أفرزت منافسات الدورى الممتاز لكرة القدم العديد من الظواهر الإيجابية وأزاحت الستار عن معادن أصيلة من العناصر العديدة التى شاركت فى المسابقة حتى الآن.. فهناك بعض المجتهدين من العاملين فى الحقل التدريبى والذين صنعوا لأنفسهم وللاعبيهم مكانة متميزة بين النجوم، بل وتفوقوا أحيانا على أقرانهم فى الأندية القطبية.

يأتى فى مقدمة هؤلاء المدربين الطموح "على ماهر" الذى صنع من لاعبى نادى المصرى توليفة طيبة ومتجانسة وغرس فيهم عزائم قوية ومعنويات عالية إضافة لتحفيظهم بعض الطرق الخططية والمهارات الفنية.. وتمكن من الارتقاء بإمكانياتهم وتنمية قدراتهم، وأصبح أبناء المدينة الباسلة يفتخرون بأن لديهم فريقا متجانسا قويا، بل ومهيبا يعمل له الجميع ألف حساب، كما أنه يقترب من أهل القمة، بل ويزاحمهم ويحتل المركز الثالث فى ترتيب جدول مسابقة الدورى.

ونرى الكابتن إيهاب جلال المدير الفنى لنادى الإسماعيلى يأتى فى مصاف هؤلاء المجتهدين والمتألقين، حيث يخطو على دربهم وساهم بفكره التدريبى المتطور بالارتقاء بمكانة ناديه الكبير والعريق من المنطقة الخطرة المركز قبل الأخير إلى المنطقة الدافئة، الأمر الذى يعكس مدى النضج والتفوق والاستفاقة الذى يعيشها الدراويش مع مدربهم الكفء ويسعى إلى المزيد من التقدم.

ومن بين هؤلاء المدربين أيضا المحنك الكابتن حلمى طولان الذى استطاع بفكره المتطور وخبرته التدريبية الكبيرة إعادة التوازن وتصحيح أوضاع الفريق وارتقى بهم إلى وسط الجدول من خلال مستوى أداء فنى متميز ونتائج جيدة، وهناك مدربون آخرون يبذلون جهداً كبيراً رغم قلة وندرة الإمكانيات المادية والفنية؛ أمثال "خالد عيد" الذى يقود فريق زعيم الفلاحين نادى غزل المحلة، وصنع منه فريقاً جيداً يقدم مردوداً رائعاً فى كثير من اللقاءات، ويكفى تغلبه على قطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك.

وأيضا عبد الحميد بسيونى المدير الفنى لفريق لطلائع الجيش لا شك أنه طور من أداء اللاعبين وحقق نتائج جيدة إلى حد بعيد وأبقى على حظوظه فى البقاء فى دورى الشهرة والأضواء، ويحتل فيه مكانة مقبولة فى الجدول.. وكذلك الكابتن محمد عظيمة رغم توليه القيادة الفنية لفريق مصر للمقاصة خلفا للكابتن إيهاب جلال إلا أن مستوى الأداء الفنى للاعبين لم يهتز بل زاد من قدراتهم الذهنية والبدنية وأصبح يزاحم بقوة للصعود للمربع الذهبى.

من المؤكد أن النماذج السابقة التى سقتها بشأن الأستدلال على الاجتهاد والتألق فى المجال التدريبى نجحوا كثيرا فى قيادتهم للمباريات وأخفقوا قليلا والأيام المقبلة قد تنضح ظهور بعضهم وخفوت البعض الآخر.. وإنّا لمنتظرون