الثلاثاء 23 ابريل 2024

جيبوتى والزيارة الأولى.. نتائج متنوعة

مقالات30-5-2021 | 17:44

في إطار الرؤية التي يحملها الرئيس عبد الفتاح السيسى تجاه القارة الافريقية وقضاياها، بل وحرصه الدائم على التواجد في جميع انحاء القارة وتوثيق عرى العلاقات مع دولها المختلفة، لم يكن من المنطقى أن تظل جمهورية جيبوتى بعيدة عن الاهتمام المصرى، فكانت زيارته هى الأولى من نوعها لرئيس مصري منذ حصول جيبوتى على استقلالها في السبعينيات من القرن الماضى، ليؤكد ذلك على أمرين مهمين: الأول، النظرة بعيدة المدى التي يوجه بها الرئيس عبد الفتاح السيسى ملف السياسة الخارجية المصرية تجاه القارة الافريقية. الثانى، الأهمية الجيواستراتيجية التي تحظى بها جيبوتى بفضل موقعها الجغرافى على البحر الأحمر ومضيق باب المندب، بما جعلها عمقا استراتيجيا للأمن القومى المصرى.

ومن هذا المنطلق، جاءت هذه الزيارة لتلقى مزيد من الضوء على عمق العلاقات بين البلدين، دلل على ذلك ما ورد في كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى في البيان المشترك الذى جمعه بالرئيس الجيبوتى عمر جيله حينما أشار إلى اعتزازه كأول رئيس مصرى يقوم بزيارة رسمية إلى جيبوتى التي وصفها بالدولة المحورية التي تلعب دورا مهما في محيطها الإقليمي. كما دلل على ذلك أيضا مخرجات هذه الزيارة ونتائجها المتعددة، إذ تنوعت مجالات التعاون بين البلدين، سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وعسكريا.

وجدير بالذكر أن المباحثات التى جرت بين الرئيسين وشملت هذه المجالات جميعها، تعطي طموحا نحو مزيد من التقارب والتعاون على النحو الذى حدده الرئيس في كلمته، حيث ركز على أهمية العمل على زيادة معدلات التبادل التجاري بين البلدين من خلال تيسير نفاذ المزيد من الصادرات المصرية إلى السوق الجيبوتية، مع زيادة حجم الاستثمارات المصرية من خلال اتاحة المجال أمام الشركات المصرية للمساهمة في مشروعات البنية التحتية، فضلاً عن تكثيف التعاون في مجال بناء القدرات من خلال البرامج التدريبية التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.

ولم يقتصر الامر على الأبعاد الاقتصادية والتنموية فحسب، بل حظيت الابعاد الأمنية باهتمام واسع المدى من البلدين، إذ فرضت التحديات الأمنية والعسكرية التي تواجه منطقة القرن الافريقى ضرورة التنسيق المتبادل والتعاون وتكامل الجهود في مواجهة الفكر المتطرف من ناحية، مع أهمية العمل المشترك لتجنب امتداد نطاق بعض النزاعات إلى دول الجوار من ناحية ثانية، ومواجهة التعنت الاثيوبى في ملف سد النهضة بما قد يترتب عليه من حالة عدم الاستقرار في المنطقة من ناحية ثالثة.

نهاية القول إن القمة الرئاسية الأولى على أرض جيبوتى تحمل أبعادا عديدة ودلالات متعددة، تفتح بها آفاق ارحب لمزيد من التقارب والتعاون سويا في مواجهة التهديدات المتزايدة والتحديات المتصاعدة في واحدة من اهم مناطق العالم تجاريا واقتصاديا بتحكمها في ممر باب المندب على البحر الأحمر، بما يؤكد على أن التنسيق والتعاون بين الدول المشاطئة له ضرورة حتمية إذا ما اردنا حماية الامن والاستقرار الإقليميين والدوليين.

Dr.Randa
Dr.Radwa