الثلاثاء 23 ابريل 2024

مصر وحلول القضية الفلسطينية بين الشعارات والواقع

مقالات12-5-2021 | 10:48

القضية الفلسطينية قضية غير مسبوقة في التاريخ الحديث ولذلك هي القضية الأنبل والأهم في العالم العربي ، وبالرغم من التخطيط المستمر لتصفية هذه القضية و أن تنسى في زحام المشاكل والانقسامات والفتن في العالم العربي ، سيظل طفل الحجارة رمزاً لكفاح وحلم الشعب الفلسطيني و لكل حر في العالم.

أبرز ما يميز مدينة القدس هو مسجد قبة الصخرة التحفة المعمارية داخل حرم المسجد الأقصى ، حيث بنى الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان مسجد قبة الصخرة وصرف على هذا البناء من خراج " الضرائب الزراعية" ، و علي مدار عقود استمر الإهتمام المصري بمدينة القدس العصر الأيوبي والمملوكي وحتي لجنة حفظ الآثار العربية والتي قامت بترميم بعض من أجزاء المسجد الأقصى في عهد الملك فاروق الأول ، وحتى الأن يوجد في القدس دير السلطان المملوك للكنيسة المصرية والذي يتعرض لمحاولات مستمرة من التضيق من سلطات الإحتلال.

تاريخياً من المعروف أن مصر والشام والحجاز " مصر الكبرى " استمروا فترة كبيرة كدولة واحدة منذ الخلافة الفاطمية و مروراً بالدولة الأيوبية ثم المملوكية وحتي أسرة محمد على باشا ، وحتي العصر الحديث في عام 1948 قام الجيش المصري مع الجيوش العربية بعملية عسكرية لطرد العصابات الصهيونية من فلسطين ، كما أن قطاع غزة كان تحت الحكم المصري الي عام 1967 ولذلك العلاقة بين مصر وفلسطين لها خصوصية فريدة من نوعها ، كما لا يمكن أن تكون هذه العلاقة محل أو تقيم أو مزايدة وخصوصاً من بعض الأطراف والتي لا تجيد غير النقد دون تقديم الحلول ، علي مدار السنين تحاول مصر تقديم حلول علي الرغم من أن هناك من وجود حملات للتشكيك المستمر، ومصر كانت تستطيع تقديم بعض المكاسب في مؤتمر "مينا هاوس" 1977و إعطاء الفلسطينين بعض المكاسب وربما أكثر بكثير من اتفاقية أوسلو ولكن غياب الرؤية للقيادة الفلسطينية وقتها اضاع "فرصة حقيقية وأكثر واقعية ". ولذلك بدون أي مبالغة لن تحل القضية الفلسطينية بدون مصر وذلك بعد انهاء الانقسام الفلسطيني، ودور مصر هنا مهم عن الجميع وذلك لعده اسباب تاريخية سياسة وجغرافية ، كما أعتقد من الضروري أن يكون هناك طرح عربي فلسطيني موازي لصفقة القرن الفاشلة تضمن حد أدني من حقوق المواطن الفلسطيني وتضمن حياة كريمة و أن يدرك العالم حقهم في الأمل في وجود دولة مستقلة ، وكذلك تضمن حفظ حقوق المسلمين والمسيحيين في الأماكن المقدسة بعيداً عن ضد الإرهاب المؤسسي الذي يواجه الفلسطينين والذي حول الحياة المواطن الفلسطيني الي سجن كبير ، فتحقيق السلام الحقيقي والشامل والعادل هو حلم لضمان الاستقرار الحقيقي في الشرق الأوسط، فجميع الدول التي انتقدت مصر لتوقيع معاهدة السلام سارعت بعد عشرات السنين لنفس الخطوة ولكن دون أي مبرر وبلا اي نضال حقيقي!

فما يحدث في حي الشيخ جراح يأتي ضمن إطار تهويد مدينة القدس واخفاء هوية المدينة ، فهناك رؤية إسرائيلية لمدينة القدس عام 2050 "مشروع 5800"، يقضي بإقامة أكبر مطار في في منطقة النبي موسى وإقامة شبكة من الطرق والسكك الحديدية والمناطق الصناعية والتجارية والسياحية ، و لذلك لابد أن يكون هناك طرح واقعي استراتيجي فلسطيني عربي لابراز الهوية العربية لمدينة القدس بعيداً عن الشعارات والأفكار الغير واقعية . يبقي الأمان هو التخوف الأبرز والأهم لضمان استمرار كيان دولة الإحتلال ، فنظرية الأمن الإسرائيلي القائمة على مؤسسات أمنية قوية و زرع العملاء واستغلال ضعاف النفوس بكثافة وفي الأماكن المتاحة مع استخدام الهندسة الاجتماعية والحرب النفسية وترويج الإشاعات، بالإضافة الي التزييف والتشكيك المستمر في التاريخ والحقائق؛ ولعل ابرز نموذج لتزييف التاريخ هو خلق فكرة وجود هيكل وخلق رمز ديني مقدس لهم حائط البراق " حائط المبكى " لتأصيل فكرة التواجد التاريخي بالإضافة الي ذلك يتم تسويق المظلومية للعالم، كل هذا لإخفاء الخوف الفطري لكيان يفتقد كل مقومات الاستمرار في ظل الدعم الأمريكي الغير محدود. إن الكيان الإسرائيلي كان قائماً علي فكرة التوسع ولعل حرب اكتوبر انهت هذه الفكرة تماماً واصبح ما يشغل هذا الكيان هو البقاء وليس التوسع من خلال التطبيع والاستيطان وتصفية القضية الفلسطينية تماماً .

Dr.Randa
Dr.Radwa