬القائد‭ ‬المنتصر‭ ‬في‭ ‬ملحمة‭ ‬عسكرية‭ ‬أبهرت‭ ‬العالم‭ ‬وأسقطت‭ ‬غرور‭ ‬وصلف‭ ‬العدو‭ ‬وأسطورته‭ ‬المزعومة‭..‬ ماذا‭ ‬لو‭ ‬استسلم‭ ‬السادات‭ ‬للمفاهيم‭ ‬والأدبيات‭ ‬المستقرة‭ ‬آنذاك..‭‬ وخشي‭ ‬من‭ ‬أفكار‭ ‬المرتعشين‭ ‬والمحنطين‭ ‬والمرجفين؟.. ‬والسؤال‭ ‬المهم‭..‬ هل‭ ‬خسرت‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬قرار‭ ‬السلام‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل أم‭ ‬ربحت‭ ‬كثيراً؟

ما‭ ‬هو‭ ‬الثمن‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬ستدفعه‭ ‬مصر‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تتخذ‭ ‬قرار‭ ‬السلام‭ ‬بعد‭ ‬النصر‭ ‬العظيم‭..‬ فالحقيقة‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتخذ‭ ‬السادات‭ ‬قرار‭ ‬السلام‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬معطيات‭ ‬الواقع‭ ‬والمستقبل‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬تكلفة‭ ‬باهظة‭ ‬من‭ ‬دماء‭ ‬وأرواح‭ ‬المصريين‭..‬ واستنزاف‭ ‬موارد‭ ‬وثروات‭ ‬وأموال‭ ‬البلاد‭ ‬على‭ ‬الحرب‭..‬ لأنه‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬السلام‭ ‬لكانت‭ ‬هناك‭ ‬جولات‭ ‬قادمة‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استعادة‭ ‬وتحرير‭ ‬باقي‭ ‬الأرض‭.‬
هل‭ ‬حققت‭ ‬مصر‭ ‬أهدافها‭ ‬بالاتجاه‭ ‬نحو‭ ‬السلام‭..‬ بكل‭ ‬يقين‭ ‬حققت‭ ‬أهدافها‭ ‬بما‭ ‬يفوق‭ ‬كل‭ ‬التوقعات‭ ‬واستعادت‭ ‬كامل‭ ‬الأرض‭ ‬بالسلام‭ ‬والتحكيم‭ ‬الدولي‭ ‬وهو‭ ‬مسار‭ ‬مخالف‭ ‬ومغاير‭ ‬للحرب‭ ‬والصراع‭ ‬تماماً‭.‬
والسؤال‭ ‬المهم‭ ‬أيضا‭ ‬هل‭ ‬انتقص‭ ‬اتجاه‭ ‬مصر‭ ‬نحو‭ ‬السلام‭ ‬من‭ ‬قدرها‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬حققت‭ ‬النصر‭ ‬الساحق‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭..‬ واتجهت‭ ‬إلى‭ ‬سلام‭ ‬الأقوياء‭ ‬والمنتصرين‭..‬ لقد‭ ‬اتخذت‭ ‬قرارها‭ ‬من‭ ‬موقف‭ ‬قوة‭ ‬وشموخ‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬أو‭ ‬استعطاف‭..‬ وهو‭ ‬ما‭ ‬رفضته‭ ‬قبل‭ ‬الحرب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬كرامتها‭ ‬واستعادة‭ ‬ورد‭ ‬لاعتبار‭ ‬المقاتل‭ ‬المصري‭ ‬الذي‭ ‬أبهر‭ ‬العالم‭.‬
قرار‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭ ‬التاريخي‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬نحو‭ ‬السلام‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬لم‭ ‬يدرك ‭‬‮«‬عبقريته» ‬‭‬وتفرده‭ ‬البعض‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬40‭ ‬عاماً‭ ‬ليدرك‭ ‬عظمة‭ ‬السادات‭ ‬وكونه‭ ‬سبق‭ ‬فكره‭ ‬عصره‭ ‬في‭ ‬رؤيته‭ ‬واستشرافه‭ ‬للمستقبل‭..‬ وحرصه‭ ‬على‭ ‬وطنه‭ ‬وشعبه‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬القوة‭ ‬والنصر‭..‬ وكم‭ ‬وفر‭ ‬السادات‭ ‬من‭ ‬الدماء‭ ‬والأرواح‭ ‬والموارد‭ ‬والثروات‭..‬ وكيف‭ ‬استعاد‭ ‬كامل‭ ‬الأرض‭ ‬دون‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى ‬حرب‭ ‬أخرى‭..‬ وماذا‭ ‬استفادت‭ ‬المنطقة‭ ‬بأسرها‭ ‬من‭ ‬قرار‭ ‬السلام‭.‬
يستحق‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭ ‬التحية‭ ‬والاحترام‭ ‬والخلود‭ ‬كقائد‭ ‬عظيم‭ ‬وطني‭ ‬شريف‭ ‬أدرك‭ ‬معطيات‭ ‬حاضره‭ ‬وملامح‭ ‬المستقبل‭..‬ فاتخذ‭ ‬القرار‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يخطر‭ ‬على‭ ‬بال‭ ‬أحد‭..‬ ولم‭ ‬يتوقعه‭ ‬الجميع‭ ‬بثقة‭ ‬وشموخ‭ ‬وحفاظا‭ ‬على‭ ‬الإنسانية‭ ‬وترسيخاً‭ ‬للبناء‭ ‬والسلام‭ ‬والخير‭ ‬والازدهار‭ ‬والاستقرار..‭ ‬ولم‭ ‬يستسلم‭ ‬لدعوات‭ ‬وهجوم‭ ‬المتشنجين‭ ‬من‭ ‬فاقدي‭ ‬البصر‭ ‬والبصيرة‭ ‬‭ ‬والرؤية‭ ‬الثاقبة‭ ‬‭.‬
والسؤال‭ ‬المهم‭ ‬أيضاً‭ ‬هل‭ ‬يكره‭ ‬الإنسان‭ ‬السلام‭ ‬والبناء‭ ‬والخير‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار؟
وهل‭ ‬تستهويه‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات‭ ‬والقتل‭ ‬والدماء‭ ‬والخراب‭ ‬والدمار‭ ‬وإهدار‭ ‬ثروات‭ ‬وموارد‭ ‬الأوطان‭ ‬في‭ ‬حروب‭ ‬لا طائل‭ ‬منها..‭ ‬ولماذا‭ ‬تتجمد‭ ‬العقول‭ ‬وتصر‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬واحد‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬طرق‭ ‬ومسارات‭ ‬أخرى‭ ‬تحفظ‭ ‬حقوق‭ ‬الأوطان‭ ‬بالكامل‭ ‬بكرامة‭ ‬وشموخ‭ ‬وتقدير‭..‬ وتوفر‭ ‬الدم‭ ‬والأرواح‭ ‬والأموال‭ ‬التي‭ ‬تستفيد‭ ‬بها‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والعمران‭ ‬والازدهار‭ ‬والاستقرار؟
هل‭ ‬أضيرت‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬قرار‭ ‬السادات‭ ‬بالسلام‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل؟‭..‬ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬بل‭ ‬ضربت‭ ‬بحجر‭ ‬واحد‭ ‬عشرات‭ ‬العصافير‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬المثل‭ ‬الشعبي‭ ‬وأنجزت‭ ‬أهدافها‭ ‬واستعادت‭ ‬كامل‭ ‬أراضيها‭ ‬وحقوقها‭ ‬وقرأت‭ ‬الواقع‭ ‬والمستقبل‭ ‬بشكل‭ ‬عبقري‭ ‬واستفادت‭ ‬من‭ ‬مواردها‭ ‬وثرواتها‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المستقبل‭ ‬للأجيال‭ ‬وحافظت‭ ‬على‭ ‬أرواح‭ ‬ودماء‭ ‬أبنائها‭.‬
ماذا‭ ‬يستفيد‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬بدائل‭ ‬منها‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬ضرورة‭ ‬حتمية‭ ‬للحرب؟‭..‬ وماذا‭ ‬جلبت‭ ‬الصراعات‭ ‬والحروب‭ ‬الطاحنة‭ ‬للعالم‭ ‬والمنطقة‭ ‬ألم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬وسائل‭ ‬أخرى‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬الجميع‭.‬
الإنسان‭ ‬بطبعه‭ ‬يميل‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ‬والعيش‭ ‬في‭ ‬أمان‭ ‬واستقرار‭..‬ يتوق‭ ‬دائما‭ ‬إلى‭ ‬البناء‭ ‬والرخاء‭ ‬والازدهار‭ ‬والتعمير‭ ‬ويكره‭ ‬الخراب‭ ‬والدمار‭ ‬والدماء‭ ..‬لذلك‭ ‬فنحن‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تفكير‭ ‬خارج‭ ‬الصندوق‭..‬ وخروج‭ ‬على‭ ‬المفاهيم‭ ‬والأدبيات‭ ‬المستقرة‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬حائلا‭ ‬دون‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬بالسلام‭ ‬والتفاوض‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬والدمار‭ ‬والخراب‭ ‬التي‭ ‬تطال‭ ‬الجميع‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬الاتجاه‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ‬يحقق‭ ‬أهداف‭ ‬الأوطان‭ ..‬وطالما‭ ‬أنها‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬وشموخ‭ ‬تبحث‭ ‬عن ‬المصالح‭ ‬والمكاسب‭ ‬والسيادة‭ ‬دون‭ ‬المساس‭ ‬أو‭ ‬خدش‭ ‬الكرامة‭ ‬الوطنية‭ ‬أو‭ ‬الانتقاص‭ ‬من‭ ‬قدر‭ ‬الأوطان‭..‬ وهذا‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭ ‬الذي‭ ‬اتجه‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ‬من‭ ‬موقف‭ ‬الأقوياء‭ ‬المنتصرين‭.‬
الحقيقة‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬حل‭ ‬لمشاكل‭ ‬وأزمات‭ ‬المنطقة‭ ‬المضطربة‭ ‬التي‭ ‬نعيش‭ ‬فيها‭ ‬إلا‭ ‬بكسر‭ ‬وتجاوز‭ ‬المفاهيم‭ ‬والأدبيات‭ ‬المستقرة‭..‬ فنحن‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬حلم‭ ‬الشعوب‭ ‬واستعادة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلام‭ ‬والتعاون‭ ‬للمنطقة‭..‬ بدلاً‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬والنزاعات‭ ‬والصراعات‭..‬ حتى‭ ‬يتفرغ‭ ‬الجميع‭ ‬للبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والازدهار‭ ‬لمصالح‭ ‬الشعوب‭.‬
نحتاج‭ ‬رؤية‭ ‬وعملًا‭ ‬فريدًا‭ ‬يتجاوز‭ ‬كل‭ ‬الأفكار‭ ‬المتجمدة‭..‬ والمفاهيم‭ ‬والأدبيات‭ ‬النمطية‭ ‬والمستقرة‭ ‬ليعم‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والبناء‭..‬ هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬أو‭ ‬الطرح‭ ‬أو‭ ‬المبادرة‭ ‬تجمع‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬طالما‭ ‬تتحقق‭ ‬أهدافها‭ ‬المشروعة‭ ‬ومصالحها‭ ‬ليسود‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬وبالتالي‭ ‬البناء‭ ‬والتعاون‭ ‬والمصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬لخير‭ ‬الشعوب‭ ‬وهذا‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬ومنتهى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الإنسانية‭ ‬وإزالة‭ ‬معاناة‭ ‬وكلفة‭ ‬الصراعات‭ ‬والاحتراب‭ ‬سواء‭ ‬المادية‭ ‬أو‭ ‬البشرية‭.‬
هل‭ ‬يضير‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬أن‭ ‬تتجه‭ ‬للسلام‭..‬ وتتخلى‭ ‬عن‭ ‬الصراعات‭ ‬والنزاعات‭ ‬والحروب‭ ‬والمواجهات‭ ‬العسكرية‭ ..‬هل‭ ‬تتبدل‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬لتقوم‭ ‬على‭ ‬السلام‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭.. ‬والسؤال‭ ‬أيضا‭ ‬هل‭ ‬استفادت‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬والنزاع‭ ‬والاحتراب‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‭ ..‬وهل‭ ‬طريق‭ ‬السلام‭ ‬يضيرها‭ ‬في‭ ‬شيء‭ ..‬أن‭ ‬العرب‭ ‬جنحوا‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ..‬وطرحوا‭ ‬مبادرتهم‭.. ‬ومصر‭ ‬تبذل‭ ‬جهودا‭ ‬متواصلة‭ ‬ومستمرة‭ ‬لاستئناف‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭.‬
ما‭ ‬شكل‭ ‬المنطقة‭ ‬إذا‭ ‬اتجهت‭ ‬دولها‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭..‬ وأنهت‭ ‬عقوداً‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬والصراعات‭ ‬والنزاعات‭ ‬والمواجهات‭ ‬المسلحة‭..‬ ماذا‭ ‬إذا‭ ‬اعترفت‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬بالحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬للآخرين‭ ‬وأوقفت‭ ‬مسلسلات‭ ‬الأطماع‭ ‬والأوهام‭ ‬والتوسعات‭ ‬واحترمت‭ ‬القوانين‭ ‬والقرارات‭ ‬والمواثيق‭ ‬الدولية‭.‬
بعض‭ ‬الدول‭ ‬تحتاج‭ ‬أن‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬طريق‭ ‬البناء‭ ‬والسلام‭ ‬والأمن‭ ‬صعب‭ ‬فما‭ ‬أسهل‭ ‬الخراب‭ ‬والدمار‭ ‬والدماء‭ ..‬لكن‭ ‬عوائد‭ ‬السلام‭ ‬تفوق‭ ‬أي‭ ‬تصور‭ ‬وخيال‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والرخاء‭ ‬والتقدم‭.‬
المنطقة‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭ ‬فريد‭ ‬يتجاوز‭ ‬المفاهيم‭ ‬والأدبيات‭ ‬المستقرة‭..‬ ويخالف‭ ‬عقائد‭ ‬المتشنجين‭ ‬وأصحاب‭ ‬النظرة‭ ‬العقيمة‭ ‬والأفكار‭ ‬البالية‭ ‬وسماسرة‭ ‬الصراعات‭ ‬وتجار‭ ‬الحروب‭..‬ في‭ ‬اعتقادي‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬بدورها‭ ‬وثقلها‭ ‬ومكانتها‭ ‬وقوتها‭ ‬ومصداقيتها‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تعيد‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة‭..‬ فجُل‭ ‬السياسات‭ ‬المصرية‭ ‬وعلاقاتها‭ ‬الدولية‭ ‬يدعو‭ ‬ويرسخ‭ ‬السلام‭ ‬والتفاوض‭.. ‬ويقصي‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات‭ ‬إيمانا‭ ‬بأنها‭ ‬لا‭ ‬تفضي‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬نتائج‭ ‬سوى‭ ‬الخراب‭ ‬والدمار‭ ‬وإهدار‭ ‬الثروات‭ ‬واستنزاف‭ ‬موارد‭ ‬الشعوب‭ ‬وضياع‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يستغل‭ ‬في‭ ‬البناء‭.‬
‭‬مصر‭ ‬لديها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬المفاهيم‭ ‬والأدبيات‭ ‬المستقرة‭ ‬والمتحجرة‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬وشرف‭ ‬لجمع‭ ‬شتات‭ ‬المتصارعين‭ ‬على‭ ‬موائد‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬وإنهاء‭ ‬الصراعات‭ ‬والنزاعات‭ ‬والخلافات‭..‬ تستطيع‭ ‬القاهرة‭ ‬أن‭ ‬تقود‭ ‬أمة‭ ‬العرب‭ ‬إلى‭ ‬إرساء‭ ‬قواعد‭ ‬للسلام‭ ‬بين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والإسرائيليين‭ ‬وتجنب‭ ‬الصراعات‭ ‬والمواجهات‭ ..‬تستطيع‭ ‬بقدرتها‭ ‬ومصداقيتها‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬الجميع‭ ‬وتحظى‭ ‬بدعم‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬يثق‭ ‬فيها‭ ‬وفي‭ ‬توجهاتها‭ ‬وما‭ ‬يحققه‭ ‬السلام‭ ‬ليس‭ ‬لدول‭ ‬وشعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬فحسب‭ ‬ولكن‭ ‬للعالم‭ ‬أجمع‭ ..‬كما‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬ترسخ‭ ‬ملامح‭ ‬عهد‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬البنّاء‭ ‬وتبادل‭ ‬المصالح‭ ‬والعيش‭ ‬في‭ ‬سلام‭ ‬واستقرار‭ ‬واحترام‭ ‬متبادل‭.‬
ماذا‭ ‬لو‭ ‬تم‭ ‬حل‭ ‬مشاكل‭ ‬وأزمات‭ ‬المنطقة‭..‬ وفي‭ ‬القلب‭ ‬منها‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وقضية‭ ‬‮ «‬سد‭ ‬النهضة‮»‬‭..‬ والوصول‭ ‬إلى‭ ‬حلول‭ ‬ترضي‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬القوانين‭ ‬والقرارات‭ ‬والشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬أواصر‭ ‬التقارب‭ ‬والتعاون‭ ‬والتعايش‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إرساء‭ ‬البناء‭ ‬والسلام‭ ‬ومنطقة‭ ‬بلا‭ ‬نزاعات‭ ‬أو‭ ‬صراعات‭ ‬فالاعتراف‭ ‬بحقوق‭ ‬الآخرين‭ ‬والتجاوب‭ ‬مع‭ ‬السلام‭ ‬سيعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬بما‭ ‬يفوق‭ ‬التوقعات‭.‬
في‭ ‬اعتقادي‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬دائما‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬المشهد‭..‬ وتبنى‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬وتجاوز‭ ‬المفاهيم‭ ‬والأدبيات‭ ‬المستقرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خيال‭ ‬سياسي‭ ‬شريف‭..‬ والتحليق‭ ‬فوق‭ ‬المستقبل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬سلام‭ ‬قوي‭ ‬يدعم‭ ‬البناء‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬لكافة‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭.‬
القيادة‭ ‬المصرية‭ ‬تتمتع‭ ‬بنبل‭ ‬ونفاذ‭ ‬وثقة‭ ‬الجميع‭ ‬لما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬شرف‭ ‬ومصداقية‭ ‬وانحياز‭ ‬واختيار‭ ‬واضح‭ ‬للمبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬الخاصة‭ ‬بالسلام‭ ‬والبناء‭ ‬والتعمير‭ ‬والخير‭ ‬هذه‭ ‬القدرة‭ ‬تتيح‭ ‬لها‭ ‬باطمئنان‭ ‬قيادة‭ ‬المشهد‭ ‬الذي‭ ‬تحلم‭ ‬به‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬والشموخ‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬دعم‭ ‬ورعاية‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬ثقة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬وقيادتها‭ ‬وما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬شرف‭ ‬وصدق‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬والقرار‭ ‬خارج‭ ‬الصندوق‭ ‬ورسم‭ ‬لملامح‭ ‬منطقة‭ ‬جديدة‭ ‬وعالم‭ ‬جديد‭ ‬يسوده‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬والاستقرار‭.‬
مصر‭ ‬عودتنا‭ ‬دائماً‭ ‬أن‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬الخير‭ ‬والسلام‭ ‬والازدهار‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬علاقات‭ ‬الدول‭ ‬ومصائر‭ ‬الشعوب‭ ‬وتوفير‭ ‬التكلفة‭ ‬الباهظة‭ ‬التي‭ ‬تنتج‭ ‬عن‭ ‬الصراعات‭ ‬والنزاعات‭ ‬والاحتراب‭ ‬ليحل‭ ‬التفاهم‭ ‬والتوافق‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬التناحر‭ ‬واستنزاف‭ ‬الأرواح‭ ‬والثروات‭.‬
مصر‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬حلم‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭..‬ فهي‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لأزمات‭ ‬مثل‭ ‬ليبيا‭ ‬والعراق‭ ‬وسوريا‭ ‬واليمن‭ ‬وإعادتها‭ ‬إلى‭ ‬الحضن‭ ‬العربي‭ ‬وأيضاً‭ ‬استدعاء‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والبناء‭ ‬والاستقرار‭ ‬فيها‭ ..‬قادرة‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬صياغة‭ ‬جديدة‭ ‬للمنطقة‭ ‬لتتمتع‭ ‬دولها‭ ‬وشعوبها‭ ‬بالسلام‭ ‬والبناء‭.‬
مصر‭ ‬مؤهلة‭ ‬وبجدارة‭ ‬ومن‭ ‬منطلق‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬والشرف‭ ‬أن‭ ‬ترسم‭ ‬مستقبلا‭ ‬جديدا‭..‬ وترسخ‭ ‬اختيارها‭ ‬النابع‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬والثقة‭ ‬والشموخ‭ ‬وهو‭ ‬السلام‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الأمن‭ ‬والبناء‭..‬ وتحقق‭ ‬أهدافها‭ ‬ودول‭ ‬المنطقة‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬مصالحها‭ ‬وتستطيع‭ ‬أن‭ ‬تفاجئ‭ ‬وتبادر‭ ‬بما‭ ‬يجنب‭ ‬المنطقة‭ ‬ويلات‭ ‬الصراعات‭ ‬والنزاعات‭ ‬لتفتح‭ ‬المنطقة‭ ‬ودولها‭ ‬وشعوبها‭ ‬صفحة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬والمصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬البناء‭ ‬والسلام‭.‬
تحيا مصر

Dr.Randa
Dr.Radwa