الثلاثاء 16 ابريل 2024

الاستقرار المنشود للشرق الأوسط

مقالات26-5-2021 | 12:16

كانت ولا تزال منطقة الشرق الأوسط ذات أهمية للقوى العالمية الكبرى، التي عملت على تقسيم نفوذها في المنطقة، منذ القدم، لأجل مصالحها والاستحواذ على مواردها الطبيعية، ولأجل ذلك قامت بتقسيم المنطقة وإلحاق مناطق بأخرى.

هذه القوى التي كانت تعرف في الماضي بالاستعمار، وكانت سببا في اندلاع الخلافات والحروب، أو الاقتتال الداخلي بين دول الشرق الأوسط، وبخاصة الدول العربية، لوجود كميات هائلة من البترول، الذي يمتاز بجودة نوعيته، وقربه من سطح الأرض، وقلة التغيرات الطبيعية كالزلازل.

واليوم هذه القوى تمارس نفس سياسة الأمس، لكن بوضعية ونوعية أخرى، تزعم بها دعم الديمقراطية والشعوب.

وتحاول هذه الدول أن يكون لها موطئ قدم في المنطقة مجددا، ليس من أجل البترول، لأن الغرب لديه ما يكفيه الآن، لكن من أجل تصدير وبيع الأسلحة للدول، لاستعمالها فيما بينها والاقتتال الداخلي.

نرى اليوم منطقة الشرق الأوسط ملتهبة، ابتداء من اليمن إلى العراق وسوريا وليبيا.. إلخ، بمشكلات داخلية، وهدم للبنية التحتية، وكذلك الهجمات الإرهابية، من قوى بمساندة دولية أو إقليمية، كتنظيم داعش، وغيره من الأحزاب المتطرفة والشوفينية، ورغم كل هذه المشكلات والمصائب، فهنالك مشكلتان في الشرق الأوسط، بدون حلهما لا يمكن تحقيق الاستقرار به، وهما القضية الفلسطينية، والقضية الكردية.

ورغم اختلاف القضيتين في بعض الجوانب، فإن لكلا الشعبين الحق في إقامة دولته، ففي الحالة الأولى تم اغتصاب أراضي الفلسطينيين بمباركة دولية، أما في الثانية فإنكار لوجود شعب على أرضه، بل إن هذا الشعب كان موجودا قبل ظهور بعض الشعوب والقوميات في المنطقة.

فبعد اتفاقية سايكس - بيكو، تمت تجزئة الأكراد، وإلحاق كردستان بحدود شُكلت حسب متطلبات ومصالح الدول والقوى المتنفذة آنذاك، أو الدول التي كانت موجودة، وبقي الشعب الكردي غريبا مشردا عن وطنه.

ورغم كل المصائب التي حلت بالشعب الكردي، والتضحيات الجسام التي قدمها، فإن حكومات هذه الدول التي ألحقت بها كردستان، ورغم الجرائم التي ارتكبت، لم تستطع إسكات صرخته لأجل حقوقه المشروعة، كما أشار إلى ذلك الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر الشباب، بشرم الشيخ عام 2019، حي أكد أن العديدين حاولوا إلغاء الثقافة والهوية الكردية لكن لم يستطيعوا، وبقي الشعب الكردي.

إن استقرار منطقة الشرق الأوسط مرهون بحل هاتين القضيتين، حسب مصالح الشعبين، وليس حسب مصالح الدول والقوى العالمية أو الإقليمية، وإعادة خارطة الشرق الأوسط لا بد أن يكون لهذين الصدارة في تقديم الحل، فلا يمكن حلهما بالقوة، بل عبر الحوار والتفاهم.

الشعب الكردي كان ولا يزال، مع حل قضيته بالحوار والتفاهم مع الدول التي ألحقت بها كردستان، وكان دائما مساندا للشعب الفلسطيني، وقضيته وبناء دولته وعاصمتها القدس الشريف، فالكرد ينظرون إلى القضية الفلسطينية كقضية عادلة، وأن القدس أولى القبلتين وثاني الحرمين وهي مدينة مقدسة.