الثلاثاء 23 ابريل 2024

كلمة الحب

مقالات22-9-2021 | 11:57

كلمة "الحب" تلك الكلمة الجميلة الخطيرة الرقيقة المخيفة التى قد يراها البعض دليل ضعف، والبعض الآخر قد يراها جريمة فى حد ذاتها.

أعلم أنى قد دخلت إلى منطقة خطرة، عذرًا فلم أقصد أبدًا أن أتخطى حدودًا، أو أحارب ثقافات، ولن ألقى بالعادات والتقاليد فى جوف بئر عميق مظلم، ولكن دعونى أحدثكم بصدق ألم تقفوا يومًا أمام لحظات حيرة حين دفعكم القلق لاختيار كلمة بديلة عنها خوفًا من سوء فهم، بل وأحيانًا رعبًا من أثرها على محدثيكم؟ حتى لا تُترجم الكلمة بشكل خاطىء، أو تصل إلى زاويةٍ أبعد بكثير مما يترجمه معناها الحقيقى، وذلك تجنبًا للحرج، وقد يصل الأمر بكم إلى حد التنصل منها، وهى التى دعت إليها الأديان السماوية جميعها .

 

لولا تلك الكلمة لانتهى أمرنا. كيف سنعيش فى مجتمع لا يوجد به متسع لكلمة حب تعبر عن إنسانيتنا، الكلمة التى تحولنا من بشر عاديين إلى مخلوقات نورانية أشبه بالملائكة. ومن خلال تجربتى وجدت نفسى فى تلك المنطقة حين بدأت أتعامل مع أصدقاء متعددين على مواقع التواصل الاجتماعى حين وجدت الكثيرين ينتقدون وضع رمزٍ على شكل قلب كعلامة إعجاب، ويعتبرون من يفعل ذلك قد اقترف إثمًا عظيمًا. نعم أنا أضعه .. ولم لا ؟! كنت أتعمد اختيار هذا الرمز كنوع من التمرد على السطحية فى التفكير، واستعدادًا لتلقى اللوم من بعض المحيطين. كنت أسعد جدًا بذلك !

 

لا لا أبدًا فلست مشاغبة، ولكنى إن آمنت بشيء درسته جيدًا، وهيأت نفسى لدخول حلبة مصارعته دون خوف، فالكثيرين سيقومون بإلقاء اللوم عليّ، وقد تتحول المناقشة إلى مشادة، وعندها سأدخل معهم فى جدالهم، وقد ارتسمت على وجهى ابتسامة النصر. نعم سأنتصر حيث أنى قد امتلكت كل مقومات الانتصار، فقد جعلت من المحبة كل أسلحتى. حتمًا سأنتصر، تعالوا نتحدث عن الغرب الذى لم يعجبنا كشرقيين.

انتظروا فأنا معكم أرى أن التحرر، وترك ما نصت عليه الكتب السماوية هو الكارثة بعينها، ولكنهم على جانب آخر قد تعلموا الحب فى كل مجالات حياتهم أحبوا بلادهم فتقدمت. أحبوا أعمالهم فنجحت، أحبوا الرفق فتزينوا به . أحبوا العطاء فنالوا أفضل جزاء.

بتلك الكلمة التى يخشاها الشرقيون وصلوا هم لتحقيق ذواتهم، ورفعوا رايات بلادهم، أما نحن فقد بقينا فى ذلك الرداء توقفنا عند الصغائر وحولناها ببراعةٍ إلى كبائر، نجحنا فى جعلها كالنيران المتصاعدة أعددناها لتحرقنا، وقد يتعصب البعض منا أكثر وأكثر فيحرق بها غيره دون وازع ٍ من ضمير فهو قد أتقن الكراهية وتشبع بها .

 

أحب الكره وكره الحب! كل هذا من أجل تلك الكلمة. لماذا نحولها إلى معنىً آخر؟ لماذا لا نستخدمها فى موضعها الصحيح ؟ لماذا جعلناها رمزًا للذنوب والآثام ؟ لماذا قمنا بتفريغها من محتواها الحقيقى؟ تعالوا نحاول أن نطبق روح الكلمة معًا. تعالوا لننثر شذاها بيننا. تعالوا نرسلها بعيدًا لتصل إلى غيرنا. تعالوا نترنم بها. فما أحوج العالم الآن لتطبيقها والسير فى ظلها . تعلموا أن تحبوا دون تجاوز .. تعلموا أن تحققوا معنى الحب.. هيا بنا جميعًا ننشر على الأرض المحبة والسلام .

Dr.Randa
Dr.Radwa