الثلاثاء 23 ابريل 2024

تمام الكلام.. سفر المغلوب إلى الجنوب "1"

مقالات14-6-2021 | 22:14

سبحان الله.. للأسف هناك ظاهرة غريبة.. عجيبة.. فشباك القطار زمان الذى كانت تذكرته بـ5 جنيهات فقط.. كان وبات أنضف بكثير من شباك القطار الآن التى تذكرته وصلت لـ 150 جنيها، وهو يعتبر من النوع "المعتبر.. المفتخر" ويحمل من الأسماء الأوربية ما يجعلنا سعداء بارتياده.

 

فجأة داهمنى الحنين لذكريات غالية.. حيث شعرت بالشوق لأيام زمان الجميلة بكل ما فيها من فرح وحزن.. وراحة وتعب.. يكفى أنها كانت تنعم بوجود أكثر القلوب صدقاً وحباً وخوفاً عليك وهما الوالدين جوهرة القلب.. وعين الروح.. فقلت فلأجعل سيدنا القطار هذه المرة وسيلتى لطى ساعات السفر الطويلة طيا ممتعا إلى الصعيد الطيب الجنوب الحزين.. نعم هى ساعات طويلة تتجاوز الـ7ساعات وربما تصل لـ9 ساعات.. لكننى أحبها لأننى أقضيها فى ممارسة هوايتى القديمة، وهى عشقى لمشاهدة المناظر والمشاهد الخلابة التى تقع على طرفى القطار؛ من جبل صامد وخضراء الحياة وماء الروح والمحبة والحنين الذى يسوقنى سوقا لملاقاة أمى وأبى، ولهفة انتظارهما واشتياقهما لى الذى كان يسبق اللقاء.. وإن عزّ الآن اللقاء.

 

لحظى العاثر جلست بجوار شباك مكتنز بالأتربة التى تعمدت حجب رؤية ومشاهدة ما كنت أحبه وأعشقه حتى بات الريف المصرى الجميل وكأنه قطعة من الضباب والشبورة.. الغامضة الملامح.

يالا الأسف.. لن أستعيد زمانى الجميل أو مشاعرى الثمينة المتأججة بمحبة المكان والزمان ومن يسكناهما.. والتى كانت تهيئنى لكتابة الحروف المعلقة بظلال نخلة أو حلم فلاح بسيط يجر حلمه وحماره، وامرأة تغتسل بماء الترعة الغزير فى عين الشمس استعداداً لترانيم الليل الساحرة وهفهفات أعواد القمح وذرة صفراء ببهاء الذهب.. وافتخار لابسيه.. وطيور تحوم حول ما تبقى من خبايا الحقول اليابسة.

الآن بت أنا قصيدة مستحيلة فى حضرة التراب والضباب المتعمد.. لا أقولها بكل صدق.. أنا غلطت.. يابووووووى

واااااااه ياغلبى

Dr.Randa
Dr.Radwa