الأربعاء 24 ابريل 2024

بالوعى.. مصر بتتغير للأفضل

مقالات8-10-2021 | 20:29

اقتحمت‭ ‬مصر‭ ‬بشجاعة‭ ‬وجرأة‭ ‬ورؤية‭ ‬مشاكلها‭ ‬وأزماتها‭ ‬وتحدياتها‭ ‬التى‭ ‬ورثتها‭ ‬من‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬ونجحت‭ ‬بامتياز‭.. ‬وسطرت‭ ‬أكبر‭ ‬ملحمة‭ ‬بناء‭ ‬وتنمية‭ ‬فى‭ ‬تاريخها‭..‬  ‬واتخذت‭ ‬القرارات‭ ‬الإصلاحية‭ ‬بجسارة‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يقترب‭ ‬منها‭ ‬أحد‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭..‬وآتت‭ ‬ثمارها‭ ‬ونتائجها‭ ‬العظيمة‭.. ‬ومن‭ ‬الجميل‭ ‬والرائع‭ ‬أيضاً‭ ‬قرار‭ ‬الدولة‭ ‬باقتحام‭ ‬العقول‭ ‬لتخليصها‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬والثقافات‭ ‬والمفاهيم‭ ‬الخاطئة‭ ‬والمغلوطة‭ ‬والمعتقدات‭ ‬البالية ‬لبناء‭ ‬وعى‭ ‬حقيقى‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬الصورة‭ ‬المثالية‭ ‬لحياة‭ ‬أفضل‭.. ‬فما‭ ‬أعظم‭ ‬أن‭ ‬نواجه‭ ‬ظواهر‭ ‬خطيرة‭ ‬مثل‭ ‬الزيادة‭ ‬السكانية‭ ‬والزواج‭ ‬المبكر وكثرة‭ ‬العيال‭ ‬ليتأكد‭ ‬للجميع‭..  ‬أنه‭ ‬‮ «‬بالوعى‭.. ‬مصر‭ ‬بتتغير‭ ‬للأفضل‮»‬‭.‬

من‭ ‬أهم‭ ‬مكاسب‭ ‬وإنجازات‭ ‬الـ‮٧‬‭ ‬سنوات‭ ‬الماضية‭ ‬قدرتنا‭ ‬على‭ ‬المواجهة‭ ‬واقتحام‭ ‬المشاكل‭ ‬والتصدى‭ ‬للأزمات‭ ‬المزمنة‭.. ‬بجرأة‭ ‬وشجاعة‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬فلا‭ ‬مجال‭ ‬للتردد‭ ‬أو‭ ‬الخوف‭ ‬أو‭ ‬الأيادى‭ ‬المرتعشة‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬هدف‭ ‬سوى‭ ‬الإصلاح‭ ‬الحقيقى‭.. ‬لذلك‭ ‬تجد‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬واجهت‭ ‬واقتحمت‭ ‬كل‭ ‬مشاكلها‭ ‬وأزماتها‭ ‬المتراكمة‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬وحولتها‭ ‬إلى‭ ‬إنجازات‭ ‬ونجاحات‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬المواطن‭ ‬يواجه‭ ‬المعاناة‭ ‬فى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬إستراتيجية‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬لبناء‭ ‬الإنسان‭ ‬وتوفير‭ ‬الخدمات‭ ‬اللائقة‭ ‬والحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬له‭.‬


جرأة‭ ‬وشجاعة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬طالت‭ ‬ملفات‭ ‬وأزمات‭ ‬لم‭ ‬يقترب‭ ‬منها‭ ‬أحد‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭.. ‬لذلك‭ ‬تجد‭ ‬القرار‭ ‬الجرىء‭ ‬الواعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬المرتكز‭ ‬على‭ ‬تقدير‭ ‬موقف‭ ‬علمى‭ ‬وشامل‭ ‬ولا‭ ‬يبتغى‭ ‬سوى‭ ‬وجه‭ ‬الله‭ ‬ثم‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭.. ‬لذلك‭ ‬عايشنا‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السبع‭ ‬سنوات‭ ‬الماضية‭ ‬مئات‭ ‬القرارات‭ ‬الصعبة‭ ‬التى‭ ‬خاف‭ ‬منها‭ ‬الجميع‭ ‬خلال‭ ‬العهد‭ ‬الماضى‭.‬
الأجمل‭ ‬فى‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬أنها‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬تواجه‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬والسلوكيات‭ ‬المزمنة‭ ‬أيضاً‭ ‬والمعقدة‭ ‬والمتراكمة‭ ‬عبر‭ ‬العصور‭ ‬وقررت‭ ‬أن‭ ‬تقتحم‭ ‬العقليات‭ ‬المتجمدة‭.. ‬وتفكك‭ ‬الأفكار‭ ‬البالية‭ ‬والمعطلة‭ ‬والمغلوطة‭ ‬التى‭ ‬نتج‭ ‬عنها‭ ‬تداعيات‭ ‬وآثار‭ ‬مجتمعية‭ ‬كارثية‭ ‬وخطيرة‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬المصرى‭ ‬نفسه‭ ‬فى‭ ‬مدى‭ ‬رضاه‭ ‬وصحته‭ ‬ودخله‭ ‬ونوعية‭ ‬حياته‭ ‬وأيضاً‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬فى‭ ‬تفشى‭ ‬معدلات‭ ‬الفقر‭ ‬والمرض‭ ‬والأمية‭ ‬وتدنى‭ ‬الحياة‭.‬
شرفت‭ ‬بدعوة‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬الدكتورة‭ ‬نيفين‭ ‬القباج‭ ‬وزيرة‭ ‬التضامن‭ ‬الاجتماعى‭ ‬لإطلاق‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬بالوعى‭.. ‬مصر‭ ‬بتتغير‭ ‬للأفضل‮»‬‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬توجيهات‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬بأهمية‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭ ‬المصرى‭ ‬واقتحام‭ ‬المشاكل‭ ‬والعقبات‭ ‬التى‭ ‬قد‭ ‬تواجه‭ ‬عملية‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬


الحقيقة‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬بالوعى‭.. ‬مصر‭ ‬بتتغير‭ ‬للأفضل‮»‬‭ ‬نوع‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬التى‭ ‬تجسد‭ ‬إستراتيجية‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬بامتلاك‭ ‬الشجاعة‭ ‬والجرأة‭ ‬وامتلاك‭ ‬الرؤية‭ ‬لمواجهة‭ ‬مشاكلنا‭ ‬وقضايانا‭ ‬وأزماتنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بناء‭ ‬وعى‭ ‬حقيقى‭.. ‬وتغيير‭ ‬الأفكار‭ ‬والثقافات‭ ‬والمعتقدات‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬أساس‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬أو‭ ‬التى‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬مصلحة‭ ‬المواطن‭ ‬وانعكاسات‭ ‬التنمية‭ ‬على‭ ‬حياته‭ ‬ومستوى‭ ‬معيشته‭ ‬وأيضا‭ ‬فى‭ ‬تغيير‭ ‬واقع‭ ‬المجتمع‭ ‬المصرى‭.‬
المبادرة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الجرأة‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى‭ ‬أينما‭ ‬كان‭ ‬فى‭ ‬الريف‭ ‬والقرى‭ ‬والنجوع‭ ‬والتوابع‭ ‬وتزامناً‭ ‬واتساقا‭ ‬مع‭ ‬تنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬الريف‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬حياة‭ ‬كريمة‮»‬‭ ‬التى‭ ‬تشارك‭ ‬أيضا‭ ‬فى‭ ‬إطلاق‭ ‬المبادرة‭.. ‬فنحن‭ ‬أمام‭ ‬تغيير‭ ‬واقع‭ ‬مادى‭ ‬ولوجستى‭ ‬يشمل‭ ‬تغييراً‭ ‬للأفضل‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الخدمات‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬والاساسية‭ ‬فى‭ ‬القرى‭ ‬والنجوع‭ ‬لما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬مصرى‭.. ‬وفى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬وعلى‭ ‬مسار‭ ‬موازِ‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬رؤية‭ ‬وهدفا‭ ‬لتغيير‭ ‬وبناء‭ ‬العقول‭ ‬لخلق‭ ‬وبناء‭ ‬انسان‭ ‬مصرى‭ ‬يتواكب‭ ‬مع‭ ‬حالة‭ ‬التطوير‭ ‬والتحديث‭ ‬المادى‭ ‬واللوجستى‭ ‬والخدمى‭ ‬فى‭ ‬الريف‭ ‬المصرى‭.‬


لقد‭ ‬عانى‭ ‬المجتمع‭ ‬المصرى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬القديمة‭ ‬التى‭ ‬ترسخت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬بسبب‭ ‬غياب‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬وانتشار‭ ‬الفتاوى‭ ‬الظلامية‭ ‬لجماعات‭ ‬الإرهاب‭ ‬وابتعاد‭ ‬الحكومات‭ ‬السابقة‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬عن‭ ‬مواجهة‭ ‬واقع‭ ‬الريف‭ ‬المصرى‭ ‬الذى‭ ‬هو‭ ‬قلب‭ ‬وعصب‭ ‬المجتمع‭.. ‬لنصطدم‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬والظواهر‭ ‬تهدد‭ ‬مسيرة‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬مثل‭ ‬الزيادة‭ ‬السكانية‭ ‬العشوائية‭ ‬والمنفلتة‭ ‬والتى‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬فى‭ ‬نموها‭ ‬ومعدلاتها‭ ‬مع‭ ‬موارد‭ ‬وقدرة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭.. ‬وايضا‭ ‬الزواج‭ ‬المبكر‭ ‬أو‭ ‬زواج‭ ‬وإنجاب‭ ‬الأطفال‭ ‬والذى‭ ‬يعد‭ ‬ظاهرة‭ ‬كارثية‭ ‬تطيح‭ ‬بصحة‭ ‬المرأة‭ ‬وباستقرار‭ ‬وسلامة‭ ‬الأسر‭ ‬المصرية‭ ‬وايضا‭ ‬تعصف‭ ‬بحقوق‭ ‬المرأة‭ ‬المصرية‭ ‬وتحرمها‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يكفله‭ ‬لها‭ ‬الشرع‭ ‬والقانون‭.. ‬وتنذر‭ ‬ظاهرة‭ ‬الزواج‭ ‬المبكر‭ ‬أيضاً‭ ‬بالطلاق‭ ‬وهدم‭ ‬الأسرة‭ ‬والأضرار‭ ‬بالأبناء‭ ‬وعدم‭ ‬حسن‭ ‬تربيتهم‭.‬


المبادرة‭ ‬تستهدف‭ ‬العقول‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬‮«‬تنمية‭ ‬الريف‮»‬‭.. ‬ وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحطيم‭  ‬‮«‬أصنام‭ ‬العقول‮» ‬‭ ‬والأفكار‭ ‬والثقافات‭ ‬والسلوكيات‭ ‬المدمرة‭ ‬ببناء‭ ‬وعى‭ ‬حقيقى‭ ‬لدى‭ ‬الأسرة‭ ‬والفتيات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تفكيك‭ ‬الأفكار‭ ‬السلبية‭ ‬بمواجهة‭ ‬شجاعة‭ ‬وجريئة‭ ‬وعلمية‭.. ‬وبهدف‭ ‬تغيير‭ ‬المفاهيم‭  ‬المغلوطة‭.. ‬والمعتقدات‭ ‬الخاطئة‭ ‬لتصحيح‭ ‬مسار‭ ‬حياة‭ ‬هذه‭ ‬الفئات‭ ‬لضمان‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬وآمنة‭ ‬ومستقرة‭ ‬بلا‭ ‬معاناة‭ ‬أو‭ ‬أوجاع‭ ‬أو‭ ‬كوارث‭ ‬مجتمعية‭ ‬وحفاظاً‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬والطفل‭ ‬وأيضا‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬وعى‭ ‬حقيقى‭ ‬حيال‭ ‬ظاهرة‭ ‬الزيادة‭ ‬السكانية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شرح‭ ‬واستعراض‭ ‬آثارها‭ ‬المدمرة‭ ‬على‭ ‬الفرد‭ ‬والمجتمع‭ ‬والدولة‭.. ‬وتهديد‭ ‬عملية‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬الزيادة‭ ‬السكانية‭ ‬وأن‭ ‬عوائد‭ ‬التنمية‭ ‬وآثارها‭ ‬الإيجابية‭ ‬لن‭ ‬يشعر‭ ‬بها‭ ‬المواطن‭.‬
آليات‭ ‬ووسائل‭ ‬المبادرة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬المباشر‭ ‬فى‭ ‬القرى‭ ‬والنجوع‭ ‬والمجتمعات‭.. ‬وايضا‭ ‬على‭ ‬الإعلام‭ ‬ووسائله‭.. ‬وقيام‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬المعنية‭ ‬بدورها‭ ‬مثل‭ ‬المؤسسة‭ ‬الدينية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والثقافية‭.. ‬لكننى‭ ‬أرى‭ ‬ان‭ ‬المواجهة‭ ‬التى‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ (‬المباشرة‭) ‬لن‭ ‬تحقق‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة‭.. ‬لذلك‭ ‬احبذ‭ ‬وسائل‭ ‬تبث‭ ‬رسائل‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‭ ‬فيها‭ ‬عمق‭ ‬وإظهار‭ ‬للمساوئ‭ ‬والكوارث‭ ‬والنتائج‭ ‬السلبية‭ ‬لهذه‭ ‬الظواهر‭ ‬بل‭ ‬والمبالغة‭ ‬فيها‭ ‬حتى‭ ‬يدرك‭ ‬المواطن‭ ‬خطورة‭ ‬ما‭ ‬يقدم‭ ‬عليه‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬حياته‭ ‬أو‭ ‬صحته‭ ‬أو‭ ‬ابنائه‭ ‬أو‭ ‬اسرته‭ ‬أو‭ ‬مستقبله‭ ‬ومدى‭ ‬رضاه‭ ‬ومستوى‭ ‬معيشته‭ ‬وسلامة‭ ‬اطفاله‭.. ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رسائل‭ ‬اعلامية‭ ‬تتميز‭ ‬بالخصوصية‭ ‬والضرب‭ ‬على‭ ‬اوتار‭ ‬معينة‭ ‬وفريدة‭ ‬تستهدف‭ ‬عقل‭ ‬المواطن‭ ‬وتغيير‭ ‬أفكاره‭ ‬ووضعه‭ ‬امام‭ ‬اختيارين‭ ‬أو‭ ‬طريقين‭ ‬السلبى‭ ‬الكارثى‭.. ‬أو‭ ‬الايجابى‭ ‬الذى‭ ‬يعود‭ ‬عليه‭ ‬بالنفع‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬مناحى‭ ‬حياته‭.‬


‭-  ‬نحتاج‭ ‬ايضا‭ ‬لرسائل‭ ‬عميقة‭ ‬وذكية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأعمال‭ ‬الدرامية‭ ‬من‭ ‬المسلسلات‭ ‬التى‭ ‬تتناول‭ ‬خطورة‭ ‬وكوارث‭ ‬وسلبيات‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭.‬
‭-  ‬نحتاج‭ ‬الى‭ ‬دور‭ ‬الأزهر‭ ‬والكنيسة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدينية‭.. ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬رسائل‭ ‬فيها‭ ‬منطق‭ ‬وعقل‭ ‬للحديث‭ ‬عنها‭ ‬فى‭ ‬خطبة‭ ‬الجمعة‭ ‬تتناول‭ ‬مشاكلنا‭ ‬وازماتنا‭ ‬وافكارنا‭ ‬ومعتقداتنا‭ ‬التى‭ ‬تحتاج‭ ‬لتصحيح‭ ‬ومعالجة‭ ‬وازالة‭ ‬الفهم‭ ‬المغلوط‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬كثرة‭ ‬العيال‭ ‬وزيادة‭ ‬الانجاب‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬الدين‭ ‬وأن‭ ‬التنظيم‭ ‬لا‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬الدين‭ ‬وايضاً‭ ‬تفكيك‭ ‬مفاهيم‭ (‬العزوة‭) ‬والقوة‭ ‬وكثرة‭ ‬المال‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬العيال‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يحتاج‭ ‬خطاباً‭ ‬دينياً‭ ‬عبقرياً‭ ‬وقدرة‭ ‬للأئمة‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬وفهما‭ ‬شاملا‭ ‬لاحتياجات‭ ‬الواقع‭ ‬والماماً‭ ‬بكل‭ ‬الظواهر‭ ‬والمشاكل‭ ‬والأزمات‭ ‬التى‭ ‬تواجهنا‭.. ‬وكيفية‭ ‬طرح‭ ‬الرؤى‭ ‬للحل‭ ‬بعد‭ ‬تناول‭ ‬كوارثها‭ ‬وسلبياتها‭ ‬وآثارها‭ ‬المدمرة‭.‬


نحتاج‭ ‬بناء‭ ‬وعى‭ ‬يكون‭ ‬مناخا‭ ‬عاما‭ ‬وثقافة‭ ‬مجتمعية‭.. ‬تخاطب‭ ‬الناس‭ ‬بأسلوب‭ ‬مباشر‭ ‬وغير‭ ‬مباشر‭.. ‬نذهب‭ ‬اليهم‭ ‬فى‭ ‬القرى‭ ‬والنجوع‭.. ‬وايضا‭ ‬نتحدث‭ ‬معهم‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬متاح‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬فى‭ ‬القطارات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الشاشات‭ ‬الموجودة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أفلام‭ ‬تسجيلية‭ ‬أو‭ ‬اعمال‭ ‬درامية‭ ‬مقدرين‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬أهالينا‭ ‬فى‭ ‬الصعيد‭ ‬والوجه‭ ‬البحرى‭ ‬والدلتا‭ ‬الذين‭ ‬يستخدمون‭ ‬القطارات‭ ‬فى‭ ‬السفر‭ ‬لفترات‭ ‬قد‭ ‬تستمر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬ساعات‭.. ‬وايضا‭ ‬مترو‭ ‬الانفاق‭ ‬والاتوبيسات‭ ‬ووسائل‭ ‬النقل‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬والموبايل‭ ‬والـ«سوشيال‭ ‬ميديا‮» ‬‭.. ‬والبرامج‭ ‬الدينية‭ ‬فى‭ ‬الإذاعة‭ ‬والتليفزيون‭.. ‬ونشر‭ ‬قصص‭ ‬فى‭ ‬الصحف‭ ‬عن‭ ‬الآثار‭ ‬المدمرة‭ ‬للزواج‭ ‬المبكر‭ ‬والزيادة‭ ‬السكانية‭ ‬وكثرة‭ ‬الإنجاب‭ ‬وطرح‭ ‬نماذج‭ ‬مارست‭ ‬هذه‭ ‬السلوكيات‭ ‬وكيف‭ ‬شكل‭ ‬حياتها‭ ‬الآن‭.‬
بالوعى‭.. ‬نستطيع‭ ‬ان‭ ‬نغير‭ ‬المفاهيم‭ ‬المغلوطة‭.. ‬وايضاً‭ ‬بالتشريعات‭ ‬والقانون‭.. ‬لكن‭ ‬أشدد‭ ‬ايضا‭ ‬على‭ ‬طرح‭ ‬نموذجين‭ ‬الأول‭ ‬الذى‭ ‬التزم‭ ‬بالصحيح‭ ‬والصواب‭ ‬فى‭ ‬الزواج‭ ‬والانجاب‭ ‬ومن‭ ‬لديهم‭ ‬طفلان‭ ‬على‭ ‬الأكثر‭ ‬ومن‭ ‬لديهم‭ ‬خمسة‭ ‬وستة‭ ‬وسبعة‭ ‬الخ‭.. ‬لنرى‭ ‬الفارق‭ ‬فى‭ ‬مستوى‭ ‬المعيشة‭ ‬والتعليم‭ ‬والصحة‭.‬


لايمكن‭ ‬ايضا‭ ‬ان‭ ‬ننسى‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬فى‭ ‬المحافظات‭ ‬المستهدفة‭ ‬فى‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬عموماً‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭.. ‬لان‭ ‬هذه‭ ‬الأجيال‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬ان‭ ‬نحصنها‭ ‬بالوعى‭ ‬والفكر‭ ‬الصحيح‭.. ‬وايضا‭ ‬هذه‭ ‬الأجيال‭ ‬المتعلمة‭ ‬ستكون‭ ‬وسيلة‭ ‬إعلامية‭ ‬لنقل‭ ‬الأفكار‭ ‬الصحيحة‭ ‬الى‭ ‬أسرها‭ ‬أو‭ ‬قراها‭ ‬ونجوعها‭.‬
الحقيقة‭ ‬ان‭ ‬أجمل‭ ‬ما‭ ‬فى‭ ‬المبادرة‭ ‬هو‭ ‬شجاعتها‭ ‬وجرأتها‭ ‬فى‭ ‬اقتحام‭ ‬المشاكل‭ ‬والأفكار‭ ‬البالية‭ ‬والقديمة‭ ‬وسعيها‭ ‬لتصحيح‭ ‬المفاهيم‭ ‬والمعتقدات‭ ‬والثقافات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وعى‭ ‬حقيقى‭ ‬بكافة‭ ‬الاساليب‭ ‬والوسائل‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التواصل‭ ‬المباشر‭ ‬والزيارات‭ ‬الأسرية‭ ‬والعمل‭ ‬الميدانى‭ ‬وتوفير‭ ‬الامكانيات‭ ‬واللوجستيات‭ ‬والاحتياجات‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬خصوصية‭ ‬كل‭ ‬مجتمع‭ ‬وتقاليده‭.. ‬الشىء‭ ‬المبشر‭ ‬هو‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬التعليم‭ ‬فى‭ ‬الريف‭ ‬المصرى‭.. ‬وهناك‭ ‬أجيال‭ ‬جديدة‭ ‬أكثر‭ ‬انفتاحاً‭ ‬وتقبلاً‭ ‬للأفكار‭ ‬الجديدة‭ ‬وهناك‭ ‬عقليات‭ ‬أكثر‭ ‬نضجاً‭.. ‬وياليت‭ ‬هذه‭ ‬الحملة‭ ‬لا‭ ‬تشمل‭ ‬فقط‭ ‬الزيادة‭ ‬السكانية‭ ‬وكثرة‭ ‬الانجاب‭ ‬والزواج‭ ‬المبكر‭ ‬بل‭ ‬تشمل‭ ‬أيضاً‭ ‬خطورة‭ ‬التعديات‭ ‬على‭ ‬الأراضى‭ ‬الزراعية‭ ‬وأيضا‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬وعلى‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬تبطين‭ ‬الترع‭.. ‬وتفعيل‭ ‬النظم‭ ‬الحديثة‭ ‬فى‭ ‬الرى‭.. ‬وايضا‭ ‬ضرورة‭ ‬المشاركة‭ ‬فى‭ ‬تحمل‭ ‬المسئولية‭.‬
فى‭ ‬اعتقادى‭ ‬ان‭ ‬نجاح‭ ‬المبادرة‭ ‬مرهون‭ ‬بقدرات‭ ‬وفكر‭ ‬ورؤية‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬وابداعاته‭ ‬وقدرته‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬الصحيح‭ ‬وطرح‭ ‬الأفكار‭ ‬التى‭ ‬تسهل‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬عملية‭ ‬اختراق‭ ‬وتغيير‭ ‬وبناء‭ ‬العقول‭ ‬والوعى‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬المباشرة‭ ‬فى‭ ‬التناول‭ ‬لكن‭ ‬تبقى‭ ‬المبادرة‭ ‬جديرة‭ ‬بالاحترام‭ ‬والاشادة‭ ‬فى‭ ‬فكرتها‭ ‬واهدافها‭ ‬وشجاعتها‭ ‬وجرأتها‭ ‬لتغيير‭ ‬ومساعدة‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬نفق‭ ‬الأزمات‭ ‬والفقر‭ ‬والمرض‭ ‬والبطالة‭ ‬والجهل‭ ‬الى‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬العصرية‭.‬


أين‭ ‬الأغنية‭ ‬الوطنية؟‭!‬
فى‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬معجزة‭ ‬حقيقية‭ ‬فى‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية،‭ ‬والمشروعات‭ ‬العملاقة‭ ‬والانجازات‭ ‬والنجاحات‭ ‬الداخلية‭.. ‬والدور‭ ‬والمكانة‭ ‬والثقل‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإقليمى‭ ‬والدولى‭.. ‬فنحن‭ ‬امام‭ ‬ملحمة‭ ‬بناء‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭.. ‬وانتصارات‭ ‬تسطر‭ ‬امجادا‭ ‬تاريخية‭.. ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬نجحت‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬قهر‭ ‬التهديدات‭ ‬والتحديات‭ ‬والصعاب‭ ‬وبناء‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬التى‭ ‬تشق‭ ‬طريقها‭ ‬الى‭ ‬جمهورية‭ ‬جديدة‭ ‬تحمل‭ ‬اسمى‭ ‬المعانى‭ ‬والمبادئ‭ ‬والأفكار‭ ‬من‭ ‬عدالة‭ ‬وابداع‭ ‬وانسانية‭.. ‬لكن‭ ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬نقدم‭ ‬الأغنية‭ ‬الوطنية‭ ‬التى‭ ‬تجسد‭ ‬عظمة‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬مصر‭ ‬خلال‭ ‬الـ7‭ ‬سنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬واعتقد‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يليق‭ ‬بنا‭ ‬كقوى‭ ‬ناعمة‭ ‬من‭ ‬ابداع‭ ‬وموسيقى‭ ‬وكلمات‭ ‬ألا‭ ‬نجد‭ ‬الاغنية‭ ‬الوطنية‭ ‬التى‭ ‬تخترق‭ ‬القلوب‭ ‬والعقول‭ ‬وتعيش‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬الاجيال‭ ‬والتى‭ ‬تجسد‭ ‬هذه‭ ‬الملحمة‭ ‬والمعجزة‭.‬


ما‭ ‬أراه‭ ‬مجرد‭ ‬صخب‭.. ‬اسمع‭ ‬صوت‭ ‬موسيقى‭ ‬سريعة‭ ‬وعالية‭ ‬ولا‭ ‬اسمع‭ ‬كلمات‭ ‬عميقة‭ ‬ومعبرة‭.. ‬وبالتالى‭ ‬فاذا‭ ‬كنت‭ ‬لا‭ ‬اسمعها‭ ‬فأنا‭ ‬لا‭ ‬احفظها‭ ‬ولا‭ ‬تعيش‭ ‬معنا‭.. ‬فى‭ ‬اعتقادى‭ ‬ان‭ ‬آخر‭ ‬الاغانى‭ ‬الوطنية‭ ‬‮«‬تسلم‭ ‬الايادى‮»‬‭ ‬واغنية‭ ‬حسين‭ ‬الجسمى‭.. ‬واغنية‭ ‬المطرب‭ ‬الأردنى‭ ‬عمر‭ ‬عبداللات‭ ‬وما‭ ‬اريد‭ ‬ان‭ ‬اقوله‭ ‬نحتاج‭ ‬لعمل‭ ‬غنائى‭ ‬وطنى‭ ‬ضخم‭ ‬مثل‭ ‬أوبريت‭ ‬فيه‭ ‬ابداع‭ ‬فى‭ ‬الكلمات‭ ‬المعبرة‭ ‬والموسيقى‭ ‬والإبهار‭.. ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬أوبريت‭ ‬وطنيا‭ ‬يحكى‭ ‬‮«‬حكايتنا‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬ثورة‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬2013‭.. ‬وحتى‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجديدة‭ ‬وما‭ ‬سطرناه‭ ‬من‭ ‬معجزة‭ ‬وملحمة‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬النصر‭ ‬على‭ ‬المؤامرات‭ ‬والمخططات‭ ‬والارهاب‭ ‬وما‭ ‬شيدناه‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬ملحمة‭ ‬بناء‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭.‬


لابد‭ ‬من‭ ‬ايجاد‭ ‬كيان‭ ‬يستطيع‭ ‬ان‭ ‬يجمع‭ ‬كل‭ ‬المبدعين‭ ‬والعباقرة‭ ‬فى‭ ‬الموسيقى‭ ‬والشعر‭ ‬والغناء‭ ‬لإخراج‭ ‬أو‭ ‬تقديم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأغانى‭ ‬والاوبريتات‭ ‬الوطنية‭ ‬التى‭ ‬تعيش‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬وتجسد‭ ‬وتسطر‭ ‬عظمة‭ ‬ما‭ ‬حققته ‭ )‬مصر‭-‬السيسى) ‬خلال‭ ‬الـ‮٧‬‭ ‬سنوات‭.‬
ما‭ ‬اشاهده‭ ‬واسمعه‭ ‬من‭ ‬أغان‭ ‬وطنية‭ ‬لا‭ ‬ترقى‭ ‬لمستوى‭ ‬المعجزة‭ ‬المصرية‭ ‬فمصر‭ ‬انقذت‭ ‬وانتصرت‭ ‬وقهرت‭ ‬وبنت‭ ‬أعظم‭ ‬ما‭ ‬يكون‭.. ‬لكن‭ ‬اين‭ ‬الإبداع؟‭ ‬اين‭ ‬الموسيقى‭ ‬والغناء‭ ‬والشعر؟‭!‬
تحيا مصر..

Dr.Randa
Dr.Radwa