الجمعة 19 ابريل 2024

إثيوبيا وسياسة الأيدى القذرة

مقالات22-7-2021 | 23:22

تشير سياسة الأيدى القذرة إلى المواقف التي يُطلب فيها من السياسي القائد انتهاك أعمق مبادئه الأخلاقية من أجل مصلحة أكبر يراها، رغم أضرارها الكبيرة على قطاعات مختلفة، وهو ما يقوم به آبى أحمد رئيس وزراء إثيوبيا حاليًا فى أزمة سد النهضة، والحرب فى إقليم تيجراى.

وعادة ما يُنظر إلى مشكلة الأيدى القذرة على أنها قضية للزعماء السياسيين فقط، إذ لا يتحمل السياسيون العاديون عادةً مسؤولية اتخاذ قرارات جادة بما يكفي لتبرير تلوث أيديهم، وهنا فى حالة إثيوبيا تظهر هذه السياسة بوضوح إذ يسعى يسعى آبى أحمد إلى كسب دعم الناخبين بأي طريقة يمكن تصورها، بما فى ذلك مخالفة الأعراف والقوانين الدولية ونقض معاهداته التى وقعها بيديه وهى إعلان المبادئ فى عام 2015، بجانب هدنة وقف إطلاق النار فى إقليم تيجراى.

وكشفت الفترة الأخيرة، لجوء رئيس وزراء إثيوبيا إلى هذه السياسة، لضمان مقعده فى الانتخابات المقبلة، فهو أقصى أحزاب المعارضة ويقمع قسم كبير من شعبه، وعلى الجانب الآخر، يوهم أتباعه بأهمية سد النهضة وفوائده للشعب الإثيوبي، رغم مخالفة الكثير من الآراء الفنية لذلك، متجاهلا الضرر الواقع على دولتى المصب مصر والسودان، وإمكانية التعاون الجاد بين الدول الثلاثة لتحقيق النفع العام لصالح شعوبها.

وجاء إعلان اكتمال الملء الثانى لسد النهضة، ليكشف الكثير من الخبايا التى لا يريد آبى أحمد، أن يطلع عليها شعبه، فهو لم يحقق ما أعلن عنه، ولن يحقق ذلك، وفى المقابل يحاول إيهام شعبه بأنه المنقذ لهم، رغم أن كل الدلائل تشير إلى عكس ذلك.

وبمطالعة قليل من الأخبار المتعلقة بالشأن الإثيوبي، ستتأكد تمامًا أن حالة آبى أحمد ميئوس منها، فهو يكشف كل يوم أن هناك من يدفعه للتعنت بأزمة السد، ويسعى بكل قوة لفرض سيطرته على الأراضى الإثيوبية رغم الكوارث التى حاقت ببلاده منذ تولى مقاليد الحكم فيها.

فهو يتمني أن تقوم مصر بضرب السد حتي تكون إثيوبيا موحدة بالكامل لتحقيق حلم امه حيث قال في أكثر من مناسبة أن أمي تحلم أن أكون ملكا، بينما هو يريد أن يلغي الدولة الفيدرالية وأن تصبح جميعها تحت راية حزبه الجديد وهو حزب الازدهار، فهو الذي قام باستخدام سلاح الجوع ضد شعبه في تيغراي وارتكب أفظع جرائم الحرب وفقا لتقارير الأمم المتحدة، بل استعان بدولة الجوار لقتل شعبه في تيغراي حيث ادانته كافة المنظمات الدولية، وخرج من موقعة تيغراي مهزوما ومازال قاعد قواته بالاسر مع خمسة آلاف من جنوده في قبضة جبهة تحرير تيغراي وينتظرون محاكمات جرائم الحرب.