الخميس 25 ابريل 2024

تحية لأبطال أكتوبر

مقالات2-10-2021 | 19:35

هذا الأسبوع نحتفل جميعا بمرور ثمانية وأربعون عاما علي نصر أكتوبر العظيم .

 ففي تمام الساعة الثانية وخمس دقائق من ظهر يوم السادس من أكتوبر من عام ١٩٧٣ بدأت الضربة الجوية المصرية بقوة حوالي 90 طائرة مقاتلة ومقاتلة قاذفة و قاذفات ثقيلة بغرض تدمير و شل فعالية مواقع الدفاع الجوي الهوك وتدمير محطات الرادار ومراكز القيادة .

وكان الهدف اغلاق أعين وأذن العدو ودفاعه الجوي ، تلتها القوة الضاربة بقوة حوالي 90 طائرة مقاتلة و مقاتلة قاذفة وقاذفات ثقيلة بغرض ضرب و تدمير وشل المطارات و مراكز الإعاقة و الحرب الالكترونية و الإرسال ومواقع كتائب المدفعية بعيدة المدى و ضرب النقطة الحصينة شرق منطقة بورفؤاد ، ثم جاء التعزيز بقوة حوالي 40 طائرة مقاتلة لتعزيز النسق الأول والثاني في أعمال القتال الجوي و منع العدو من التدخل أثناء أداء المهام القتالية .

كانت تقديرات الاتحاد السوفيتي للضربة الجوية أنها ستحقق من 30 إلي 35% كنسبة متوقعه من الأهداف المعادية في سيناء وأن الخسائر المتوقعة في الطائرات المصرية في حدود من 40 إلي 45% كنسبة خسائر مقدرة ، لكن الحقيقة أن نتائج الضربة الجوية المصرية كانت تحقق مهامها بنسبة من 85 إلي 90% و الخسائر كانت في حدود من 3 إلي 5% في طائرات الضربة الجوية الأولى .

وتعد حرب أكتوبر واحدة من أهم المواجهات التاريخية ضد قوات الاحتلال الصهيوني ، وتعتبر هذه الحرب أحد النجاحات التي حققتها الجيوش العربية ضد إسرائيل ، حيث أثبتت أن الجيش الإسرائيلي يمكن هزيمته والتغلب عليه دون صعوبة بالغة مثلما كان يظن البعض ، وكانت البداية بعد الهزيمة العسكرية التي لحقت بالدول العربية عام 1967 ، وحاولت هذه الدول استعادة المناطق التي كانت قد قامت القوات الإسرائيلية باحتلالها ، وهى منطقة شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان السورية.

 وقد انتاب القوات الإسرائيلية  الشعور بنشوة النصر في هذه المعركة ، واعتقدت أن جيشها هو الجيش الوحيد الذي لا يمكن أن يقهر أو يغلب ، وقد كان للدعم الأمريكي لإسرائيل دورا كبيرا في تحقيق الانتصار الصهيوني عام ١٩٦٧ ،  بعدها ظلت القوات العربية تفكر في كيفية استعادة المناطق المحتلة ، ورد الاعتبار لهيبة الجيوش العربية التي فقدت هيبتها في هذه الحرب ، وقد بدأت التحضيرات العسكرية لحرب أكتوبر في وقت مبكر ، وتم التخطيط لها بشكل محكم وبتنظيم بارع ، وقد خطط للهجوم أن يكون بصورة مفاجئة في منطقة استراتيجية وهي خط بارليف الذي أقامته إسرائيل في الضفة الشرقية لقناة السويس المصرية ، وقامت القوات الإسرائيلية بإحكام سيطرتها علىه وتدعيم دفاعاته بصورة كبيرة ، وقد بدأت القوات المسلحة المصرية بمباغته الجيش الإسرائيلي في اليوم السادس من أكتوبر ، وتمكنت قواتنا المسلحة من تدمير خط بارليف واختراقه في وقت قياسي.

وقد فوجئت قوات الاحتلال بهذا الهجوم واستفاقت من الغرور الذي أصابها على وقع صوت الانفجارات حيث كان هذا اليوم هو يوم عيد الغفران بالنسبة لهم ، وقد تزامن هجوم الجيش المصري مع الهجوم الذي قامت به القوات السورية على هضبة الجولان ، حيث تمكنوا من مباغتة القوات الإسرائيلية هناك وتكبيدها خسائر كبيرة في استمرت الحرب لمدة أياما تمكنت فيها القوات المصرية من استعادة شبه جزيرة سيناء المحتلة ، كما نجحت القوات السورية في استعادة هضبة الجولان.

وقد ساهم سلاح النفط بصورة كبيرة في نجاح هذه الحرب ، حيث كانت دول النفط العربي قد قامت بالاجتماع وقررت تخفيض إنتاج النفط ورفع السعر الخاص به حتى ضافت على الولايات المتحدة الأمريكية ذرعا بهذا الإجراء المتخذ ، فقامت بإرسال مبعوثها ووزير خارجيتها ليقوم بمساعي صلح بين مصر وإسرائيل والتي انتهت بالتوصل إلى اتفاق بوقف إطلاق النار بصورة نهائية وذلك في اليوم الثاني والعشرون من شهر أكتوبر للعام 1973 ، حيث قام مجلس الأمن بإصدار قرارا يقتضى بذلك .

ونجحت الحرب في تحقيق النتائج المرجوة بعد الانتصار على إسرائيل وتكبدها خسائر فادحة، قام الاتحاد السوفيتي وقتها بتقديم الدعم لمصر وعمل على تزوديها بالأسلحة والمعدات العسكرية ، وفى المقابل ساعدت أمريكا إسرائيل في هذه الحرب .

ثمانية وأربعون سنة مضت تخللتها العديد من أنظمة الحكم ، منها من أفسد ومنها من حاول الإصلاح ومنها من أصلح  ..وتبقى خيانة الداخل أشد فتكا من خيانة الخارج .. ضربة القريب أقسي من ضربة الغريب .. ونصحيتى الأخيرة حافظوا علي نظام مخلص قوي أصلح ومازال يحاول وفي النهاية تحية لكل من حمل السلاح في وجه الصهاينة .. أمس واليوم وغدا .

Dr.Randa
Dr.Radwa