قبل عدة سنوات التقيت مع الإسباني خوسيه ماريا رئيس دائرة الحكام في الاتحاد الدولي لكرة القدم في ذلك الوقت، ودار بيينا حديث مطول عن التحكيم المصري وأسباب عدم الاستعانة بكوادره في البطولات العالمية التي يشرف عليها "فيفا"، وفوجئت بالرجل يقول كيف أستعين بكوادركم في المباريات الدولية الكبرى وأنتم لا تثقون بهم في إدارة مباراة القمة المصرية بين الزمالك والأهلي، فوجدت بنفسي أسكت وأقول له لك كل الحق.
تذكرت هذا الحديث وأنا أتابع الجدل القائم حاليا بين اتحاد الكرة وقطبا الكرة المصرية حول هوية حكام مباراة القمة المصرية التي تجمع بين الفريقين في 18 الجاري، ورفض القطبين التحكيم المصري والمطالبة بطاقم أجنبي لإدارة المباراة، ووجود مساع مكثفة لإقناع مسئولي الناديين بتعيين طاقم حكام محلي ليس بسبب كفاءة كوادرنا، وإنما بسبب جائحة كورونا التي تحول دون الاستعانة بالأجانب، ومقابلة تلك الرغبة بالرفض ليدخل اتحاد الكرة في أزمة جديدة بعد عدة أزمات واجهته سواء على صعيد المنتخب المصري، أو مسابقة الدوري، ونهاية بأزمة مسحات الكشف عن فيروس "كورونا".
ولعلي أتساءل لماذا لا يدعم مسئولي القطبين رغبة وتحدي مجاهد في منح الثقة للحكام المحليين، وإثبات قدرتهم على إدارة مباريات قمة الكرة المصرية، وترسيخ مبدأ عدم الاستعانة بحكام أجانب، أم أن وجهة نظر أصحاب الرغبة في الاستعانة بالأجانب أقوى بادعائهم وجود حساسية بين طرفي المنافسة، وما يصاحب المباراة من مناوشات جماهيرية، إضافة إلى ضمان الشفافية وعدم التشكيك في نزاهة الحكام واتهام بعضهم بالانتماء إلى ناد بعينه، مما يضعف من فرص وحظوظ الاستعانة بكوادرنا المحلية.
يا سادة سبق وأدار القمة المصرية كوادر مواطنة منهم من تألق ومنهم من لم يحالفه التوفيق، ولعلي أتذكر آخر قمة أقيمت بكوادر مصرية كانت في 2018، وأدارها الحكم محمد الحنفي، وفاز فيها الزمالك بهدفين لهدف، لم تكن بالحساسية المعهودة، وخرجت المباراة إلى بر الأمان، مما يشجعنا لتكرار تلك التجربة.
وأطالب اتحاد الكرة بتعيين حكام مصريين، وفرض القرار على الناديين رغبته في ترشيد النفقات، لاسيما وأنه مع تأخير مخاطبة الاتحادات الأوروبية يصعب استقدام طاقم أجنبي في أزمات الطيران التي يعانيها العالم كله بسبب "كورونا"، وتكون بداية لاستعادة كوادرنا الثقة المفقودة.
السطر الأخير
قضاة الملاعب مطالبون بإثبات أنهم على قدر المسئولية ولا يعنيهم لو القمصان قدر رغبتهم في التألق خلال أداء مهمتهم.