الخميس 25 ابريل 2024

قمة بغداد بين الطموح والواقع

مقالات27-8-2021 | 17:55

تشهد العاصمة العراقية بغداد مؤتمر قمة لقادة دول الجوار وفرنسا، بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية، وهو ما لم تشهده العاصمة التى يبكى التاريخ على مصيرها منذ عقود.

 

ولولا ظروف بغداد وما بها هذه الأيام لكان للمؤتمر أهمية أكبر، لما تشهده من انقسامات وخلافات داخلية بحاجة إلى محادثات وحلول وتوافقات، ربما كان على أهلها أولا الرهان فى إنجازها قبل الاستعانة بوسيط نزيه من أهل الجوار، فتاريخ من الصراعات والانقسامات والحروب كفيل بتقديم وجهات نظر متجددة متعقلة بعيدا عن المصالح الضيقة والارتباطات بالخارج لبعض القوى.

 

ينعقد المؤتمر فى وقت أصبح خلاله العراق مسرحا للنزاعات الإقليمية والدولية، فهناك دول جوار تتدخل علنا بالشؤون الداخلية للعراق، تلك الدول تقصف القرى الحدودية تاركة كل ساعة خسائر جسيمة للمواطنين العزل، دون منح فرصة الحوار كأفضل وسيلة لحل الخلافات.

 

سؤال يطرح نفسه مع قمة بغداد: على ماذا يتفق المجتمعون؟ هل سيخرج المؤتمر بقرارات لصالح العراق أم مصالح تلك الدول ذاتها؟.

 

قبل أعوام انعقد مؤتمر فى الكويت لمساعدة العراق فى إعادة ما دمرته الحروب وإرهابى داعش، لكن حتى اللحظة لم ينفذ أى قرار من تلك القرارات الصادرة عنه.

 

فى رأينا أنه كان الأفضل للقيادة السياسية العراقية المتمثلة بالحكومة إجراء مؤتمر حوار وطنى بين كيانات العراق السياسية ونحن على أبواب انتخابات تشريعية مبكرة فى أكتوبر المقبل، بغرض حل الخلافات بين المركز والإقليم حسب الدستور، وترتيب البيت العراقى بين كافة مكوناته بوجود هؤلاء القادة الذين يحضرون مؤتمر قمة بغداد، وبهذا تصبح بغداد قوية قادرة على استرجاع هويتها العراقية، لأن الهوية التى تخدم العراق هى الهوية العراقية فقط، ولا غيرها من الهويات.

 

من ناحية أخرى نجد بعض الدول التى تحضر القمة لا تجمعهما أية مصالح مع الدول الأخرى سوى التدخل فى الشؤون الداخلية العراقية، وهناك اختلاف وعداوة بينها فى العديد من القضايا، وهو ما يثير شكوكا حول أهداف القمة وفرص نجاحها فى خدمة العراق ذاته.

 

إذا كان المؤتمر من أجل مصالح العراق كان الأولى عقده بعد حل الخلافات الداخلية، وإذا كان من أجل إنهاء الخلافات بين هذه الدول وتلك فمن الصعب الوصول إلى المراد بالتأكيد ولا علاقة للعراق به.

 

نتمنى أن يكون عقد هذا المؤتمر بادرة خير لحل الأزمات السياسية والاقتصادية فترجع الهوية العراقية وتكف الدول عن التدخل فى شؤونه الداخلية، ولينتبه العراقيون إلى مستقبل بلدهم فى عالم متغير متقلب لا يعترف بغير المصالح.

Dr.Randa
Dr.Radwa