الخميس 25 ابريل 2024

«بلاها» فسحة

مقالات30-9-2021 | 22:40

قبل‭ ‬بدء‭ ‬العام‭ ‬الدراسى‭ ‬الجديد‭ ‬بأيام‭.. ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬ونستعد‭ ‬لكيفية‭ ‬إدارة‭ ‬‮«‬اليوم‭ ‬الدراسى‮»‬‭ ‬ فى‭ ‬ظل‭ ‬جائحة‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭.. ‬الدولة‭ ‬تسابق‭ ‬الزمن‭ ‬لتطعيم‭ ‬أطراف‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬بـ«اللقاح‮»‬‭ ‬المناسب‭ ‬والآمن،‭ ‬لكن‭ ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬علينا‭ ‬إيجاد‭ ‬رؤية‭ ‬عن‭ ‬شكل‭ ‬ومضمون‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسى وساعات‭ ‬عمله‭.. ‬وكيفيته‭ ‬ومكوناته،‭ ‬وطريقة‭ ‬تنظيمه،‭ ‬حتى‭ ‬نستطيع‭ ‬ضمان‭ ‬عام‭ ‬دراسى‭ ‬آمن،‭ ‬تنفيذاً‭ ‬لتوجيهات‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تدخر‭ ‬جهداً‭ ‬فى‭ ‬توفير‭ ‬الأمن‭ ‬والحماية‭ ‬لأبنائنا‭ ‬التلاميذ،‭ ‬إدارة‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسى‭ ‬وتنظيمه‭ ‬ووجود‭ ‬الرؤية‭ ‬حول‭ ‬شكله‭ ‬ومضمونه‭ ‬وآلياته، ‬هو‭ ‬الضمان‭ ‬الرئيسى‭ ‬لإنجاح‭ ‬العام‭ ‬الدراسى‭.. ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬مازال‭ ‬غائباً‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬علينا‭ ‬المسئولون‭ ‬فى‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬تصورهم‭ ‬ورؤيتهم‭ ‬لليوم‭ ‬الدراسى‭.‬

من‭ ‬المهم‭ ‬انتظام‭ ‬العام‭ ‬الدراسى‭.. ‬لكن‭ ‬الأهم‭ ‬كيفية‭ ‬«‬إدارته‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الجائحة‮»‬‭.. ‬فما‭ ‬كان‭ ‬طبيعياً‭ ‬قبل‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬ لم‭ ‬يعد‭ ‬ملائماً‭ ‬الآن،‭ ‬وعلينا‭ ‬طرح‭ ‬رؤية‭ ‬لـ‮«‬يوم‭ ‬دراسى‭ ‬آمن‮»‬.

العام‭ ‬الدراسى‭ ‬الجديد‭ ‬على‭ ‬الأبواب،‭ ‬ويأتى‭ ‬للعام‭ ‬الثالث‭ ‬على‭ ‬التوالى،‭ ‬ومازال‭ ‬العالم‭ ‬يواجه‭ ‬خطر‭ ‬جائحة‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭.. ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الأمور‭ ‬أصبحت‭ ‬أفضل،‭ ‬وهناك‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التعايش‭ ‬والتعامل‭ ‬الآمن‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬اللعين،‭ ‬الذى‭ ‬لم‭ ‬نعرف‭ ‬له‭ ‬‮«‬كتالوج‮»‬‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.. ‬ومن‭ ‬الواضح‭ ‬أنه‭ ‬سيظل‭ ‬معنا‭ ‬لفترة‭ ‬قادمة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يشاء‭ ‬اللَّه‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬بأن‭ ‬يهدينا‭ ‬إلى‭ ‬العلاج‭ ‬الناجع‭ ‬لهذا‭ ‬المرض‭ ‬المفزع‭ ‬والمرعب‭.. ‬فقد‭ ‬أوجد‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭ ‬نمطاً‭ ‬مختلفاً‭ ‬للحياة،‭ ‬جعلنا‭ ‬أكثر‭ ‬تقيداً‭.. ‬وأيضاً‭ ‬أكثر‭ ‬حذراً‭.‬

الحقيقة‭ ‬أنّ‭ ‬مصر‭ ‬وبشهادات‭ ‬دولية‭ ‬محترمة‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬تعاملت‭ ‬مع‭ ‬فيروس‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الانتشار‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التأثيرات‭ ‬والتداعيات‭ ‬الكارثية،‭ ‬لذلك‭ ‬نجحت‭ ‬مصر‭ ‬ضمن‭ ‬دول‭ ‬محدودة‭ ‬فى‭ ‬العبور‭ ‬الاقتصادى‭ ‬الآمن‭ ‬خلال‭ ‬سنوات‭ ‬الجائحة‭.. ‬وحققت‭ ‬نمواً‭ ‬اقتصادياً‭.. ‬واحتفظت‭ ‬بمؤشراتها‭ ‬الواعدة‭.. ‬وحظيت‭ ‬بشهادات‭ ‬وإشادات‭ ‬دولية‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الاقتصادى‭ ‬والصحى‭.. ‬فقد‭ ‬أكدت‭ ‬وكالة‭ ‬بلومبرج‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬الدول‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬تعاملاً‭ ‬مع‭ ‬أزمة‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استجابة‭ ‬شاملة‭ ‬وفورية‭ ‬وسريعة‭ ‬حققتها‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬تعاملها‭ ‬العلمى‭ ‬والمخطط‭ ‬مع‭ ‬جائحة‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الطبية‭ ‬أو‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أو‭ ‬الاجتماعية‭.. ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬تقرير‭ ‬الوكالة‭ ‬إلى‭ ‬امتلاك‭ ‬مصر‭ ‬المركز‭ ‬الـ25‭ ‬عالمياً‭ ‬والثانى‭ ‬عربياً‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬53‭ ‬دولة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬وذلك‭ ‬فى‭ ‬تصنيف‭ ‬مرونة‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬جائحة‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬،‭ ‬وتقدمت‭ ‬على‭ ‬تركيا‭ ‬والسعودية‭ ‬والهند‭ ‬والبرازيل‭ ‬وإيطاليا‭ ‬وفرنسا‭ ‬والمكسيك‭.‬

الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬التعامل‭ ‬المصرى‭ ‬مع‭ ‬جائحة‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭ ‬يستحق‭ ‬التحية‭ ‬والتقدير‭.. ‬فقد‭ ‬أولت‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬اهتماماً‭ ‬كبيراً‭ ‬وأولوية‭ ‬أولى‭ ‬وسخرت‭ ‬له‭ ‬كافة‭ ‬الإمكانات‭ ‬والميزانيات‭ ‬اللازمة‭.. ‬وقامت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاستباقية‭ ‬الفعالة‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الصحى‭ ‬أو‭ ‬الاقتصادى‭ ‬أو‭ ‬الاجتماعى،‭ ‬ورسخت‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬‮«‬مبدأ‭ ‬عبقرياً‮»‬‭ ‬تجسد‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬زيارة‭ ‬تفقدية‭ ‬لمواقع‭ ‬العمل‭ ‬والإنتاج‭ ‬والمشروعات‭ ‬القومية‭ ‬التى‭ ‬يعمل‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منها‭ ‬آلاف‭ ‬المصريين‭.. ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطبيق‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬من‭ ‬فيروس‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭.. ‬والإجراءات‭ ‬الوقائية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬العاملين،‭ ‬وفى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬ضمان‭ ‬العمل‭ ‬والإنتاج‭ ‬بنفس‭ ‬المعدلات‭ ‬التى‭ ‬سبقت‭ ‬‮«‬الجائحة‮»‬‭ ‬التى‭ ‬تضمن‭ ‬الفوز‭ ‬فى‭ ‬السباق‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬وبالتالى‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬الحياة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬أو‭ ‬يؤجل‭ ‬العمل‭ ‬فى‭ ‬المشروعات‭.. ‬وظلت‭ ‬وتيرة‭ ‬الإنجاز‭ ‬كما‭ ‬هى،‭ ‬بل‭ ‬تفوقت،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حقق‭ ‬معدلات‭ ‬ومؤشرات‭ ‬اقتصادية‭ ‬طبقاً‭ ‬للشهادات‭ ‬العالمية‭ ‬تدعونا‭ ‬للفخر،‭ ‬ويكفى‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادى‭ ‬كانت‭ ‬ومازالت‭ ‬ضمن‭ ‬دول‭ ‬محدودة‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬التى‭ ‬استطاعت‭ ‬تحقيق‭ ‬نمو‭ ‬رغم‭ ‬تداعيات‭ ‬الجائحة‭.. ‬وأيضاً‭ ‬اتخذت‭ ‬إجراءات‭ ‬عظيمة‭ ‬للحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬خاصة‭ ‬لفئات‭ ‬العمالة‭ ‬غير‭ ‬المنتظمة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬المساندة‭ ‬للقطاعات‭.. ‬وأطلقت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬العملاقة‭ ‬لعل‭ ‬أبرزها‭ ‬مشروع‭ ‬تنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬الريف‭ ‬المصرى،‭ ‬وهو‭ ‬المشروع‭ ‬الأضخم‭ ‬والأعظم،‭ ‬الذى‭ ‬ينفذ‭ ‬فى‭ ‬4500‭ ‬قرية‭ ‬وفى‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭ ‬ويعتمد‭ ‬على‭ ‬الصناعة‭ ‬المحلية‭ ‬والإنتاج‭ ‬المحلى‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬الرئاسية‭ ‬التى‭ ‬ضمنت‭ ‬تعزيز‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادى‭ ‬وحركة‭ ‬التجارة‭ ‬والإنتاج‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الجائحة‭.‬

لقد‭ ‬كانت‭ ‬ومازالت‭ ‬الحكومة‭ ‬متفوقة‭ ‬فى‭ ‬إدارة‭ ‬جائحة‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬التوجيهات‭ ‬الرئاسية،‭ ‬ولم‭ ‬تقصر‭ ‬وامتلكت‭ ‬الخيال‭ ‬وبعد‭ ‬النظر‭ ‬وقراءة‭ ‬الواقع‭ ‬واستشراف‭ ‬المستقبل‭.. ‬ولم‭ ‬تتجاهل‭ ‬أى‭ ‬مجال،‭ ‬بل‭ ‬عملت‭ ‬بروح‭ ‬الفريق‭ ‬الواحد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عمل‭ ‬تنسيقى‭ ‬فريد‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬وزارات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬وبحالة‭ ‬تكاملية‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭.. ‬لذلك‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬يستحق‭ ‬التحية‭ ‬والتقدير،‭ ‬وهذه‭ ‬الشهادات‭ ‬والمرتبة‭ ‬المتقدمة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬التى‭ ‬سبقت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة،‭ ‬وأيضاً‭ ‬صاحبة‭ ‬الإمكانات‭ ‬الفائقة‭.‬

علمونا‭ ‬أن‭ ‬الاستمرار‭ ‬فى‭ ‬القمة‭ ‬أصعب‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭.. ‬وإذا‭ ‬كنا‭ ‬قد‭ ‬حققنا‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬والتفوق،‭ ‬فعلينا‭ ‬بالمزيد،‭ ‬وأن‭ ‬تستمر‭ ‬الرؤية‭ ‬والإرادة‭ ‬بنفس‭ ‬المعدل،‭ ‬وربما‭ ‬أكثر‭.. ‬وأن‭ ‬نتعامل‭ ‬أيضاً‭ ‬بنفس‭ ‬الحسم‭ ‬والحزم‭.. ‬ولا‭ ‬نترك‭ ‬الأمور‭ ‬تتراجع‭ ‬أو‭ ‬تقل‭ ‬فى‭ ‬مؤشراتها‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نسمح‭ ‬لهذا‭ ‬الفيروس‭ ‬اللعين‭ ‬بالتفشى‭ ‬وإلحاق‭ ‬الضرر‭ ‬بالوطن‭ ‬والمواطن‭.‬

الدولة‭ ‬تجتهد‭ ‬وتبذل‭ ‬قصارى‭ ‬جهدها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تطعيم‭ ‬المصريين‭ ‬باللقاحات‭ ‬المناسبة‭ ‬والآمنة‭.. ‬بل‭ ‬ودخلت‭ ‬مرحلة‭ ‬التصنيع‭ ‬والإنتاج‭ ‬لهذه‭ ‬اللقاحات‭.. ‬وترصد‭ ‬ميزانيات‭ ‬ضخمة‭ ‬وغير‭ ‬مسبوقة‭ ‬للرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬لحماية‭ ‬كل‭ ‬المصريين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الفئات،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬أريد‭ ‬الحديث‭ ‬عنه‭ ‬هو‭ ‬بدء‭ ‬العام‭ ‬الدراسى‭ ‬الجديد‭.. ‬وأريد‭ ‬طرح‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭ ‬بعد‭ ‬تصريحات‭ ‬الدكتور‭ ‬طارق‭ ‬شوقى،‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬والتعليم‭ ‬الفنى،‭ ‬عن‭ ‬التمسك‭ ‬بانتظام‭ ‬الدراسة‭ ‬وتفعيل‭ ‬الحضور‭ ‬والغياب‭ ‬للتلاميذ‭ ‬والطلاب،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬جيد‭.. ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬شكل‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسى‭ ‬وعدد‭ ‬ساعاته،‭ ‬وهل‭ ‬سوف‭ ‬يستمر‭ ‬بنفس‭ ‬آليات‭ ‬ومضمون‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسى‭ ‬قبل‭ ‬جائحة‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭.. ‬وما‭ ‬ملامح‭ ‬خطة‭ ‬التعامل‭ ‬العام‭ ‬مع‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسى؟‭!‬

عظيم‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تطعيم‭ ‬جميع‭ ‬عناصر‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية‭ ‬من‭ ‬مدرسين‭ ‬وإداريين‭ ‬وقيادات‭.. ‬لكننا‭ ‬نتعامل‭ ‬مع‭ ‬تلاميذ‭ ‬من‭ ‬صغار‭ ‬السن‭ ‬أيضاً،‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬تُجِزْ‭ ‬الفتاوى‭ ‬‮«‬الطبية‭ ‬والصحية‮»‬‭ ‬عملية‭ ‬تطعيمهم‭.. ‬لذلك‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لدينا‭ ‬خطة‭ ‬متكاملة‭ ‬نتعامل‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬لـ«عام‭ ‬دراسى‭ ‬آمن‮»‬‭ ‬للطلاب‭ ‬والمعلمين،‭ ‬تنفيذاً‭ ‬لتكليفات‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭.‬

بداية‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نحدد‭ ‬شكل‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسى‭ ‬وأساليب‭ ‬وآليات‭ ‬الحماية‭ ‬لأطراف‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭.. ‬وضمان‭ ‬عدم‭ ‬إصابتها،‭ ‬لأن‭ ‬تأثير‭ ‬ذلك‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬المدرس‭ ‬أو‭ ‬التلميذ،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬الأسرة‭ ‬والمجتمع‭.‬
أولاً‭:‬‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تحديد‭ ‬ساعات‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسى‭.. ‬ولا‭ ‬داعى‭ ‬للتطويل‭ ‬غير‭ ‬المبرر،‭ ‬واغتنام‭ ‬الوقت‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬أكبر‭ ‬استفادة‭ ‬علمية‭ ‬ودراسية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬اليوم‭.‬
ثانياً‭:‬‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بالحصص‭ ‬المدرسية،‭ ‬ولا‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬خمس‭ ‬حصص‭ ‬متوالية،‭ ‬وتجميد‭ ‬باقى‭ ‬الأنشطة‭ ‬الأخرى،‭ ‬التى‭ ‬ربما‭ ‬تشهد‭ ‬تزاحماً‭ ‬وعدم‭ ‬تطبيق‭ ‬للإجراءات‭ ‬الاحترازية،‭ ‬بحيث‭ ‬ينتهى‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسى‭ ‬فى‭ ‬الثانية‭ ‬عشرة‭ ‬ظهراً‭ ‬على‭ ‬أقصى‭ ‬تقدير‭.‬
ثالثاً‭:‬‭ ‬عدم‭ ‬السماح‭ ‬بالأطعمة‭ ‬داخل‭ ‬المدرسة،‭ ‬وشراء‭ ‬الحلويات‭ ‬سواء‭ ‬السائبة‭ ‬أو‭ ‬المغلفة،‭ ‬لأنها‭ ‬تنقل‭ ‬العدوى،‭ ‬وتشهد‭ ‬تلامس‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬شخص‭.. ‬ويتم‭ ‬التنبيه‭ ‬على‭ ‬التلاميذ‭ ‬بإحضار‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬من‭ ‬الأغذية‭ ‬والمشروبات‭ ‬من‭ ‬منازلهم‭.‬
رابعاً‭: ‬ارتداء‭ ‬الكمامة‭ ‬فى‭ ‬الفصل‭ ‬خلال‭ ‬الحصة‭.. ‬ويتم‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بالمدرس‭ ‬بالتخلى‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الكمامة‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬الشرح،‭ ‬أو‭ ‬المتحدث‭ ‬من‭ ‬التلاميذ‭ ‬عند‭ ‬الاستفسار‭ ‬أو‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬سؤال‭ ‬من‭ ‬المدرس‭.‬
خامساً‭:‬‭ ‬إلغاء‭ ‬‮«‬الفسحة‭ ‬المدرسية‮»‬‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬فى‭ ‬منتصف‭ ‬اليوم،‭ ‬ومدتها‭ ‬نصف‭ ‬ساعة‭.. ‬وأن‭ ‬يتم‭ ‬دخول‭ ‬المدرسة‭ ‬بتنظيم‭ ‬محكم‭ ‬ومتباعد‭ ‬وعدم‭ ‬الجرى‭ ‬لحجز‭ ‬المقاعد‭ ‬أو‭ ‬التزاحم‭ ‬والتدافع‭ ‬لأن‭ ‬الأمر‭ ‬سيكون‭ ‬أكثر‭ ‬خطورة‭.. ‬فلا‭ ‬داعى‭ ‬لوجود‭ ‬الفسحة‭ ‬مع‭ ‬قصر‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسى‭ ‬يومياً‭ ‬بحيث‭ ‬يبدأ‭ ‬فى‭ ‬الثامنة‭ ‬صباحاً‭ ‬وينتهى‭ ‬فى‭ ‬الثانية‭ ‬عشرة‭ ‬ظهراً‭ ‬أو‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭.‬
سادساً‭:‬‭ ‬إلغاء‭ ‬الطابور‭ ‬الصباحى‭ ‬نظراً‭ ‬لزيادة‭ ‬الأعداد‭ ‬واحتمالات‭ ‬التدافع‭ ‬والتزاحم‭.. ‬ويتم‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بتحية‭ ‬العلم‭ ‬الوطنى‭ ‬وقوفاً‭ ‬وتشغيل‭ ‬النشيد‭ ‬الوطنى‭ ‬فى‭ ‬الإذاعة‭ ‬الداخلية‭.. ‬ويقف‭ ‬جميع‭ ‬التلاميذ‭ ‬داخل‭ ‬فصولهم‭ ‬احتراماً‭ ‬وتحية‭ ‬للنشيد‭ ‬الوطنى،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينمى‭ ‬ويزرع‭ ‬الانتماء‭ ‬والولاء،‭ ‬ويغرس‭ ‬الاحترام‭ ‬للنشيد‭ ‬الوطنى‭.‬
سابعاً‭:‬‭ ‬جميل‭ ‬أن‭ ‬تمضى‭ ‬الحياة‭ ‬طبيعية‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬الخطر،‭ ‬وهذا‭ ‬بأيدينا‭ ‬ورهن‭ ‬سلوكياتنا‭ ‬وممارساتنا‭.. ‬وأيضاً‭ ‬نجاحه‭ ‬مرتبط‭ ‬بمجموعة‭ ‬الخطط‭ ‬والفكر‭ ‬الذى‭ ‬نتعامل‭ ‬به‭.. ‬فمع‭ ‬الانتظام‭ ‬الدراسى‭ ‬والتعليم‭ ‬المباشر،‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لدينا‭ ‬خدمات‭ ‬تعليمية‭ ‬إلكترونية‭ ‬‮«‬أون‭ ‬لاين‮»‬‭ ‬لدعم‭ ‬الحضور‭ ‬والتعليم‭ ‬المباشر‭ ‬للتلاميذ،‭ ‬وأن‭ ‬يعرف‭ ‬التلميذ‭ ‬أو‭ ‬الطالب‭ ‬كيفية‭ ‬الوصول‭ ‬والتعاطى‭ ‬معها،‭ ‬لتحقيق‭ ‬فاعلية‭ ‬أكثر‭ ‬للعملية‭ ‬التعليمية‭ ‬وتوفير‭ ‬احتياجات‭ ‬التلاميذ‭ ‬والطلاب‭ ‬وتوفير‭ ‬النفقات‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية‭.‬
ثامناً:‬‭ ‬هناك‭ ‬دور‭ ‬مهم‭ ‬وضرورى‭ ‬للأسرة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬توفير‭ ‬الحماية‭ ‬لأبنائها‭.. ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعليمهم‭ ‬كيفية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬النظافة،‭ ‬وتجنب‭ ‬العدوى‭ ‬بالفيروس‭.. ‬بتعليمهم‭ ‬عدم‭ ‬وضع‭ ‬الأيادى‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬وتزويدهم‭ ‬‮«‬بالمناديل‮»‬‭.. ‬والمطهرات‭.. ‬وكيفية‭ ‬ارتداء‭ ‬‮«‬الكمامات‮»‬‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬لديهم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬‮«‬كمامة‮»‬‭ ‬داخل‭ ‬الشنطة‭ ‬المدرسية‭.. ‬والاحتفاظ‭ ‬بها‭ ‬بمطهر‭ ‬جيل‭ ‬‮«‬صغير‭ ‬وجذاب‮»‬‭.. ‬وأيضاً‭ ‬زجاجة‭ ‬كحول‭ ‬صغيرة‭ ‬ويتم‭ ‬تدريبهم‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬استخدامها‭.. ‬ويا‭ ‬حبذا‭ ‬لو‭ ‬علبة‭ ‬بلاستيك‭ ‬صغيرة‭ ‬بداخلها‭ ‬قطعة‭ ‬صابون‭ ‬عندما‭ ‬تتاح‭ ‬الفرصة‭ ‬لهم‭ ‬لغسل‭ ‬الأيدى‭ ‬أو‭ ‬توفر‭ ‬المدارس‭ ‬الصابون‭ ‬السائل‭ ‬فى‭ ‬دورات‭ ‬المياه‭ ‬للطلاب‭.. ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬زجاجة‭ ‬مياه‭ ‬خاصة‭ ‬بهم،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يؤدى‭ ‬الغرض‭ ‬بملء‭ ‬هذه‭ ‬الزجاجة‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬توفيراً‭ ‬للنفقات‭.‬
تاسعاً‭:‬‭ ‬تزويد‭ ‬التلاميذ،‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة‭ ‬بما‭ ‬يحتاجونه‭ ‬من‭ ‬أطعمة‭ ‬سهلة‭ ‬و«مغلفة‮»‬‭ ‬وعصائر‭ ‬طبيعية،‭ ‬وأيضاً‭ ‬أطعمة‭ ‬وفواكه‭ ‬تقوى‭ ‬جهاز‭ ‬المناعة‭.. ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬الحلوى‭ ‬أو‭ ‬الشيكولاتة‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬أو‭ ‬تم‭ ‬شراؤها‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬قريبة،‭ ‬أو‭ ‬شراؤها‭ ‬وتطهير‭ ‬العبوة‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يلمسها‭ ‬التلميذ‭.‬
عاشراً‭:‬‭ ‬ينبغى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬نظافة‭ ‬المدارس‭.. ‬وإيجاد‭ ‬التهوية‭ ‬الصحية‭ ‬وعدم‭ ‬السماح‭ ‬بإغلاق‭ ‬النوافذ،‭ ‬وضمان‭ ‬وجود‭ ‬تيار‭ ‬هواء‭ ‬لتجديده‭ ‬باستمرار‭.. ‬والالتزام‭ ‬بالتباعد‭ ‬الاجتماعى‭ ‬داخل‭ ‬الفصول‭.. ‬وأن‭ ‬تقوم‭ ‬الأسر‭ ‬بتوعية‭ ‬أبنائها‭ ‬بعدم‭ ‬التقارب‭ ‬أو‭ ‬التلامس‭ ‬أو‭ ‬الاحتضان‭ ‬أو‭ ‬الاشتباك‭.. ‬وهى‭ ‬السلوكيات‭ ‬التى‭ ‬اعتدنا‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬أبنائنا‭ ‬خلال‭ ‬الأوقات‭ ‬الطبيعية‭ ‬قبل‭ ‬جائحة‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭.‬
مطلوب‭ ‬أن‭ ‬نتحدث‭ ‬كثيراً‭ ‬مع‭ ‬أبنائنا‭ ‬التلاميذ‭ ‬داخل‭ ‬الأسر‭ ‬وأيضاً‭ ‬فى‭ ‬المدرسة‭ ‬بالتوعية‭ ‬والإرشادات‭.. ‬والتنظيم‭ ‬الجيد،‭ ‬ووجود‭ ‬عيادة‭ ‬صحية‭ ‬داخل‭ ‬كل‭ ‬مدرسة‭ ‬للتعامل‭ ‬الفورى‭ ‬والتوعية،‭ ‬والوقوف‭ ‬بحسم‭ ‬فى‭ ‬وجه‭ ‬ممارسات‭ ‬أو‭ ‬سلوكيات‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تفسد‭ ‬عملية‭ ‬التنظيم،‭ ‬أو‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭.‬
المهم‭ ‬أن‭ ‬تنفذ‭ ‬داخل‭ ‬المدارس‭ ‬بضمير‭ ‬حى‭ ‬وفهم‭ ‬ووعى‭.. ‬واعتبار‭ ‬أن‭ ‬التلاميذ‭ ‬هم‭ ‬أبناء‭ ‬للمدرسين،‭ ‬وأطراف‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭.. ‬وألا‭ ‬تمضى‭ ‬الأمور‭ ‬بفوضى‭ ‬وفهلوة،‭ ‬وفتحة‭ ‬صدر‭.. ‬لكن‭ ‬بوعى‭ ‬وفهم‭ ‬وضمير‭.‬

Dr.Randa
Dr.Radwa