الخميس 25 ابريل 2024

الغاز الطبيعى ومستقبل الطاقة فى مصر

أخرى10-1-2021 | 23:03

مع بداية العقد الثالث من القرن الحادى والعشرين، والذى تمثل نهايته تحقيق رؤية مصر 2030، جاء افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى المعرض الأول لتكنولوجيا تحويل وإحلال المركبات للعمل بالطاقة النظيفة، لتبدأ انطلاقة جديدة نحو بناء الوعى المجتمعى بشأن خطة الدولة في تقليل الاعتماد على النفط ومشتقاته ليس فقط انطلاقا من الحفاظ على البيئة من خلال تقليل حجم العوائد الناجمة عن استخدام البترول، وإنما يأتى هذا المعرض أيضا انطلاقا من تقدير للعوائد الاقتصادية الناجمة عن تعزيز استخدام الغاز الطبيعى كوقود للسيارات بما من شأنه تخفيف العبء عن الموازنة العامة للدولة من خلال تقليل حجم استيراد المواد البترولية السائلة، بما يوفر بدوره العملة الأجنبية واعادة توجيهها لقطاعات أخرى أكثر احتياجا، هذا فضلا عن المردودات من تعزيز القيمة المضافة للاقتصاد المصرى من خلال الاستفادة من اكتشافات الغاز الطبيعى. 




وارتباطا بهذه القضية الاقتصادية المهمة التى حظيت باهتمام الجميع في توجيه الدفة نحو تعظيم حجم استخدامات الغاز الطبيعى كونه غاز موفر اقتصاديا وبيئيا، ثمة تأكيد من المهم الاشارة إليه يتعلق بقضية استغلال غاز شرق المتوسط، تلك القضية التى حاولت الجماعة الإرهابية تضليل المواطنين بحقيقتها من خلال نشرهم ادعاءات كاذبة حول ترسيم الحدود المصرية مع كل من قبرص واليونان، ذلك الترسيم الذى أعطى للدولة المصرية الحق القانونى طبقا للاتفاقيات الدولية في استغلال الموارد المكتشفة في هذه المنطقة الغنية بثروات الغاز والتى تنعكس مردوداتها ليس فقط على مستوى الاستهلاك الداخلى بل على مستوى التصدير إلى السوق الاوروبية كونها السوق الاكثر استهلاكا للغاز الطبيعى بما يمثله ذلك من عوائد إيجابية على الميزان التجارى المصرى مع الدول الأوروبية.



من هذا المنطلق، فإن الإقدام على هذه الخطوة التحويلية في استخدام الغاز كوقود للسيارات والتى تتم في بعض المحافظات، تمثل بادرة أولية نأمل الإسراع نحو تعميمها على بقية المحافظات وخاصة المحافظات الأكثر استهلاكا لوقود السيارات من خلال التقارير الإحصائية التى يعدها الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، هذا من ناحية.


ومن ناحية أخرى ثمة أهمية فى التوسع في استخدامات الغاز ليس فقط في مجال وقود السيارات وإنما فى مجالات استخدامه الأخرى وخاصة في المصانع ذات الاستخدام الكثيف من المواد البترولية الأكثر تلوثا للبيئة والأكثر كلفة اقتصادية على غرار مصانع الطوب التى أضحت في كثير من المحافظات داخل الكتل السكنية بما يؤثر سلبا على الصحة العامة والسلامة البيئية.




خلاصة القول تظل مبادرة تحويل السيارات لاستخدام الغاز الطبيعى واحدة من المبادرات الوطنية الهادفة إلى تحسين حياة المواطنين والارتقاء بمستواها والمحافظة على صحتهم، لتتكامل بذلك المبادرات الوطنية التى تسعى كل منها في مجال معين لرسم صورة طموحة عن مصر 2030.

    Dr.Randa
    Dr.Radwa