الثلاثاء 16 ابريل 2024

الفن في ميزان القانون

مقالات24-4-2021 | 12:57

بداية يجب أن نعلم جيدا أن عرض الأفلام والمسلسلات يجب أن يكون من خلال تصريح بالعرض من الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية التابعة لوزارة الثقافة، هذا التصريح يعد بمثابة قرار إداري يصدر استنادا إلى لجنة القراءة التي تفحص السيناريو قبل التصوير ولجنة مشاهدة العمل بعد تصويره وصيرورته قابلا للعرض

ورأي اللجنة هو بمثابة الركن الركين في إصدار القرار بعرض أو رفض عرض العمل الفني، ولو صدر قرارها بالرفض يكون من حق صناع العمل التقدم بتظلم من هذا القرار للجهة التي أصدرته، ولو قوبل تظلمها بالرفض يحق لها إقامة دعوى لإلغاء هذا القرار أمام محكمة القضاء الإداري، وحتى الآن لم تصدر أحكام من مجلس الدولة بإلغاء قرار رفض منح ترخيص بعرض الأعمال الفنية؛ لأنه من المعروف أن رقابة القضاء على أعمال اللجان الفنية تكون على العناصر الخارجية للقرار فقط دون التعمق في موضوعه وبحث أسباب رفض الجهة الإدارية منح الترخيص.

 أما في حالة إصدار قرار منح الترخيص، فيتم عرض العمل فورا ولكن تكمن المشكلة فيما يتضمنه العمل ذاته من ألفاظ خادشة للحياء أو لقطات أو إيحاءات جنسية .

فعلى الرغم من أن قانون الرقابة على المصنفات الفنية نص صراحة على أنه لا يجوز أن يتضمن العمل الفني ما يجعل المشاهد يتعاطف مع المجرم أو أن يحاط بهالة من البطولة أو تشجيع صور تعاطي المخدرات والرذيلة أو الحث على الجريمة، فإنه بالنظر إلى بعض المسلسلات التي تعرض في رمضان يتضح لنا مخالفتها لقرارات منح الترخيص بالعرض.

وبالتحايل على القانون من خلال قرار التصنيف العمري الصادر عام ٢٠١٥ أصبحت المسلسلات تحتوي على كل شيء وأي شيء، وأصبح المشاهد المحترم يعاني بشدة .

 أتذكر أن الرئيس السيسي وجه حديثه إلى القائمين على الإنتاج الفني بضرورة مراعاة ما يقدم للمشاهدين ولكن الرقابة لا تلتزم بأي شيء، فهل المسئولين بها موافقون على ما يقدم من -إسفاف وابتذال- وسعداء به والدليل ما نراه على شاشاتنا في الشهر الفضيل .

إن مجابهة الفساد تستلزم تكاتف كافة أجهزة الدولة وتنفيذ توجيهات الرئيس، وأن تتقي الرقابة على المصنفات الفنية الله في أعمالها وتمنع ما يفسد المجتمع من أعمال درامية، فالشاب أصبح الآن مثله الأعلى البلطجي ومتعاطي المخدرات والفتاة أصبحت تقتدي بالراقصة وكل ذلك بسبب رقابة تتراخى في تدعيم الثوابت الدينية والقيم الأخلاقية .

علينا أن نعيد للفن قيمه ومجده السابق وأن يعود الفنان قدوة حقيقية وقوة مؤثرة في الوجدان، وأن يلتزم القائمين على الرقابة على المصنفات الفنية بالقانون التزاما صارما ابتغاء مرضاة الله.

إن الصورة التي يحاول صناع بعض الأعمال الفنية تصديرها للعالم على أنها من أبناء الشعب المصري هي صورة غير حقيقية ولا تعبر إلا عن نسبة بسيطة لا تمثل غالبية الشعب المصري وأنا أتساءل لمصلحة من يتم ذلك، ولمصلحة من يتم التصريح بعرضه.. سؤال أتمني الإجابة عليه .