الجمعة 19 ابريل 2024

عام جديد من العطاء

مقالات16-8-2021 | 16:22

حينما يكون الكيان مؤثرا في تغيير وضعية البلاد إلى الأفضل، يكون ذكرى تأسيسه عيدا للشعب يحتفل به كل عام كذكرى وطنية لها سيرتها التاريخية.

هكذا الأمر ولا أبالغ فى سيرة تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني والتي تحل ذكراه الـ 75 اليوم 16 أغسطس وتتراجع مظاهر الاحتفال وسط إجراءات جادة لمواجهة جائحة كورونا في الإقليم والعراق والمنطقة كافة.

 تأسس الحزب عام 1946 على يد الأب الروحي للشعب الكردي ملا مصطفى بارزاني الخالد، كحزب سياسي يناضل بكل الوسائل السلمية من أجل حصول شعب كردستان على حقوقه القومية والثقافية كسائر الشعوب الأخرى، وجاء التأسيس في ظروف معقدة بعد انتهاء الحرب الكونية الثانية ونشوء الفكر القومي لدى شعوب العالم وخاصة الشعوب التي كانت تحت سيطرة الاستعمار وعانت الاضطهاد والقهر.

القادة والشخصيات الكردية آنذاك تأثروا بالتغيرات الجديدة في العالم وتجربة الشعوب في التحرير من سيطرة الاستعمار، وجاء تأسيس الحزب بعد وجود أحزاب سياسية كردية على الساحة إلا أنها لم تستطع تحقيق مطالب المواطن فاندمجت في الحزب الجديد الذي ناضل تحت شعار "الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان"، لإيمان البارزاني الخالد وقادة الكرد بالديمقراطية وإدراكهم ألا وجود لحقوق الفرد دون بناء دولة ديمقراطية على أساس احترام حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.

من هذا المنطلق يعمل الحزب منذ تأسيسه على نهج البارزاني وتوجهات وقيادة الزعيم مسعود بارزاني، وخلال مسيرته النضالية  استطاع إنجاز العديد من المكاسب لعموم العراق، حيث مقارعة الحكم الديكتاتوري وبناء عراق فيدرالي تعددي.

من جانب آخر استطاع الحزب بحكمة الزعيم مسعود بارزاني إقامة علاقات وثيقة مع الأحزاب والقوى الوطنية العراقية سوى قبل تحرير العراق خلال فترة النضال أو بعده، إضافة إلى ذلك استطاع الحزب عبور الحدود لبناء علاقات صداقة قوية ورصينة مع الأحزاب والقوى التقدمية الديمقراطية العربية والعالمية وبناء علاقات مشتركة مع الأحزاب الديمقراطية الحاكمة في العديد من البلدان الغربية والشرقية والعربية، مع احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

الحزب يؤمن بالحل السلمي والحوار الديمقراطي للخلافات وسجل بطولات وانتصارات سياسية حاسمة على مر تاريخه، وواجه إرهاب داعش بشدة وعزيمة قيادته، وكان أعلى الأحزاب حظا فى الانتخابات الماضية فى العراق كما تزداد شعبيته قبيل الانتخابات المرتقبة فى أكتوبر المقبل، ويتطلع بتأثيره إلى المزيد من العلاقات على الصعيد العالمي والإقليمي والمحلي لبناء جسور التعاون من أجل السلام.

وفى الداخل؛ يؤمن الحزب ببناء علاقات تعاون مع كافة الأحزاب الكردستانية وخاصة الاتحاد الوطني الكردستاني للدفاع عن الحقوق الكردستانية والاستقرار للإقليم، كذلك يتطلع إلى علاقات راسخة مع القوى الوطنية العراقية لبناء دولة ديمقراطية مدنية فيدرالية تلتزم بالدستور.

خلال عمره عاني الحزب الكثير من التحديات والمصائب، إلا أن حكمة البارزاني والتفاف الجماهير كانت وراء انتصاره على كل الأعداء والذين حاولوا زعزعة صفوفه، فنال ثقة الملايين ورسخ جذوره في قلوب الشعب.

إن نماذج مشابهة فى غير العراق استطاعت تحقيق هذه المكانة لدى الشعوب تأكيدا، ونحن نفخر بما أنجزناه ونبني عليه، ولنا في ذلك مد أيادينا لكافة الأشقاء فى المنطقة وأولهم فى مصر الحبيبة التى نرى فيها كل استقرار وتضحية وفداء لأجل حماية شعبها.