الخميس 25 ابريل 2024

اصعد بعقلك إلى السماء وأنظر كيف يعود؟

مقالات17-9-2021 | 12:18

قال الله تعالى:

"أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِى سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِمَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ (43)" سورة النور

عندما تتحول بعض مياه البحار والمحيطات إلى بخار نتيجة حرارة الشمس، يصعد هذا البخار إلى الغلاف الجوى، وعندما يرتفع فى الهواء يتعرض لعوامل البرودة والضغط، فيتحول بخار الماء إلى ماء أو كرات ثلجية، وهذه العملية تمر بمراحل تفاعلية كثيرة حتى تتكون السُّحب بأشكالها وأنواعها:

والسُّحب تنقسم حسب ارتفاعها إلى:

  • سحب منخفضة (2000 متر على مستوى سطح الأرض ) وهى التى تتشكّل بالقرب من سطح الأرض، ويمكن أن تلامسها، وهو ما يُسمّى بالضباب.
  •  سحب متوسطة (من 2000-6000 متر) وهى التى تتواجد بين السحب العالية والمنخفضة
  •  سحب مرتفعة (من 6000-12000)

 

وتنقسم السُّحب حسب أشكالها إلى:

  • السحب السمحاقية: وهى السحب العالية التى تبدو مثل الريش.
  • السحب الركامية: وهى السحب المتوسطة؛ بحيث تبدو مثل كرات القطن العملاقة فى السماء.
  • السحب الطبقية: هى السحب المُنخفضة.

وتشير الآية الكريمة إلى ظاهرة نراها جميعاً وهى ظاهرة السُّحب بأشكالها وآلية تكوينها التى يتحول فيها البخار إلى ماء يحيي الأرض بعد موتها، وأن هذه الظاهرة هى بقدرة الله الذى يقول للشيء كن فيكون.

  • ومعنى يزجى: يسوق السحاب برفق بواسطة الرياح
  • ومعنى يؤلف بينه: يجمعه وهذا تعبير عن التفاعلات العلمية الدقيقة التى تحدث فى هذه الظاهرة بكل دقة وابداع.
  • ومعنى: يجعله ركاماً: أى تتحول السُّحب إلى سُّحب ركامية وكأنها كرات ضخمة .
  • ومعنى البرد: كرات الثلج
  • ومعنى الودق: يعنى المطر والمطر عندما يهطل من السُّحب الركامية يهطل من وسطها وليس من أطرافها، وأيضاً يهطل والسُّحب تجريها الرياح بقدرة الله حتى يتوزع المطر فى الأماكن وفق إرادة الله جل جلاله، فلا تتوقف السُّحب عند نزول المطر.

وهذا يفسر لنا ظاهرة المطر عندما ينزل فى مكان دون مكان حتى على مستوى القرية أو المدينة الواحدة، فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء.

والمقصود بقوله: سنا برقه: يعنى ضوء البرق الخاطف.

 

هذه الآية الكريمة هتاف إلهى لهؤلاء الذين يظنون أن الاستغناء عن الله وعدم الاعتراف به وبقدرته لونٌ من ألوان القوة والتمدن والحرية وتقديس العقل.

استخدمو عقولكم وتفكرو! هل يستطيع أحدُ أن يصنع ذلك سوى الله؟.. وهل أنتم بظنكم هذا (ظن الاستغناء عن الله) بعيدين عن إرادة الله وقدره ورزقه ومشيئته؟

املأ قلبك أيها الإنسان بجلاله والخشوع له فهذه الظواهر عبرة لأولى الأبصار.

والآية أيضاً هتاف إلهى للمؤمنين ‏عندما ترى ماء البحر يصعد إلى السماء بخاراً.. ‏فيكون غماماً.. ثم يعود للأرض غيثاً عذباً نقياً.. ‏فهل دعاءك ورجاءك لربك يعود عليك بلا شيء؟

اصعد بقلبك للسماء، وانظر كيف يعود؟.. سيعود قلبك خاشعاً سالماً متسامحاً ليناً طاهراً محباً.. وسيعود دعاؤك عليك بالرزق والبركة والإجابة والخير.

إنه الله الذى يقول للشيء كن فيكون.. وعلى قدر حُسن ظنك بربك على قدر عطاء الله لك.

Dr.Randa
Dr.Radwa