الجمعة 19 ابريل 2024

الجمهورية الجديدة».. ليست صرحاً من خيال

مقالات11-6-2021 | 20:53

تمنيت أن أتلقى الدعوة للمشاركة في تحرير ملف مجلة "الهلال" الذي حمل عنوان "المشروعات القومية.. الطريق إلى الجمهورية الجديدة"، ولكن إذا كان القدر لم يمنحني هذا الشرف، تظل المسؤولية تفرض عليّ أن أروي شهادتي فيما يتعلق بهذا الحراك الذي يمتد فوق رقعة الأرض المصرية دون توقف منذ 7 سنوات من البناء، على نحو يدفع نحو تغيير خارطة الوطن بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.

 

طوال السنوات السبع المنقضية كنت شديد القرب من هذا الحراك التنموي بحكم عملي ضمن الفريق الإعلامي بالحكومة، لأكون شاهداً على كل ما تحقق، متابعاً لتطورات العمل في كل قطاع، على النحو الذي يملأني بالفخر لكوني مصرياً أولاً، وشخصاً ذا دور يرتبط بالترويج لهذه النهضة غير المسبوقة، والتي شارك المصريون جميعا في صنعها بإرادة ما لا يريد لوطنه أن يعود إلى الخلف، بعد أن نجح في استعادته من أيدي جماعة الظلام التي حاولت اختطافه في نفق مظلم مجهول دون مستقبل، لولا عناية الله وشجاعة القيادة الوطنية، ويقظة الشعب الذي تمرد على مساعي كسر شوكته وطمس هويته.

 

مصطلح "الجمهورية الجديدة" الذي أطل في الخطاب السياسي المصري ووجد صدى في كتابات المحللين والخبراء، ليس صرحاً من خيال، بل ترجمة لواقع نراه ونلمسه فوق أرض مصر الطيبة، فخارطة المشروعات القومية لم تترك قطاعاً لا يوجد فيه تطور كبير، بلمسة سحرية تختصر الجداول الزمنية ومعدلات التنفيذ المعهودة، وتصل بأذرع النمو والعمران والتطور وتحسين ظروف الحياة للمصريين في كل بقعة على أرض الوطن، فالعمران يتوسع، والرقعة الزراعية تمتد، والمصانع ترتفع مداخنها وتدور ماكيناتها من جديد، والعاصمة القديمة تنتقل إلى أخرى جديدة أحدث، في ذات الوقت الذي تستعيد فيه الأحياء العريقة رونقها، وتراثنا يستعد للعرض في أحد أعظم المتاحف المصرية، والمصريون يتطلعون نحو المستقبل بعد سنوات من مواجهة حاضر دون أمل.

 

برأيى أن مصدر قوة "الجمهورية الجديدة" التي بدأت تتحقق بالفعل، يتمثل في كونها ليست نتاج برنامج حكومة وخطة فريق من الوزراء، بل مسيرة من العمل قائمة على استراتيجية وطنية بعيدة المدى ذات محاور واضحة ترسم رؤية مصر حتى العام 2030، بإجراءات يمكن قياس تقدم تنفيذها، وإحراز أهدافها، وهذه الاستراتيجية دستور عمل ينتقل من يد إلى يد، ومن حكومة لأخرى، دون أن توقفها رؤية وزير، أو اقتراح مسؤول، فهي إرادة شعب وبصيرة قائد أراد أن يغير واقع هذا الوطن في مهمة ليست سهلة وغير ممهدة، ولكنها مدروسة، مرتبطة بالفهم لكل تفصيلة على أرض مصر في كل مجال واتجاه، لهذا تسير بخطى واثقة لا تهتز.

 

منذ عام 2014 وحتى الآن والحكومة المصرية يترأسها "مهندس"، فالبناء يجري على أرض مصر، ولعل "الجمهورية الجديدة" تمثل نتاج هذا البناء، بما ينعش آمال المصريين في اقتراب مرحلة جني الثمار، التي ربما أخرتها ظروف خارجة عن الإرادة في مقدمتها وباء عرقل معدلات النمو في العالم بأسره، ولعل المصريون يدركون أن بلادهم تكتسب في كل يوم أرضاً جديدة تستعيد بها مكانتها وقدرتها في الدوائر الاقليمية والعالمية، وهو الأمر لا يمكن له أن يتحقق دون دولة قوية تدرك القوى الكبرى مدى تأثيرها، وقوة البلد تبدأ بالأمن ثم الاقتصاد وهي الملفات التي حققت مصر الكثير خلالها، وعلى الجميع مساندة هذه الجهود وهذا الحراك، ففي "الجمهورية الجديدة" سنرى مصر كما نريد لها أن تكون.