الأربعاء 24 ابريل 2024

المتعوس وخايب الرجا

مقالات11-4-2021 | 14:58

لم يعد وجههما الشامت ليطل علينا من جديد ويبدو أن شهر رمضان أبى ألا يطل على المصريين إلا وقد قيّد شياطين الإنس القابعين في محمية الإخوان المتصدعة بتركيا ففي نهاية محتومة كان يراها كل عاقل على كوكب الأرض انتهى استعراض الأخوين مطر وناصر على مسرح قناة الشرق.

بالطبع يحق لكل المصريين أن يشمتوا فيهما فقد صدعا الرؤوس طويلا وأبطنا كراهية مستعرة محمومة لإرادة المصريين بل وانخرطوا في تنبي أجندة قذرة مدفوعة الأجر .. وكانت الخاتمة اعتذار مخزٍ عن عدم الظهور والغياب يمتلئ بموجات حسرة بدت على تقاسيم وجهيهما لكن ورغم ذلك المشهد لابد أن نتذكر أن الحدأة لا ترمي بالكتاكيت فما حدث مجرد ختام فصل وبدء فصل جديد.

الفصل الجديد هو العدول عن مواجهة غير مباشرة مع مصر عبر ما يسمى بآليات الديمقراطية والإعلام -لامؤاخذة- المعارض أو كما يسمي نفسه كذلك إلى مواجهة مباشرة ويبدو أنه بعد 7سنوات من شحن الكذب والاباطيل والتفريغ لم تعد مجدية ولم تثمر فقرر صاحب الدكان تصفية النشاط وتسريح العمالة والبحث عن مواجهة مباشرة لأنه سئم واصابه الملل هذا بالضبط ما حصل مع هؤلاء الصعاليك طراطير محور الشر.

وهنا على مايبدو أن قرارا اتخذ فحواه هو ذلك التحدي السافر الذي تمارسه أثيوبيا في ملف سد النهضة فتقرر أن يحل رموز الحكم في أثيوبيا محل أراجوزات تركيا منتهية الصلاحية وان يتحول الصراع من محاولة تدمير مصر بتأجيج فوضى من داخلها إلى محاولة لتوريط مصر في أزمة خارجية يظل صانعوها الحقيقيون خلف الستار إلى حين فأثيوبيا التي لا تستند إلى أي من أسباب المنطق أو القوة في عنادها إن عقدنا مقارنة بين قدرات مصر السياسية والعسكرية والاقتصادية وقدرات أثيوبيا سيتملكنا الضحك وسنتذكر مشهد "ما تقدرش" من مسرحية النجم محمد صبحي الشهيرة .

إذن تلك اللهجة المتغطرسة والتعجل إلى دفع المشهد حول سد النهضة إلى نهايته مقصودة ومعدة وكأن الهدف هو توريطنا في سيناريو ما لمواجهة ما لكن ذلك السيناريو مقروء بتفاصيله لدى القيادة السياسية جيدا لذلك كانت كلمات الرئيس السيسي على أرض قناة السويس والتي تحدث فيها الرئيس عن أنه لا أحد بعيد عن قدرة مصر حتى وإن توهم غير ذلك .. تلك الكلمات بالتأكيد لم تكن لصناع القرار في أثيوبيا فقط فهم مجرد أدوات بل كانت لكاتب السيناريو لهؤلاء الذين يدفعون أثيوبيا لتسريع دفع الأزمة إلى طريق مسدود.

بالطبع يدرك قائد مصر هذا وبقى أن يدرك المصريون أيضا هذا وأن المسألة ليست مواجهة مع أثيوبيا فحسب بل هي مع محور لا يهدأ ولن يهدأ أبدا في محاولاته لإسقاط مصر.. بالطبع هذا المحور لم يكون بمنأي عن الاكتواء بنيران لا قدر الله لها أن تشتعل لأنها لو اندلعت سيكون استقرار المنطقة بأسرها في خبر كان.

إذن ونحن نستقبل شهر النصر شهر رمضان المبارك نحن مدعوون إلى الاصطفاف ورفع تأهب الوعي الجمعي إلى درجته القصوى فكل ما يتطلبه الأمر لنتجاوز هذا التحدي أن نركن إلى يقين بأن لمصر قيادة بصرها ثاقب ممتد وتمتلك من الأدوات ما تتعامل به ليس مع أثيوبيا فحسب بل مع من يدفعونها ودورنا كمواطنين أن نقدم كل الدعم لحراس مصر الذين فطنوا إلى الكمين الذي يظن ناصبوه أن مصر لا تراه وستقع فيه.

قضيتنا عادلة .. قيادتنا قادرة.. وإن فرضوا علينا تحديا جديدا فبعون الله سنفرض عليهم حسرة جديدة وكما كان عدونا في هذه الأيام المباركة من رمضان يعتقد ويتوهم أن المصريين باتوا جثة هامدة ثم جاءه المصريون من حيث لا يحتسب سيتكرر المشهد من جديد فقد تعهدت السماء بأن مصر محروسة ومن أوفي بعهده من الله.. وكما سقط الأخوان مطر وناصر التيسان المستعاران من محور الشر ليتأهب محرضو اثيوبيا لسقوط جديد.. وعلى الباغي تدور الدوائر.

Dr.Randa
Dr.Radwa