الخميس 25 ابريل 2024

إلى أين نحن ذاهبون؟!

أخرى12-1-2021 | 11:43

إن قوانيننا في العادات والتقاليد والعيب والحرام أصبحت غريبة عنا، نُقلت إلى تربة غير تربتها وجو غير جوها وأناس لا صله لهم بها، يرتابون فيها ويتهجمون لها، بل ينكرونها.. إنها قوانين لا تقوم علي أصولها ولا يرجع إلينا نسبها، إنها كأبناء السفاح يولدون بلا أب وعلى غير فراش، قوانين جاءت مخالفه لكل العقائد السماوية بل متحديه لكل الأديان، فخرجت هذه القوانين الممقوتة على وظيفتها وفقدت أهليتها وشرعيتها ومبررات وجودها بما فقدت من مقوماتها وبقيامها علي غير أصولها واستهدافها غير غاياتها .

والعيب ليس عيب القانون المسكين، ولكنه عيب الناقلين الغافلين، الذين غلبت عليهم الغفلة ولم تسعفهم الفطنة، فنقلوا كل ما هو سيئ من البلاد الغربية إلي البلاد العربية دون أن يحسبوا حساب الفوارق الدينية والاجتماعية والتاريخية ودون أن يدركوا أنهم بعملهم هذا لم يسعدوا مجتمعاتهم بل نشروا الفوضى والاضطراب وجلبت البؤس والشقاء ودفعت الشعوب إلى الفساد والدمار.

 فجاءت هذه القوانين فدعتنا إلى التحرر من عاداتنا الكريمة وتقاليدنا المجيدة وأغرتنا بالانطلاق من حكم الأخلاق الرفيعة والفضائل الإنسانية العالية وحسنت إلينا الأنانية الممقوتة وبثت فينا النزعة المادية الطاغية فأصبح البحث عن الثراء السريع مطية ذلول لمن يريد سرعة الوصول.. لقد تزاحم الناس فعلا على ركوبها فجمحت بهم وانطلقت تهدم الأخلاق وتحطم المثل العليا!!.. فإنك اليوم تجد كثيرا من طراز أولئك الرجال الذين يلهثون خلف المال بأي طريقه مشروعة كانت أو غير مشروعة بائعين ضمائرهم وواجبهم تجاه عملهم لا يهمهم سوى ملء جيوبهم وكروشهم وبناء منازل وفيلات فاخرة فمقياس النجاح والاجتهاد في مجتمعاتنا  مبني علي المنفعة والمصلحة ودفعت الكثيرين منا إلى تحلل الإباحية وأحالتهم من أناس يعيشون في مثلهم الرفيعة إلى حيوانات تخضع لغرائزها ووحوش تبحث عن فرائسها .

المفتونون من مجتمعاتنا أصبحوا فارغي النفوس والقلوب والرؤوس ، يستحلون كل شيء مادام يؤدي للغاية، فحياتهم الاجتماعية قائمة على المنفعة وعلي التحلل من كل القيود، ومن أجل ذلك لا يوقر الصغير كبيرا ولا يعطف الكبير على صغير، ولقد جرف هذا التيار الأسرة، فتقطعت الصلات والأواصر بين الزوجة وزوجها والابن وأبيه والأخ وأخيه .

لابد أن نعترف أننا تركنا أنفسنا لنوع من الترف الفكري وأطلقنا العنان لخيالنا ليطير بأجنحة مستعارة إلى الطريق إلي تقليد الغرب فأخذنا منهم كل ما هو سلبي وتركنا كل ما هو إيجابي.. ولكن هذا ليس معناه أن نفقد الأمل، فالأمل كلمة سهلة ولكنها عاطفه صعبة، فمن الهين على الإنسان أن يؤمل خيرا، ولكن استمرار الأمل من أشق الأمور وأثقلها على النفس، وذلك لأن الأمل كعاطفة في الحياة يحتاج تغذية يومية، ولا غذاء للأمل إلا بالعمل.

أما مجرد الأمل دون العمل فهو الوهم والأحلام الطائشة التي لا تغني ولا تسمن من جوع، إذاً فلابد من العمل لتغذية الأمل واستمراره، وكما أن الأمل هو القوة الدافعة للعمل فالعمل هو القوة الحافظة له... حفظ الله مصر وشبابها من كل مكروه ومن شر فتن الدنيا.

    Dr.Randa
    Dr.Radwa