الثلاثاء 23 ابريل 2024

الطفل الفلسطيني.. حقوق منتهكة

مقالات17-5-2021 | 12:09

في خضم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ وقوعه تحت الاحتلال الإسرائيلي، لم ينج فلسطيني واحد من قائمة تطول من الممارسات التعسفية تمارسها سلطات الاحتلال من قتل، وجرح، واعتقال، وتشريد وإبعاد، وإقامة جبرية، ومصادرة أراض واستيطان، وجدران، وحواجز، وبوابات، واقتحامات، وحظر تجول، وحصار.

ومن ثم لم يكن الطفل الفلسطيني بمعزل عن هذه الإجراءات التعسفية؛ بل كان في مقدمة ضحاياها؛ رغم الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق والقوانين الدولية التي تنص على حقوق الأطفال؛ وفي مقدمتها "اتفاقية حقوق الطفل"، التي تنادي بحق الطفل بالحياة والحرية والعيش بمستوى ملائم، والرعاية الصحية، والتعليم، والترفيه، واللعب، والأمن النفسي، والسلام.

ففي كل عدوان إسرائيلي تسجل تقارير ووثائق المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية اعتداءات وجرائم ترتكبها سلطات الاحتلال بحق الأطفال الفلسطينيين، والتي تندرج في إطار جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وهو ما حدث في عدوانها الأخير الذى راح ضحيته حتى كتابة هذه السطور 52 طفلا استشهدوا من بين 181 شهيدا، وهو ما يحمل المجتمع الدولي ممثلا في منظماته الدولية والإقليمية المعنية بقضايا الطفولة المسئولية عما ترتكبه إسرائيل من جرائم حرب ضد الأطفال الفلسطينيين، خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار أن أثر العدوان الإسرائيلي لا يقتصر على استشهاد الأطفال فحسب.

بل يمتد إلى الإصابات التي لم يتم حصرها، والاعتقالات التي لم يتم تسجيلها، إذ يضاف ما يجري الآن إلى سجل مليئ بالاعتداءات والانتهاكات التي ترتكب بحق هؤلاء الأطفال، فمواصلة الاحتلال الإسرائيلي استهداف الأطفال الفلسطينيين وقتلهم بشكل متعمد واعتقالهم في ظل ظروف غير إنسانية، يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

ومن هذا المنطلق، يجب أن ينتبه الضمير العالمي إلى تلك الجرائم التي لا تزال يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي الغاشم تجاه أطفال عزل لا حول لهم ولا قوة، فعلى المنظمات الدولية أن تفضح هذه الممارسات اللاإنسانية لينظر العالم بأسره إلى السجل الأسود من الانتهاكات الإسرائيلية كسلطة احتلال تجاه أبناء الشعب الواقع تحت هذا الاحتلال، وهو ما يرتب في كنفها مسئولية قانونية أخرى تستوجب محاكمتها، ولكن تظل هذه الدولة فوق المساءلة في ظل الحماية الأمريكية التي توفر لها الغطاء تحت دعوى الدفاع عن النفس، وهي دعوى باطلة لا تنطبق على الحالة الإسرائيلية التي تمارس العدوان وفقا للقواعد القانون الدولي ونصوص ميثاق الأمم المتحدة.

خلاصة القول إن التاريخ لن يمحو من ذاكرته هذا السجل الأسود من انتهاكات إسرائيلية مستمرة منذ بداية الاحتلال ضد أطفال عُزل يحلمون بمستقبل يحقق طموحاتهم، ولكنهم يواجهون حاضر قاتم ومستقبل قاتل في ظل دولة القتل والتشريد والعنصرية، إذ تمثل إسرائيل النموذج الأوحد عالميا في ممارسة العنصرية ضد الشعب الفلسطيني، فإلى متى يظل الضمير الإنساني العالمي غائبا عن هذه الممارسات ضد الإنسانية؟.

Dr.Randa
Dr.Radwa