السبت 20 ابريل 2024

«الحلم المصرى».. بين ثورتين

مقالات24-7-2021 | 20:52

تغيير واقع الحياة فى مصر.. هدف أساسى لثورتى «23 يوليو و30 يونيو».. فمشروع بناء الدولة الحديثة والمتقدمة.. بدأ مع عبدالناصر.. لكن شاءت الأقدار وبفعل مخططات قوى الشر ألا يكتمل.. لكنه أصبح قاب قوسين من التحقق فى عهد السيسى الذى يقود أكبر عملية وملحمة بناء فى تاريخ مصر.. فيما يشبه المعجزات التى وصلت إلى كل ربوع البلاد فى جميع القطاعات والمجالات، ترتكز على قوة وصلابة وقدرة الدولة ومؤسساتها فى التعامل بحكمة وعبقرية مع التحديات والتهديدات، والاستهداف الخارجى لأمننا القومي.. ونتاج قراءة عبقرية للتاريخ استلهمت الدروس والعبر وتداركت أخطاء الماضي.. لذلك آن الأوان للمشروع المصرى أن يكتمل برؤية وإرادة واصطفاف شعبى غير مسبوق.
 
 من 23 يوليو .. إلى 30 يونيو


ما بين إعادة حكم مصر إلى المصريين، وإعادة مصر إلى أهلها، جاءت أهم أهداف ثورتى 23 يوليو 1952.. وثورة 30 يونيو 2013.. لذلك فهناك معانٍ ورسائل وتحديات وتهديدات تشكل مخاطر مشتركة واجهتها الثورتان العظيمتان بما تمثلانه من كفاح ونضال عظيم لهذا الشعب من أجل استرداد وطنه وحقه فى الحياة، وبناء مصر القوية والقادرة والمتقدمة، وأن تكون دولة ذات ثقل ومكانة سواء إقليمياً أو دولياً.
جســدت كلمـــة الرئيس السيسى فى ذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة مراحل النضال المصرى منذ انطلاق ثورة يوليو وحتى يومنا هذا، لتجد أن هناك تشابهاً كبيراً فى التحديات والتهديدات والمخاطر، وأيضاً الأهداف، خاصة بناء الدولة القوية القادرة المتقدمة.
وقبل الخوض فى رسائل كلمة الرئيس السيسى فى ذكرى ثورة 23 يوليو أتوقف عند هذا اليوم، وصادف أن يكون يوم جمعة، ورابع أيام عيد الأضحي، اختار الرئيس أن يكون يوماً للعمل والإنجاز والمتابعة على أرض الواقع للمشروعات العملاقة فى مسيرة بناء الدولة الحديثة.. فالعيد والاحتفال بأمجادنا القومية له مدلول مختلف واستثنائى عند الرئيس السيسى.. فقد كانت أيام العيد حافلة بالعمل الرئاسى سواء فى مدينة العلمين الجديدة بالساحل الشمالى الغربي، وما يمثله من مستقبل واعد لمصر.. ورؤية القيادة السياسية التى تجسدت خلال اجتماع الرئيس مع الحكومة عقب صلاة عيد الأضحى.. وبالأمس كان الرئيس فى الإسكندرية يتفقد أعمال تطوير المحاور والطرق الجديدة فى إطار مبادرة «معاً نبنى المستقبل» تحت إشراف الهيئة الهندسية، ما أريد أن أقوله إن الرئيس السيسى قابض على الإرادة الصلبة والإصرار والعزم على استكمال مشروع بناء مصر القوية القادرة المتقدمة.. دولة حديثة على مشارف الجمهورية الجديدة.. وبنفس الروح والحماس الذى بدأت به مصر مشروعها وربما يزيد على ذلك.. خاصة أن مصر قدمت تجربة على مدار الـ7 سنوات الماضية، أصبحت نموذجاً أمام العالم وحظيت بشهادات وإشادات دولية.. وحققت الرضا الشعبى فى مصر وزادت تطلعات وآمال هذا الشعب فى مستقبل عظيم فى وطن قوى وقادر ويمتلك القدرة الشاملة والمؤثرة.
ما بين ثورتى 23 يوليو و30 يونيو رباط كبير.. وقواسم مشتركة كثيرة سواء فى الكثير من الأهداف أو التحديات والتهديدات.. وإن اختلفت أساليب المواجهة والتعامل.. لكن إذا كان المشروع الوطنى لبناء الدولة المتقدمة فى عهد عبدالناصر لم يكتمل، أو تعرض للاستهداف.. لكن مشروع بناء الدولة الحديثة المتقدمة فى عهد الرئيس السيسى سوف يتحقق وأصبح على مقربة.
ربما يبادرنى أحد بسؤال: وما الفرق.. أو لماذا لم يكتمل مشروع 23 يوليو.. وسوف يتحقق مشروع 30 يونيو؟!.. لا أميل لمثل هذه المقارنات.. لكن ربما 23 يوليو لم تكن قيادتها أكثر نضجاً أو خبرة فى التعامل مع محاولات الاستهداف أو ربما الظروف والمعطيات والواقع كان مختلفاً.. فما كان مناسباً أو غير مناسب، يتحدد حسب التوقيت والمعطيات والملابسات، لكنه فى كل الأحوال النوايا وطنية خالصة.. وثورة 23 يوليو منحت مصر الكثير والكثير، يكفى إعادة حكم مصر إلى أهلها بعد كفاح ونضال شريف.. وأيضاً غيرت واقع الحياة فى البلاد، ووضعت مصر على خريطة العالم السياسية ورسمت ملامح مشروع وطنى للتقدم شاءت الأقدار أن يتعثر فى نهاياته بسبب محاولات الإفشال والتعطيل والاستهداف وربما طريقة التعاطى معها وفق حسابات أكثر نضجاً وتريثاً وارتكازاً على تقديرات موقف صحيحة.. وأولويات المرحلة التى رتبت بشكل يدرك أبعاد الاستهداف الخارجي.. والإفراط فى الشعارات الحماسية أو العنتريات، لكن فى كل الأحوال كانت تجربة وطنية صادقة وملهمة ولعل نتائجها وثمارها حققت تغييراً جذرياً فى كل المجالات وأعلنت بدء مسيرة جديدة من العمل الوطنى لتحقيق آمال المصريين فى إحداث تحولات نوعية اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، وكانت ثورة 23 يوليو ملهمة بكل المقاييس امتد تأثيرها ليتجاوز حدود الإقليم ووصل صداها إلى جميع أنحاء المعمورة لتمنح الإلهام والأمل لشعوب تكافح من أجل حريتها وتسهم فى تغيير موازين القوى فى العالم لتعلى مصالح الشعوب واستقلال قرارها الوطنى.
يكفى ثورة 23 يوليو أنها منحت المصريين حق الحلم والتطلع.. إلى مستقبل أفضل ووطن أكثر قوة وقدرة.. وأنها جمعتهم على قلب رجل واحد فى مواجهة المخططات والمؤامرات فى الداخل والخارج.
ثورة 23 يوليو التى واجهت خيانة وتآمر جماعة الإخوان الإرهابية.. وهى جماعة ترفض فكرة الوطن أو الاحتشاد خلفه، ولأنها فكرة خبيثة غرسها أعداء مصر قاومت مشروع التقدم المصري.. ووضعت يدها فى يد أعداء مصر لضرب هذا المشروع، ولأن الإرهاب هو عقيدتها وصنعتها، مارست كل أنواع الخيانة.. لذلك من أهم ما يحسب لهذه الثورة أنها واجهت هذا التنظيم الإرهابى بحسم.
فى كلمة الرئيس السيسى بمناسبة ذكرى 23 يوليو.. سرد الرئيس حجم التحديات التى واجهت مصر بعد الثورة والحروب التى خاضتها من أجل الأشقاء، وتمت استعادة الأرض والسلام، وصولاً إلى التحديات المعاصرة التى تمثلت فى مواجهة الإرهاب ونجاح الجيش والشرطة فى إضعاف شوكته، وبإرادة شعب كان ومازال على مستوى من الوعى والولاء والانتماء للوطن.
أما التحدى الذى تشهده مصر الآن والذى خرج من رحم ثورة 30 يونيو من خلال شعب يتطلع إلى الأفضل.. فالتحدى الحالى يمثل أهمية قصوى لنا جميعاً وهو تغيير واقع الحياة فى مصر فى كل جوانبها.. ويجسد بناء وطن قوى ومتقدم.
الحقيقة أن تجربة «مصرــ السيسى» تحظى بخصوصية وتفرد استثنائي، حيث إنها قرأت التاريخ جيداً وخرجت بالعديد من الدروس والعبر.. وتجنبت العديد من الأخطاء.. وتحلت بالحكمة والثقة والثبات والحنكة فى التعامل مع التحديات والتهديدات والمخاطر ومحاولات الاستدراج وجر مصر.
التحدى الحالى الذى يواجه مصر فى إرادتها لتغيير واقع الحياة فى مصر ووفق رؤية وطنية شاملة تتضمن كافة المجالات وجميع ربوع البلاد فى توقيت واحد هدفها بناء الدولة الحديثة المتقدمة القوية القادرة التى لطالما حلم بها المصريون.. ولم تكتمل المحاولات السابقة بعد أن تعرضت لضربات خارجية.
يقيناً تجربة «مصرــ السيسى» فى بلوغ أهدافها فى بناء الدولة الحديثة والمتقدمة سوف تكتمل وتنجح بشكل مبهر خاصة أنها قارئة جيدة للتاريخ، واستلهمت الدروس والعبر.. وتتحلى باليقظة والقدرة على التعامل مع محاولات الجر والاستدراج.. وأيضاً التعاطى مع هذه التحديات والتهديدات وفق تقديرات موقف.. وبُعد إستراتيجى عبقري، ودون عنتريات أو انفعالات أو عصبية أو شعارات.. وأن هذه التجربة.. تسعى لبناء مجد الوطن.. وليست أمجاداً شخصية.. تجربة هادئة رصينة غير متهورة أو مندفعة، لكنها فى كل الأحوال تستطيع التعامل مع كافة التحديات باقتدار.. وتبطل المؤامرات والمخططات وتجهض كل محاولات الاستدراج.
تجربة «مصرــ السيسى» فى السعى لبلوغ ذروة التقدم.. تمضى بإرادة صلبة وعزيمة وإصرار غير مسبوق.. وهدوء وثقة.. مع الارتكاز على قوة وقدرة رشيدة تحمى ولا تعتدى ولا تفرط فى الحفاظ على الأمن القومى أو الحقوق والثروات، ويدها تطال كافة التهديدات.. لكن أيضاً الدولة المصرية لديها العديد من الوسائل المتاحة وهى كثيرة من خلال مؤسسات الدولة النافذة والقادرة على تحقيق أهدافها فى الداخل والخارج، وأحياناً كثيرة تستأصل الدولة المصرية التهديدات والمخاطر دون اشتباك، وربما وفق عمليات جراحية تجهز على هذه التهديدات فى مهدها ودون ضجيج.
قدرة دولة «مصرــ السيسى».. فائقة وتعتمد على العقل والحكمة.. وقليلاً إذا ما دعت الحاجة إلى استخدام القوة.. كما أن مصر تقيم علاقاتها الدولية على أساس التعاون والشراكة والاحترام المتبادل، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية.. وكذلك تعلى من شأن الحلول السلمية والتفاوضية، وليس بتأجيج الصراعات والمواجهات المسلحة.. فهى صوت الحكمة والعقل والسلام الذى ينبع من قوة وقدرة،.. ومن هنا تستطيع مصر أن توفر الحماية لمشروعها بوجود الكثير من الأصدقاء والحلفاء الذين تربطهم بها علاقات تعاون ومصالح مشتركة.
هناك مشتركات كثيرة بين ثورتى 23 يوليو و30 يونيو.. وإن اختلفت الرؤى والتعامل والتعاطى مع التحديات والتهديدات.. فالأهداف مثل: تغيير واقع الحياة.. وبناء الدولة.. والسعى للدور والمكانة والثقل.. وتحقيق تطلعات الشعب.. وأن يكون على قلب رجل واحد.. وأيضاً فى وجود هدف قومى من خلال مشروع وطنى للبناء والتقدم وإقامة الدولة الحديثة، لكن ربما الاختلاف فى آليات وسياسات وأسلوب التعامل والتعاطي.. لكن ما يجعل دولة 30 يونيو قريبة من بلوغ الحلم والهدف واكتمال المشروع.. هو قدرتها الفائقة على إدارة التحديات والتهديدات والمخاطر واستشراف المستقبل، وامتلاك الدور والمكانة والثقل الإقليمى والدولى.. وامتلاك القدرة على درء ودحر التهديد إذا دعت الحاجة ولا تميل الدولة المصرية «دولة 30 يونيو» إلى صنع أعداء، بل بقدر ما تستطيع تميل إلى خلق أصدقاء وحلفاء كُثر، وربط العلاقات الدولية بالمصالح والمنافع المشتركة بما لا يمس سيادتها واستقلال قرارها الوطنى.
ثورة 23 يوليو.. خطوة ونقلة كبيرة على طريق يرسم ملامح مشروع وطنى عظيم لبناء الوطن القوى والمتقدم.. ألهمت الأجيال المتعاقبة دروساً وخبرات وتجارب وعبراً فى كيفية بلوغ الحلم.. ربما من خلال تدارك الأخطاء وإيجاد آليات بديلة، لكنها فى النهاية تجربة جوهرية ووطنية ونقية شريفة، لكنها تظل مجداً مصرياً راسخاً فى وجدان هذا الشعب الذى يكافح ويناضل ويمتلك الإرادة على إكمال مشروعه فى بلوغ أهداف لم تتحقق على مدار 62 عاماً ووجدت القائد العظيم الرئيس السيسى الذى يسهر ويواصل العمل ليل نهار من أجل بلوغ الحلم الذى أصبح قاب قوسين أو أدنى فى ظل الاصطفاف والاحتشاد الوطنى الشعبى خلف قيادته.. وأيضاً فى ظل ما يتمتع به من إخلاص وشرف ورؤية وإصرار وإرادة وحكمة فى نفس الوقت، فهو قارئ جيد للتاريخ.. ولديه من الخبرات والتجارب والعلم والرؤية ما يجعل مشروع مصر لبلوغ التقدم قادراً على تحقيق أهدافه.
قوى الشر التى تآمرت على مشروع ثورة 23 يوليو «مصرــ عبدالناصر».. هى نفسها التى تتآمر على دولة 30 يونيو «مصرــ السيسى».. وما حققته مصر فى 23 يوليو.. وأيضاً فى أكتوبر 1973 من مظاهرة للقوة والوحدة العربية.. تسعى قوى الشر على مدار العقود الماضية لضرب وإجهاض ذلك ولعل تحركات الرئيس السيسى تتصدى لكل محاولات قوى الشر، فالنهاية أن مصر تدرك أنها كلما سعت إلى التقدم حاولوا كسر قدميها.. لكن مصر الآن قدماها أقوى من الكسر وتنطلق بقوة وهى تعى جيداً ما يراد لها ولكنها استعدت جيداً واستفادت من دروس التاريخ وأعدت العدة وامتلكت القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة حتى لا تهزها ريح المؤامرات أو مخططات ضرب المشروع المصرى.

تحيا مصر