الخميس 25 ابريل 2024

صافرات الإنذار !

مقالات17-5-2021 | 11:28

إن كل ما يحدث في المنطقة من عدم استقرار يؤكد ضرورة وجود حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، أداء تكتيكي مفاجئ قام به الفلسطينيون، ليس فقط لصواريخ أغرقت كامل فلسطين التاريخية لأول مرة بل يمكن القول أن التصعيد العسكري هذه المرة مختلف وشهد تطورات غير مسبوقة، وسيؤدي إلى تغير المشهد حيث تم استخدام الحرب النفسية لأول مرة من قبل الفلسطينيين.

 وأفاد الإعلام العبري بأن هناك اتصال وصل من فصائل المقاومة الفلسطينية لسكان برج موشيه أفيف في تل أبيب  بضرورة إخلائه فورا وهذا أمر غير مسبوق، هذا بالإضافة إلى إعلان الفصائل عن أوامر برفع حظر التجول عن تل أبيب ومحيطها لمدة ساعتين من الساعة العاشرة وحتى الساعة الثانية عشرة ليلاً، في إشارة إلى مدى السيطرة على الأوضاع وزمام الأمور لصور الحياة اليومية في الأراضي المحتلة ، لنا أن نتخيل أن الصواريخ التي تنطلق من غزة أكثر دقة وكفاءة مع وجود منظومة دفاع جوي تعترض الطائرات الحربية الإسرائيلية كيف سيكون الوضع؟.

ما حدث هو صافرة إنذار ليس فقط في تل أبيب أو في فلسطين التاريخية بل في العالم فهناك عدة صافرات إنذار يجب أن يتم ترجمتها للتحرك على أرض الواقع .

الصافرة الأولى:

لإسرائيل بضرورة الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الحياة.

إسرائيل تريد فلسطين شبه دولة بلا حدود وبلا ملامح جغرافية متصلة أو جيش نظامي أو شرطة مسلحة أو اقتصاد مستقل بعملة وطنية وبدون إدارة للثروات وبدون مطارات أو موانئ،  وهنا يمكن القول أن التفاوض مع المفاوض الإسرائيلي يعد غاية في الصعوبة لعدة أسباب وأهمها هو أن إسرائيل تتجاوز العقلانية في التفاوض وبالنظر إلى نظرية المباريات التفاوضية فهي تريد تحقيق الفوز الدائم "لعب المباراة الصفرية" دون النظر إلى الطرف الآخر .

الصفارة الثانية :

للمجتمع الدولي وأهمية التحرك الفعلي لإيجاد حل الدولتين بعد سنوات من عدم الحياد والتخاذل وإضاعة للوقت .

الصفارة الثالثة :

لجامعة الدول العربية حيث لابد أن يكون هناك طرح عربي بديل لصفقة القرن يضمن هذا الطرح حفظ حقوق المواطن الفلسطيني، كفى سلبية فلابد من التحرك لحفظ الأمن القومي العربي .

لاشك أن تطورات الأوضاع في الوقت الراهن قد تفرض واقعا جديدا، حيث يمكن القول أن إسرائيل كيان غير أمان وغير مستقر وهذا يقلل من فرص الهجرة إلى إسرائيل والتجنيد الإجباري حيث يمكن القول أن عدم استقرار الأوضاع قد يؤدي إلى هجرة عكسية، كما أن الأحداث الأخيرة تنسف جوهر نظرية الأمن الإسرائيلي وتؤكد بما لا يدع مجال للشك أنه حان وقت التنازل والاعتراف بحقوق الفلسطينيين المشروعة.

 كما أن محاولات اختراق الحدود وإن كانت محدودة في لبنان والأردن تؤكد أن درجة رفض الشعوب العربية لهذا الكيان ضخمة جداً وخاصة في ظل محاولات إسرائيل استخدام كل الوسائل لتحسين صورتها بالتزامن مع توقيع اتفاقيات تطبيع مع بعض الدول العربية، فتطور الأحداث الأخيرة أعاد تصدر القضية الفلسطينية للمشهد مرة أخرى في العالم العربي، ويؤكد أن الشعوب العربية لن تتنازل عن القدس مهما طال الزمن .

بحسب "معهد القدس لبحث السياسات" الإسرائيلي، في نهاية عام 2018 بلغ عدد السكان 919,400 شخص، وبلغ عدد اليهود 569,900 وبلغ عدد السكان العرب 349,600 بما يعني أن عدد العرب في القدس يبلغ نحو40% تقريباً ويمكن القول أن هذه الأرقام قد تخضع لنوع من أنواع المبالغات في أعداد اليهود لمحاولات لطمس هوية المدينة كما أنه لا يوجد إحصائيات عربية دقيقة ومعظم التقديرات والإحصاءات إسرائيلية، ومن هنا لابد من إيجاد نشاط عربي على أرض الواقع لإيقاف تهويد القدس .

في الوقت الحالي يبقى إيقاف العنف هو الأولوية القصوى، كما لابد من طرح حلول جذرية وأهمها حماية المدنيين في قطاع غزة من الممارسات الإسرائيلية وتكثيف جهود إعادة إعمار غزة، وقبل كل ذلك لابد بشكل فوري عقد مصالحة فلسطينية وإعادة صياغة دور السلطة الوطنية الفلسطينية وعقد انتخابات فلسطينية بما فيها القدس، مع أخد ضمانات متبادلة بخصوص عدم إطلاق صواريخ من غزة وفي نفس الوقت تتعهد إسرائيل بوقف كافة أشكال التهجير القسري وخصوصاً في القدس وإعطاء حق للسكان العرب في البناء والتملك دون عنصرية بالإضافة إلى وساطة مصرية بين الطرفين بخصوص الأسرى.

Dr.Randa
Dr.Radwa