الخميس 25 ابريل 2024

كيف انتصرت مصر وماذا بعد؟!

مقالات22-5-2021 | 11:33

المبادرة المصرية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، اجتازت شوطا كبيرا بالوصول للهدنة، والتي تعتبر بشكل كبير هزيمة للإسرائيليين وانتصار للفلسطينيين، رغم الدمار الكبير الذي ألم بالحجر والبشر في كل الأراضي المحتلة لا غزة فقط!.

مصر حققت الكثير من الإنجازات من خلال إصرارها على التهدئة ووقف إطلاق النار غير المشروط:

١. إعادة القضية الفلسطينية لسطح الأحداث الإقليمية والدولية.

٢. أنقذت الفلسطينيين من يد الوحشية الإسرائيلية وضغطت على الإسرائيليين بدعم دولى.

٣. دفعت الأمريكان والأوربيين والروس والصينيين لدعم الرؤية المصرية للسلام وإعادة القضية الفلسطينية لمائدة المفاوضات.

٤. عودة الاتصالات على أعلى المستويات بين القاهرة وواشنطن بشكل مباشر بالتواصل بين كبار قيادات البلدين، وفي مقدمتهم الرئيسين بايدن والسيسى، بعد فترة من عدم التفاعل المباشر منذ وصل بايدن للبيت الأبيض، وهذا في حد ذاته مكسب كبير بروزه الرئيس السيسي نفسه خلال مكالمته المهمة مع بايدن، ومن المتوقع أن يستمر هذا التفاعل خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد إعلان واشنطن عن قدوم وزير خارجيتها للمنطقة لإحياء عملية السلام.

٥. انتصرت الرؤية المصرية على كل الرؤى الإقليمية والعربية المتنافسة في المنطقة، ومنها التركية والإيرانية والخليجية من السعودية والإماراتية وحتى القطرية، وأجبرت والفصائل الفلسطينية والقوى الدولية على دعمها، رغم الاختلافات الأيديولوجية.

٦. في هذه التطورات لم يظهر أي صوت من الدول التي طبعت في الخليج.

ومن خلال هذه الإنجازات المصرية المنوعة، تتبلور الخطوات التصعيدية المصرية في عدة مناحي، منها التأكيد على أن القضية الفلسطينية هي الملف الأهم لإقرار الهدوء الأبدي في المنطقة، وهى أساس كل الملفات المنغصة الأخرى، بخلاف إبراز الدور المصري في قيادة المنطقة بشكل كبير، رغم كل المنافسات المتعددة في هذا الإطار، من الأصدقاء قبل الأعداء.. وهذا في حد ذاته مكسب غير تقليدي للقاهرة، في وقت غاية في الصعوبة، ويمنح قوة جديدة لنا في ملف في غاية الأهمية، هو السد الإثيوبي، والذي يتطلب مننا مواجهة حاسمة وعاجلة.

أظهر التحرك المصري الناجح الفعال مدى وصول التأثير المصري للمشهد السياسي الإسرائيلي، حيث أجبرت المحاولات المصرية مؤسسات الدولة الإسرائيلية على الاستسلام لوقف إطلاق النار، رغم الاختلافات الكبيرة التي كانت تدور في هذا الإطار، ولا تزال مستمرة حتى الآن، لدرجة التطاول على نتنياهو واتهامه بالهزيمة ومنح الهدايا للفصائل، وبما فيهم حلفائه في المعسكر اليميني المتطرف.

وللحديث بقية

Dr.Randa
Dr.Radwa