الأربعاء 24 ابريل 2024

السعادة بين المجموعة والفريق

مقالات5-5-2021 | 14:59

قام أحد علماء الاجتماع بعرض لعبة على أطفال إحدى القبائل الإفريقية البدائية، وضع سلة من الفواكه اللذيذة قرب جذع شجرة، وقال لهم بأن أول طفل يصل الشجرة سيحصل على  السلة بما فيها.

عندما أعطاهم إشارة البدء كانت المفاجأة عندما وجدهم يسيرون سويةً ممسكين بأيدي بعضهم البعض حتى وصلوا الشجرة في نفس التوقيت مترابطي الأيدي وتقاسموا الفاكهة سويا.

عندما سألهم لماذا فعلوا ذلك فيما كل واحد بينهم كان بإمكانه الحصول على السلة لنفسه فقط؟ أجابوه بتعجب "أوبونتو"  إنها كلمة تعبر عن حضارتهم وتعني: كيف يستطيع أحدنا أن يكون سعيدًا فيما الباقون تعساء. تلك القبيلة البدائية تعرف سر السعادة الذي ضاع في جميع المجتمعات المتعالية عليها والتي تعتبر نفسها مجتمعات متحضرة.

تذكرت هذا المشهد الرائع لهؤلاء الأطفال حينما وصلت إلى نيروبي عاصمة دولة كينيا في عام 2019 لألقي محاضرتي عن "الحوكمة والإدارية" خلال مشاركتي بمؤتمر الحكومة الإفريقية  الذي  تنظمه آلية النظراء الأفارقة بالاتحاد الإفريقي 60 شخصًا من خلفيات ومجتمعات مختلفة، سفراء دول ، ممثلون عن الحكومات، أكاديميون، وكالات التنمية والمجتمع المدني، وممارسو السياسات ومنظمات وسائل الإعلام ، الشركات والباحثون المستقلون والدبلوماسيون ومؤسسات الفكر. وأيضا تمثيل الشباب وطلاب الدراسات العليا.

على مدار ثلاث أيام من العمل المتواصل من الصباح الباكر حتى المساء تشابكت عقول وأفكار الحضور جميعا تسعى إلى سعادة شعوب القارة السمراء، كما تشابكت أيادي الأطفال الصغار من قبل، يتناقشون في تحديات القارة الإفريقية ويطرحون آليات لمواجهة تلك التحديات مما سوف يساعد في بناء مستقبل أفضل لدول القارة.. هل بدأنا نتحول في عملنا من ثقافة المجموعات إلى ثقافة الفرق؟ اسمعك تتساءل قائلا: وما الفرق بين المجموعة والفريق؟

 المجموعة: ما هي إلا وحدة عمل يعمل فيها أربعة أفراد أسماؤهم هي (كل واحد) (واحد ما) (أي واحد) (ولا واحد) وكانت هناك مهمة هامة لازم أداؤها وكان (كل واحد) واثقا من أن (واحد ما) سوف يؤديها، وكان باستطاعة (أي واحد) أن يؤديها، لكن (ولا واحد) أداها، فأثار ذلك غضب (واحد ما) لأنها مهمة (كل واحد)، وكان (كل واحد) يعتقد أن (أي واحد) يستطيع أن يؤديها، وهكذا وصل الموقف إلى أن (كل واحد) ألقى اللوم على (واحد ما) لأن و(لا واحد) فعل ما يستطيع (أي واحد) أن يفعله.

أما الفريق: هو عدد من الأفراد يتعاونون على القيام بمهمة مشتركة، ولكن الأكثر أهمية فى عملهم هو نجاح الهدف الذى حدده الأعضاء معا وبالإجماع كما أنهم يساند بعضهم البعض ويتعاونون بحرية ويتحاورون بصراحة ووضوح، وهنا يستطيع أن ينجز مهمته بأعلى كفاءة ممكنة، ويمكنه القيام بأعباء أكبر إذا طلب منه ذلك.

لذلك أنا على يقين أننا إذا طبقنا مفهوم فرق العمل داخل قارتنا السمراء سنتمتع في المستقبل القريب بالسعادة والرخاء الاقتصادي جميعا. ودعوني أختم مقالي هذا بالشعار الذي استخدمه دائما في محاضراتي مع طلابي من دول إفريقيا وهو :

TEAM = Together Every African Achieve More

فريق = معا كل إفريقي يحصل على الأكثر

Dr.Randa
Dr.Radwa