الجمعة 19 ابريل 2024

لا تشغل القرآن.. شغل البنديرة.. شغل عقلك

مقالات12-6-2021 | 13:09

- هو يبيض أسنانه، ينظفها أو يقومها، على حسابه، فلما تحاسبه؟

إلم تتمكن من تبيض لسانك أو أسنانك، فلتصمت عمن ينظفهما، اصمت كي لا يظهر سواد قلبك وصفار أسنانك معًا.

عدونا واحد هو الحقد، فالحاقدون لا يفرقون بين مسلم ولا يرحمون مسيحيا.

-هي تضع شعر مستعار، اشترته من كيسها، من حسابها، فلا تحاسبها على علاجها الكيماوي أو مرض الثعلبة أو على أنيميا حادة أو سواها من قائمة أمراض ستجرحها لو استنطقتها لترضى فضولك - ولو من بعيد لبعيد- بمعلومات تضطرها لأن تطلعك عليها، اتركها بحالها، ولتعلم أن عدونا واحد، هو الفضول.

- هي ارتدت الحجاب، أو خلعت الحجاب أو تغطي شعرها بإيشارب، أو أي طرحة، لا داعي لأن تتهمها بالفجور أو الأصولية أو الإخوانجية او الداعشية أو بوصمها بالانحراف أو أن "تنقرزها" بأن هذا ليس حجابًا.

بالمناسبة هي لم تعلق يافطة مكتوب عليها "أنا المحجبة.. أنا الفاضلة"، فلا داعي لنصائح على شاكلة "حجبي قلبك الأول"، فإنك لا تعرف خبايا ظروفها أو الضغوط التي مورست عليها أو البيئة التي نشأت فيها.. لربما هي ترتاح للوشاح درءًا للرطوبة، أو درءًا لألسنة حداد ثقال، أو لربما لا ترتاح له، أو لربما هناك مئات الربما.. إنه مجرد وشاح ثم أنها لم تدّعِ أن ملابسها تجسد الأنموذج الإسلامي وتأكدي أيتها الناقدة أن ملابسك الأكثر حشمة لو شاهدها الرسول (ص) لربما خالك من الأعاجم.

إن فشلنا في تعامل إسلامي ناجح، فلا أقل من تعاطي إنساني غير مؤذٍ.

عدونا واحد هو التربص بالآخرين.

 

-هب أنك قابلت من ترتدي عباءة في السحور، من أو تخففت من ملابسها على الشاطئ.

ما المشكلة؟ إنها لم تفرض عليك ارتداء ذات الدثر كما لم تدخل دارك بها، فلا تجعل وجودها بجوارك مستعر كلهيب جهنم.

عدونا واحد هو التسلط، "ما أريكم إلا ما أرى".

- لو الحق جارك صغاره بمدارس أو جامعات دولية، أو لو كان لديه شاليه في مدينة الجونة أو بيت بمدينة "نيس" بفرنسا.

أسرق من دخلك؟ أأنتقص من راتبك؟

لا تطعن في فيلته، حتى لا يطعن الأفقر منك في شقتك.

عدونا واحد هو النفسنة!

-هي تضع خضاب، تتزين بحمرة أو تقلم أظافرها، تطيلها، تقصرها أو تلونها، دفعت ثمن ذلك من حافظة نقودها، لم تستعر ثمنه منك أو تقتص من أظافرك أو من رزقك، ثم أنها لم تدّع أنها الأكثر جمالًا والأشد فتنة، إنها تريد الظهور بمظهر جميل.

عدونا واحد هو الغيرة!

إن ركبت مع سائق لا يُشغل القرآن في سيارته الأجرة، على أنه يشغل "البنديرة"، فلا داعي لأن تصب عليه من نقدك.. عدونا واحد هو الانتقاص.

-هب أن صديقة كتبت تدوينة غردت فيها بشرائها وجبة كان طعمها مخيبا للآمال.

كل ما في الأمر، أنها كما نقول بعاميتنا كانت "تفضفض"

كيف طاوعك لسانك على سلخها بنقد قاسي ولما تضعها في موقف دفاع يستوجب عليها تبرير ما أقدمت عليه من استراحة محارب ليوم من المطبخ!

عدونا واحد هو الحشرية!

..

- هو أدى العقوبة التي أنزلت به ثم خرج من السجن.. كفارة.

لك ألا تزوجه من ابنتك أو لا توظفه في متجرك أولا تؤجر له غرفة بمسكنك، لكن كف لسانك عن التشويه في سمعته.. فقد دفع فاتورة إثمه واغتسل من ذنبه، بينما غرقنا نحن مع عشرات الذنوب التي نسيناها فلم نستغفر عنها، عدا أننا لم نكفر عنها بعد لمجرد أننا مستورين من رب العالمين.

عدونا واحد هو أكل لحوم البشر "الغيبة".

..

ألا زال حياً؟ لقد عاصر أيام الهكسوس!

لا يستطيع أحد أن يأخذ زمانه وزمان غيره، إنها أعمار مقدرة بحكمة الله، فلم التجريح؟

إنه لم يقصف من عمرك ولم ينتقص من أيامك لتطول سنواته؟

فكيف تطعن في هَرِم أو مُسن؟

وفرضًا أن لو تمنى العجوز الموت، ترى ستستجيب له المنية كخادمة مطيعة؟

حاضر يا بك، بأي ساعة تحب أن تلقى حتفك؟

عدونا واحد هو الجهل.

كيف نحلت لهذا الحد؟

 لما زاد وزنه بهذه الدرجة حتى اوشك على الانفجار؟

لما أصبحت ضخمة كلاعبي السومو ثم كيف نحفت؟

احسب أنها أجرت عملية تكميم؟ لا، أكيد تحويل مسار!

الله يرحم! كان شكلها تعس، لكن الفلوس لها فعل السحر!

..

ثم لا يهدأ حتى ينشر صورة الضحية "قبل وبعد" ليشفي قلبه من جراء رؤية أحد بوضع افضل!

تذكر توعد الله للهمزة، اللمزة بالويل، وإياك أن تنسى قصة انتحار نجمة شهيرة خافت من سماع مثل هذا الهراء يتداول عن سيرتها، فأخرست حياتها كونها كانت متيقنة من عجزها على إخراس الألسنة.

أه لو تعلم انه مدون بصحيفتك بسهم في غمد خاصرة حياتها.

بالمناسبة، السمين لم يعض رغيفك ولم ينتقص من صحن طعامك بل لم يمسسه.

والنحيف لم يجري جراحة من رصيدك كما لم يشترك في نادي صحي من خالص راتبك.

عدونا واحد هو المعايرة!

..

-هو يتحدث العربية كعود مخلوط بروائح العجم، لا تصب عليه من نار غضبك وتنصب نفسك راعي للعربية، فتدعي أن دفاعك مناطه أنك ظهيرًا للغة أهل الجنة.

أخا العرب، هون عليك، لربما عاش الرجل أو درس بالخارج أو بمدارس دولية أو لربما قضى نصف عمره مغتربًا أو عمل بمؤسسات أجنبية اضطرته لممارسة الأجنبية لفترات طويلة فاعتاد على الأمر، ثم أنني أهمس لك:

لما تتجاوز عن كلمة "سوبر ماركت" فيما تغضب من "جروسوري" ؟

لما تقبل "بوك" المحفظة بالعامية وتستاء من "بوشات" وكلاهما أعجمي؟

لما تمرر "موبايل" الأجنبية بل تستسهلها عن "جوال" رغم عروبتها؟

وأضف لمعلوماتك أن راديو، تيليفون، سينما، كربرتير، كابوت، لاب توب، كومبيوتر وآلاف المصطلحات التي نستخدمها يوميًا لا تمت للعربية بصلة.. فما الهدف من وصم من يستخدم مصلح أجنبي تجهله بالتفرنج فيما تصهين صهينة صهيونية عمن يستخدم مصطلحات أجنبية لمجرد أنك تتداولها؟

 أنت تكره ما تجهله، ومالا تتداوله عربيًا كان أو أعجميا بدليل أنك تغض الطرف عن الألفاظ الأجنبية التي تفهمها. تلك المدرجة في قاموسك اليومي حتى لو لم تكن ضمن مفردات لغة أهل الجنة!

عدونا واحد هو الكيل بمكيالين!

..-دافع عن دينك واحفظ عقيدتك، لكن حذار من المساس بعقائد أخوتك في الإنسانية

فالسماوي لم يأمرنا بالتقاتل، أو التناحر والتباغض، لكن هكذا فعل المتاجرون بالدين وهكذا فعلت تأويلات النصوص والفهم الخاطئ للدين، كل بحسب هواه.

لا تسب نصوص أنت لا تفهمها أو فهمتها على نحو خاطئ. 

لا تكن أحولًا في كراهيتك.. أكره الإرهابي لا دينه.. فحتى دينه يتبرأ منه.

انتقد الفهم الخاطئ للدين لكن برجاء لا تلصق العنف بدين معين.

انتقد الفعل لا المقدس، حتى لو الشيوخ أو الكهنة أو الحاخامات لم يدينوا العنف، فهذا خطأ بشري يدين البشر لا الأديان، فرب الشيوخ، والحاخامات ورب الكهنة أدان العنف وكل صور الإرهاب، لأن كلاشينكوف الإرهابي لا تفرق بين مسلم، وملحد.

عدونا واحد هو الإرهاب لا الدين.

- قصر جلبابك أو طولها لكن لا تقصف عمر أخاك بطول لسانك أو بوابل بندقيتك.

- شغل القرآن أو لا تفعل لكن المهم أن تشغل البنديرة والأهم أن تشغل عقلك.