السبت 20 ابريل 2024

كيف نتخذ من الهجرة النبوية منهجا

مقالات8-8-2021 | 13:29

يحتفل العالم الاسلامى غدا ببداية العام الهجرى الجديد، حيث يمر اليوم ١٤٤٣ سنة على هجرة رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، حيث دعا أهله وأقرب الناس إليه لدخول الإسلام وتوحيد الله وعبادته.

بعد بضع سنين أجهر الرّسول الكريم بدعوته، فاستشاط الكفار غضباً، فكذّبوه وردّوا عليه دعوته، وناصبوه العداء، فآذوه وآذوا صاحبه ومن آمن برسالته وأنزلوا بهم أشد العذاب، ولمّا بلغ بالمؤمنين العذاب الشديد أذِن الله لرسوله بالهجرة من مكة إلى المدينة، فاجتمعت قريش يوماً لتبحث بأمر النبى محمد - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين معه، فانتهى بهم الأمر إلى قتله، واختاروا من كل قبيلة شاباً قويّاً ليتفرّق دمه بين القبائل وكى يصعب الثأر له، فنزل جبريل - عليه السلام - على سيد المرسلين وأمره بعدم المبيت فى بيته هذه الليلة، فذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بيت صاحبه أبى بكرٍ الصديق، وأخبره بأنّ الله قد أذن له بالهجرة، فقال له أبو بكرٍ: الصحبة يا رسول الله، فجهّز أبو بكر راحلتين وأخذ كلّ ما يملك من المال، وأمر رسول الله عليّاً بالمبيت فى فراشه تلك الليلة ليتوهّم المشركون أنّ رسول الله نائمٌ فى فراشه، وعند حلول الظّلام تجمّع الحاقدون عند بيت رسول الله ومعهم سيوفهم الحادة، عندها خرج رسول الله من بيته وحثا التراب على رؤوس أعدائه واخترقهم دون أن يشعروا به ومضى فى رعاية الله وحفظه.

 

فى الصباح استيقظ المجرمون من غفلتهم وعلموا أنّ علياً من كان نائماً فى فراش الرسول، فعلمت قريشٌ بالخبر فجنّ جنونها، فراقبت الطرق، وأعلنت عن جائزةٍ ثمينةٍ لمن يأتى بمحمدٍ وصاحبه، وفى هذه الأثناء اتّجه رسول الله مع صاحبه إلى غار ثور ومكثا فيه بضع ليالٍ، وخلال هذه الأيام كان عبد الله بن أبى بكرٍ يأتى لهما بالأخبار، وكانت عائشة وأسماء تأتيان بالطعام، وكان راعى أغنام أبى بكرٍ يأتى باللبن وكذلك كان يمرّ بالغنم ليلاً على آثار أقدام عبد الله ليمحو الأثر، واستأجر رسول الله عبد الله بن أريقط ليدلّه على الطريق، وكان كافراً ولكن خبيراً عالماً بالطرق. انتشر الكفار بحثاً عن الرسول حتى وصل بعضهم إلى مكان وجوده، فنظر أحدهم إلى داخل الغار ولكنّ الله أعمى بصره فلم يرَ شيئاً، فخاف أبو بكرٍ أن يراهما أحد، فقال له الرسول الكريم: يا أبا بكرٍ ما ظنّك باثنين الله ثالثهما، وبعد ثلاثة أيامٍ ؛ حيث خفّ الطلب واللحاق بهما خرج رسول الله وصاحبه وعبد الله بن أريقط، فى الطريق يراهم سراقة بن مالك فيلحق بهما ليلقى القبض عليهما ويفوز بالجائزة، ولكن الله تعالى جعل أقدام فرسه تغوص فى الرمال مرّة تلو الأخرى حتى طلب من رسول الله النجاة ويكفُّ عن اللحاق بهما، فكان له ذلك، فرجع أدراجه وأصبح كلما مرّ به أحد من المشركين يقول له لم أر أحداً فى هذا الطريق.

 

مرّ رسول الله بامرأةٍ يقال لها أم معبدٍ، فطلب منها الطعام، فقالت له: إنّ شياهها هزيلةٌ ولا يوجد فيها اللّبن، فطلب رسول الله منها إحدى الشياه الهزيلة فمسح بيده الشريفة على ضرعها فتفجّرت العروق باللبن، فشرب رسول الله وسقى المرأة وصاحبه ثم ارتحل، وعندما أصبح على مشارف المدينة سمع الأنصار بخبر قدومه، فخرجوا لاستقباله بالأناشيد والتكبير فرحين بقدومه وكانت هجرته الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة. وفى النهاية علينا أن تكون لنا فى رسولنا الكريم أسوة حسنة، فلنهجر المعصية والصفات والخصال الذميمة ونتبع ما فيه رضا الله ففيه صلاحنا وراحتنا ونتعلم من درس الهجرة أن الله إذا أراد شيء فلا راد لقضائه بشرط أن يخلص الإنسان النية لله فى التغيير للأفضل وإتباع كتابه الكريم وسنة نبيه العظيم.