الجمعة 19 ابريل 2024

أولمبياد طوكيو 2020 والابتكار والتنمية المستدامة

مقالات11-8-2021 | 17:58

 تعد اليابان من الدول التي تهتم بالابتكار والإبداع بشكل كبير ويؤثر ذلك في الاقتصاد الياباني بشكل إيجابي وخصوصاً ان اليابان أحد الدول الصناعية الكبرى.

وقد حصلت اليابان على فرصة تنظيم أولمبياد طوكيو 2020، و كان لابد من تقديم حلول مبتكرة تساعد في خفض التكاليف ومراعاة التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر، وبالتالي كان من المنتظر أن تقدم اليابان ماهو جديد ، بلا شك قدمت اليابان نموذج رائع في الابتكار في هذه النسخة ، ولا يمكن إغفال أن انتشار جائحة كورونا افقدت الدورة جزء من رونقها كما أثر ذلك بشكل كبير في تمويل البطولة ونجاحها.

5 آلاف ميدالية هي عدد الميداليات في الدورة مصنوعة من المعادن الثمينة المختلفة ، ولكن هذه المرة تم صناعتها بطريقة مختلفة  تماماً حيث تم صناعتها من خلال المعادن المُعاد تدويرها من نحو 79 ألف طن من الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية الأخرى القديمة التي تبرّع بها اليابانيون علي مدار عامين تقريباً ،  وهو ما يعكس حجم المشاركة المجتمعية في اليابان بالإضافة إلى لفت الأنظار لقضايا البيئة والتنمية المستدامة وهي أول مرة تشهد فيها الدورات الأولمبية مثل هذه الإجراءات ، و قد تجاوز عدد الهواتف المحمولة القديمة التي تم استخدامها لصناعة الميداليات 6 مليون قطعة وفقا لما ذكرته وكالة رويترز ، حيث تم تجميع حوالي 32 كيلو جرام دهب  و3500 كيلو جرام من الفضة، و2200 كيلوجرام من البرونز من أجل تصنيع هذه الميداليات ، غالباً ما تحتوي الأجهزة الإلكترونية علي بعض المعادن كالذهب والفضة والنحاس يمكن إعادة استخدامها .

وتم اختيار تصميم الميداليات من خلال مسابقة أقامت اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو 2020، في مسابقة مفتوحة للمصمّمين المحترفين وطلاب التصميم اجتذبت أكثر من 400 مشاركة وفاز بالمشروع المصمّم يونيشي كاوانيشي، وهو مصمّم رسوم متحركة من أوساكا، التصميم  يراعي انعكاس الضوء  وأن يسير في عدة اتجاهات ، كما تم تطبيق خطوط من السيليكون على سطح الشريط للتعرّف على نوع الميدالية (ذهبية أو فضية أو برونزية) بمجرد لمسها. كما تمّ استخدام ألياف البوليستر المعاد تدويرها كيميائيًا، والتي تُنتج كميات أقلّ من ثاني أكسيد الكربون أثناء عملية التصنيع. وتسمح هذه الأشرطة بدمج ألوان رسومات طوكيو 2020 الأساسية.

كما أن  المواد المصنع منها الشعلة الأوليمبية في طوكيو 2020" تشمل على ألمونيوم معاد تصنيعه مستمد من الوحدات السكنية المؤقتة التي أنشئت عقب زلزال 2020، وهي بالطبع رسالة رمزية وبيئة للعالم ، و خلال البطولة ظهر الروبرت cue 3 بمهارة في تسجيل الرميات الثلاثية في كرة السلة .

هذا بخلاف أن اليابان صممت سرير للنوم داخل الغرف البعثات في القرية الأولمبية من الكرتون المقوي الشركة المصنعة "آروايف" اكدت انها تستطيع تحمل وزن 200 كيلوغرام وخضعت لاختبارات صارمة، كما نشر لاعب الجمبار الإيرلندي ريس ماكليناغان مقطع فيديو يظهر فيه و هو يقوم بالقفز مرارا وتكرارا على السرير لإثبات قوة السرير المصمم من الكرتون المقوي ، حيث وجهت عدة دول انتقادات بأن السرير ضعيف ولا يتحمل ، كما أن وفد اسرائيل في الأولمبياد أثار غضب الكثير من اليابانيين عندما قام لاعب فريق البيسبول الإسرائيلي بن فاغنر بنشر فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لتسعة رياضيين إسرائيليين في اولمبياد طوكيو وهم يحطمون أحد الأسرّة بالوقف والقفز عليها ، و طالب البعض بفتح تحقيق وطرد البعثة ! 


و في القرية الأولمبية تم تدشين مجمع خشبي كبير من الطراز الياباني التقليدي " فيلاج بلازا " حيث يحتضن خدمات متنوعة لسكان القرية الأولمبية " مصارف ومركز طبي ومركز تصفيف شعر والمتجر الرسمي " , تم تجميع هذا المجمع من 63 بلدية ياباني  على أن يعاد استخدامه بعد البطولة مرة أخرى ، وحتى منصات تتويج الفائزين في البطولة مصنوعة من البلاستيك المعاد تدويره .

كما أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية أن الفائز بجائزة نوبل عام2006 الدكتور محمد يونس من بنجلادش سيحصل على جائزة لوريل الأولمبية ، وهي جائزة مرموقة أنشأتها حديثاً
اللجنة الأولمبية الدوليةمنذ دورة ريو 2016  لتكريم الإنجازات الفردية وذلك فالحفل الافتتاحي لأولمبياد وذلك في رسالة حول أهمية الرياضة وعلاقتها بالتنمية البشرية.

وبالتالي فإن هذه النسخة يستحق أن يطلق عليها نسخة الابتكار التنمية المستدامة وأن تكون هذه النسخة محط أنظار العالم في الخروج بأفكار مبتكرة وجديدة لحل المشاكل البيئية وخصوصاً في ظل انتشار جائحة كورونا.